صرخة مواطن: بطء مشروع عام دمّر مشروعي الخاص.. في بدايته مقاول شركة مياه حفر الشارع وأغلق واجهة مركز تموينات

صفوى: صُبرة

حسن علي الملا شاب طموح آمن بالعمل التجاري والعمل الحر كسبيل لرفع اقتصاد المواطن واقتصاد الوطن تبعاً له، وبإمكانيات كبيرة قياساً على شاب مبتدىء فتح مشروعه، بتمويل ودعم من والده.

بدأ العمل جيداً في التموينات، وأخذت أرجل المتسوقين تعتاد المكان، وبذلك تفاءل الشاب، خاصة أنه يدقق في كل خطوة، ويرسم احتمالات القيام بها أمام ناظريه، إلا أن ما حدث قبل ما يزيد على الشهرين أرهق ميزانية الشاب وأربك سير العمل عنده، كما أنه نذير خسارة موجعة إذا لم يتدارك الأمر سريعاً.

في منتصف شهر شعبان الماضي بدأ العمل في مشروع من مشروعات شركة المياه الوطنية، حيث تم حفر الطريق الواقع أمام التموينات وأغلقوا الشارع تماما، وبذلك فقد المحل القدرة على التوزيع والبيع والشراء بالشكل المأمول ولا حتى بالشكل الاعتيادي، فقل عدد الزبائن إلى الثلث، وانقطعت أو تكاد سيارات مندوبي الشركات، وزاد عدد الرجيع والتالف في المخزون.

ومن المعروف أن النمطية قد تقتل الابتكار وتقلل الإنجاز لكن ما يؤكده المواطن الملا أنها قد تقتل الإحساس أيضا، فالموظفون يتعاملون مع المعاملات على أنها أوراق صادرة وواردة ولا يدركون أنها تعب وألم أناس واحتياجاتهم ووقتهم المهدور بين وجوه لم تعتد إلا الردود الباردة، وغير المبالية والخالية من التفاعل الودود.

وما الأسطر التالية إلا نفثة شاب أوجعه أن يرى تعبه يُهدر، وآماله تُجهض، ورغم محاولاته الحثيثة في إيجاد حل يوقف الخسائر والأموال المستنزفة إلا أن بعض الآذان التي يجب أن تكون مصغية للمواطن اعتادت (التطنيش) واستمرأته.

يقول الملا “تزامن الحفر مع بداية الموسم، كلنا يعرف أن الناس تقبل على الشراء في شهر رمضان الكريم أكثر بكثير من بقية الأشهر، ويكون نصيب الأسد للمواد الغذائية، فإن كان محل التموينات الغذائية يبيع في سائر الأشهر بـ 1000 ففي شهر رمضان تصبح مبيعاته بـ3 آلاف ريال، وعلى هذا قس”،

وبنبرة محبطة يكمل “وفي هذه السنة وقبل بداية شهر رمضان بأسبوعين بدأ العمل أمام محلي (التموينات)، وكان العمل عبارة عن شق الأسفلت وحفر الأرض وتمديد أنابيب لتحسين شبكات المياه شرق صفوى”، ويلفت الملا إلى أنهم “ابتدأوا العمل، الذي يمتد لمسافة طويلة، من أمام التموينات تحديداً، بعرض مترين للشق، أما عملياً فهم قد اقتصوا 6 أمتار من عرض الشارع الذي لا يتجاوز عرضه 10 أمتار”.

السوبر فايزر

“أغلق المحل تماماً، وأصبح لا يمكن العبور إليه، وقبل أن يتم إغلاقه بشكل كامل تكلمت مع (السوبر فايزر) التابع إلى الشركة المنفذة (##)، وطلبت منه إنهاء الجزء الذي بدأوا به أمام المحل وردمه ثم إغلاق الجزء الآخر، كي لا يتضرر المحل، وأجابني بالموافقة، وفي اليوم التالي ذهبت إلى المحل وإذا بالشارع أغلق تماما”.

يكمل الملا “رجعت إليه مرة أخرى، وسألته عما جرى فقال: لدينا أمر بالتنفيذ في مدة 3 شهور، ولابد أن أنجز العمل، حاولت إفهامه أن 3 شهور هي لإنجاز كامل العمل، أما العمل أمام محلي فلا يستدعي الأمر كل هذه المدة، وكان بمقدوركم إنجاز العمل على شكل أجزاء كما يتم عادة في حفريات شوارع المدن”.

يضيف “قال لي إنهم سينتهون من العمل خلال 5 أيام وكان ذلك في بداية رمضان، راجعت المسؤول عن العمل مرة أخرى فقال نحتاج باقي الأسبوع، ولكن دون فائدة، فقد وصلنا إلى 12 رمضان ولم يحدث شيء ولا تقدم على الأرض يجعلك تطمئن، وبعد أخذ ورد استمر لمدة أسبوع ردموا ما يشبه الجسر قريباً من واجهة المحل، بالكاد يكفي لعبور سيارة، ولم يكن كافياً إلا لوصول السيارات الصغيرة فقط وبمنتهى الصعوبة، لأنه يترتب على صاحب السيارة أن يعود إلى الوراء من أجل الخروج، وبهذا يكفي أن يأتي زبونان إلى المحل ليكتظ الشارع ويصبح خروجهما من الطريق إنجاز، كما أن سيارات الشركات لم يعد باستطاعتها الوصول لكبر حجمها، وعلى هذا انقضى شهر رمضان وانتهى الموسم الذي كنت آمل منه خيراً، فإذا بأعمال الطرق تحيله إلى خسارات كبيرة ومتتالية”.

