برناوي والقرني.. ريادة السعودية الجديدة يؤسسان جيلاً جديداً يعشق القطاع
القطيف: صُبرة
بقدر لحظات حبس الأنفاس والترقب التي عاشها المواطنون مساء أمس (الأحد)، وهم يتابعون تفاصيل الرحلة إلى الفضاء، التي تحمل على متنها رائدي فضاء سعوديين، بقدر الفخر والتفاؤل بأن المملكة في طريقها لأن يصبح لها سجل وتاريخ حافلين في علوم الفضاء.
وكان ملايين المواطنين من داخل المملكة وخارجها، تابعوا البث المباشر لانطلاق الرحلة إلى الفضاء، دافعهم مشاعر وطنية، ملؤها الفخر والاعتزاز بابني الوطن رائدي الفضاء “ريانة وعلي”، وبصحبة رائدي فضاء آخرين، وهم يستعدون داخل المركبة “دراغون” استعدادا لانطلاقها نحو الفضاء، في مهمة علمية، مستقرها محطة الفضاء الدولية التي تبعد عن سطح الأرض بنحو 420 كم.
وتابع الجمهور عبر البث المباشر أيضاً تفاصيل الساعات الأخيرة لما قبل الانطلاقة، التي بدأت بوصول رواد الفضاء الأربعة إلى مقر الانطلاقة، ولحظات وداعهم، حتى صعودهم إلى المركبة الفصائية.
محاكاة التجربة
وأظهر الشباب السعودي حماساً استثنائياً، وهم يشاهدون أنموذجين شابين سعوديين،، وقد بلغا القمة حاملين راية المملكة، يفصلهم زمن يسير عن الانطلاقة نحو الفضاء.
تلك اللحظات، تخللها نشر معلومات علمية وتوعوية حول المهمة العلمية لرواد الفضاء السعوديين، هذه المشاهد كان لها تأثير كبير على الشباب السعودي، بتعزيز حب الفضاء في نفوسهم، وفتح الآفاق أمامهم، للسير في هذا المسار مستقبلاً، ومحاكاة التجربة.
رحلة الفضاء، تؤسس لعهد جديد في تاريخ المملكة الحديث، هذا العهد كان بدأه الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء سعودي، قبل 38 عاماً، واليوم يتم استكمال المشهد، ولكن وفق خطط ورؤية واضحة ومتدرجة، تجعل المملكة شريكاً لدول العالم الأول في اهتماماته العلمية وطموحاته التي لا حدود لها.
استعراض عضلات
صعود برناوي والقرني إلى الفضاء، ليس استعراض عضلات أو وجاهة علمية سعت إليها المملكة، بقدر أنه مخطط علمي طويل المدى، جاءت به رؤية 2030، التي وعدت قبل سبع سنوات، بتعزيز دور العلم والأبحاث العلمية في برامج النهوض بالمملكة، وإعادة صياغة الكثير من المفاهيم القديمة.
وكان نصيب الفضاء في الرؤية، اعتماد برنامج رواد الفضاء للرحلات المأهولة، الذي يساهم في تحقيق طموحات المملكة في مجال الفضاء، ويساهم بشكل رئيس في تحقيق توجهات وأهداف الاستراتيجية الوطنية للفضاء، إلى جانب مساهمته الفاعلة في رفع مكانة المملكة في قطاع الفضاء، ووضعها ضمن الدول الرائدة في مجال الفضاء بحلول 2030م .
عوائد وانعكاسات
الاهتمام ببرنامج روّاد الفضاء السعودي، له عوائد متوقعة على مستقبل الوطن، تتمثل في تفعيل الابتكارات العلمية على مستوى علوم الفضاء، التي تنعكس إيجابًا على مستقبل الصناعة والوطن، والتركيز على أهمية تنمية المهارات، وزيادة الاهتمام الوطني بخريجي مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ورفع مستوى استثمار طاقاتهم في القطاع. وكذلك تنمية رأس المال البشري، اتباعًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال جذب المواهب وتطوير المهارات اللازمة.