[في مثل هذا اليوم] القديح قدّمت 23 شهيداً في مسجد الإمام علي القيادة عبّرت عن ألمها.. والوطن ينتفض ضد الإرهاب

إعداد: محرر صُبرة

في مثل هذا اليوم، 22 مايو 2015؛ انتفض الوطن السعودي، استنكاراً لجريمة إرهابية نفذها تنظيم “داعش” في بلدة القديح، بمحافظة القطيف، ووقع ضحيتها 23 شهيداً، و102 من المصابين.

كانت الجريمة الأولى من نوعها في استهداف “داعش” للمواطنين الشيعة، وداخل مسجد، وأثناء أداء الصلاة جماعة، بعد تسلل الإرهابي المسمّى “أبو عامر النجدي” إلى المسجد، وتفجير حزام ناسف كان يرتديه، في مسجد الإمام علي الذي كان مكتظاً بالمصلّين.

كما كانت الجريمة الإرهابية الأولى أيضاً في استهداف المساجد في المملكة، فبعدها بأسبوع؛ وقع تفجير انتحاري آخر في مسجد بالدمام، وهلك فيه الانتحاري الداعشي، واستشهد 3 مواطنين.

وفي 16 أغسطس من العام نفسه؛ استهدف تنظيم “داعش” مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها، وأوقع 11 شهيداً.

وفي 4 يوليو من العام التالي 2016؛ فشل تنظيم “داعش” في تفجير مسجد العمران بمدينة القطيف، وهلك انتحاريان دون إصابات بين المواطنين، وفي التاريخ نفسه، وصل فيه حدّ الوقاحة من تنظيم “داعش” إلى محاولة إحداث تفجير بجوار الحرم النبوي في المدينة المنورة، وهلك فيه إرهابياً، وارتقى 4 رجال أمن شهداء.

منذ لحظة التفجير؛ تحوّلت بلدة القديح إلى منطقة حدث عالمي؛ تتابعت وكالات الأنباء على متابعة ما جرى فيها، لتكشف وزارة الداخلية عن المعلومات الأولية في بيان عاجل، أكدت فيه مباشرة “الجهات المختصة مهامها في نقل المصابين إلى المستشفى، وتنفيذ اجراءات ضبط الجريمة الارهابية والتحقيق فيها”.

كان تفجير مسجد القديح الأكثر عنفاً ودموية، قياساً بعدد الشهداء، وبداية لاعتداءات “داعش” على المساجد في الداخل السعودي، ونقطة تحوّل كبيرة في تعامل الدولة مع الأحداث الإرهابية، ومن موقع أعلى الهرم السياسي، حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بياناً قال فيه “لقد فجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح، مخلفة ضحايا أبرياء، ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم، الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية.”

“إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال، ومواجهة الإرهابيين، والقضاء على بؤرهم، وننقل تعازينا الحارة لأهلنا في القديح من أسر المتوفين ، نسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جنته، ونقل تمنياتنا ودعواتنا للمصابين بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل، حفظ الله بلادنا وشعبنا من كل مكروه إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”

مسؤولية الجريمة

تنظيم “داعش” لم يُخفِ مسؤوليته عن الجريمة، في بيان أصدره مشيداً بالإرهابي “أبو عامر النجدي”، وبعد ظهور نتائج أوضح في تحقيقات الجهات المعنية؛ كشفت وزارة الداخلية المزيد من المعلومات في بيان نُشر في 24 مايو، أوضحت فيه أن مفجّر نفسه بين المصلين “شاب سعودي يُدعى صالح بن عبد الرحمن صالح القشعمي، وأنه “مطلوب للجهات الأمنية لانتمائه لخلية وُصفت بأنها إرهابية تتلقى توجيهاتها من تنظيم داعش في الخارج”.

كما كشفت الوزارة عن القبض على ستة وعشرين من عناصر الخلية وجميعهم سعوديون، كما أثبتت نتائج فحص العينات البيولوجية من بقايا جثة منفذ العملية، أن المادة المستخدمة في التفجير هي من نوع آر دي إكس شديدة الانفجار.

وبعد بيان وزارة الداخلية بيومين، 26 مايو، أكد أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، القبض على 95% من مخطِّطي ومُنفِّذي العملية”.

احتواء الدولة

منذ الدقائق الأولى للعملية الإرهابية؛ تحركت العناية الوطنية بالمواطنين، شهداء وجرى، من أعلى الهرم السياسي إلى أصغر جهاز حكومي في القطيف.

على مستوى القيادة الوطنية؛ سجّل خادم الحرمين موقفاً أبوياً شاملاً، بالتبرع لأسرة كل شهيد بمليون ريال، ولكل جريح بنصف مليون ريال، فضلاً عن توجيهاته، حفظه الله، لوزارة الدولة المختلفة للتعامل مع الحدث.

وعلى مستوى المنطقة الشرقية؛ تابع أميرها الأمير سعود بن نايف مجريات الأمور، مع الأجهزة المعنية، وزار المصابين، وتواصل مع أهاليهم، وأكد لهم وقوف الدولة الحازم تجاه الإرهاب أياً كان موقعه.

وعلى المستوى الطبي؛ استدعى مستشفى القطيف المركزي طواقمه الطبية والصحية، في يوم إجازة أسبوعية (الجمعة) وأطلق نداءات للتبرع بالدم، وبسبب ازدحام مستشفى القطيف، فُتحت العديد من المراكز الأخرى للتبرع بالدم كصالة الملك عبد الله للأفراح، ومركز سيهات الصحي 2، والبنك الإقليمي بالدمام، ومستشفى الزهراء.

وتمّ تحويل حالات حرجة إلى مستشفيات خارج القطيف، وأسهم التعامل الطبي العاجل في تحجيم الخسائر البشرية، وتسريع شفاء المصابين.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×