بعد العيد

يكمل الملا “بعد أن انتهت إجازة العيد فتحوا لي ممراً صغيراً آخر لكنهم في الوقت ذاته تمددوا في حفر الطريق حتى أغلقوا الشارع من الجهة الجنوبية من أوله، وبهذا أوقفوا حركة المرور من الشارع الذي يقع عليه المحل تماماً، ولم تفدني الفتحة الصغيرة التي ربما تصل إليها سيارة مجازفة، غامرة بعدم وجود سيارة أخرى في المكان فإن وجدت حصل اختناق مروري بسيارتين، وصل الحال في مرات عديدة إلى الاصطدام بالحواجز الموضوعة على الحفريات”

شكاوى

في نصف رمضان اتصلت على 940 فطلبوا مني رفع شكوى (On Line) في أمانة الشرقية، وفعلا دخلت على أمانة الشرقية قسم الشكاوى ورفعت الشكوى، بعدها وصلتني رسالة من الأمانة: نشكر تواصلكم، وسوف يتم معالجة الموضوع، انتظرت أسبوعين وانصرمت أيام رمضان دون أن أرى أي معالجة”.

يكمل “بعد إجازة العيد اتصلت بالأمانة وأخبروني أن الشكوى وصلت إلى بلدية القطيف، فذهبت إلى بلدية القطيف وصرت أدور بين مكاتبها، كل مكتب يحيلني إلى آخر إلى أن وصلت إلى قسم الشكاوى، وهنا قالت الموظفة أن معاملتي عند بلدية صفوى، حاولت أن أفهمها جملة بسيطة وهي أن الأمانة حولت المعاملة على بلدية القطيف، ولكن لم تكن تهتم بما أقول، وأصرت أن عليّ مراجعة بلدية صفوى وأن ليس لهم علاقة بشكواي، وبعد أخذ ورد قالت إن المعاملة عند ساسكو”.

ليتهم يعلمون

خرج الملا من بلدية القطيف قاصداً الوجهة التي أصرت الموظفة أن توليه إياها، وما كاد يفارق بناية البلدية حتى أتاه اتصال من موظف في البلدية نفسها يتأسف عن الخطأ الذي وقعت فيه زميلته، ويعيد توجيهه هذه المرة إلى وزارة المياه.

يقول الملا “ذهبت من فوري إلى وزارة المياه، وهناك وعدوني بزيارة ميدانية في نفس اليوم، وفعلاً جاءني موظف من الوزارة ووقف على الحفريات، وتكلم مع مدير العمال في الشركة المنفذة، وشرحوا له وجود مشكلة تواجههم تعطل العمل، فاقترح عليهم أكثر من حل، في حضوري، وأوصاهم بتعجيل الانتهاء من العمل أمام المحل، وفتح الشارع”، انتهت الزيارة الميدانية وذهب الرجل وذهبت توصياته في أثره.

يكمل الملا “وبدل التسريع في العمل، توقف العمل تماما لمدة أسبوعين بعد زيارة موظف المياه، ثم عادوا إلى العمل نهاية شهر شوال، وكانت عودة هزيلة جداً، لا تغني ولا تسمن من جوع كما يقال، فلا تقدم حقيقي وملموس نراه، بل وصل الأمر إلى أن الأسفلت المجاور للحفر وقع، كما أن النباتات بدأت تنمو في منطقة الحفر أمام المحل، ولا أدري إن كانوا سينتظرونها حتى تثمر..!”.

يضيف الملا “كلمة أخيرة أريد توجيهها إلى المسؤولين، نحن وإياكم هدفنا مشترك وهو رفعة الوطن، وخدمته، ولا يمكنني كمواطن من خدمة وطني من مكاني إن لم يقم صاحب الشأن بعمله على أكمل وجه من مكانه، أنا لا أعرف من المتسبب في الضرر الواقع عليّ، سواء البلدية أم الأمانة أم وزارة البيئة والمياه، لكني أتمنى من المسؤول أيا يكن موقعه النظر في مشكلتي، وإيجاد الحلول لها”.

‫3 تعليقات

  1. المصلحة العامة لاتعني تضييع الحقوق الخاصة ، وعند التزاحم والتعارض لابد من دفع العوض.

    أأمل من الموطن رفع شكوى على شركة المياه الوطنية مطالبا بالعوض، بعد قيامه بتقدير الخسائر اليومية مؤرخة منذ تأريخ البدء في مشروع المياه ورفعه للمحكمة وذلك لسوء تنفيذ مقاولهم وعدم إشرافهم ورقابتهم وتغافلهم عن المصالح الخاصة ولامبالاتهم.

  2. يا مجلة صبره حثوووا الناس لتقديم الشكاوي لديوان الملكي عبر.. تواصل وبهذي الحاله راح يجي المسؤلين ب الأمر المباشر

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×