6 “دقوس” تمرح في مياه نصف القمر

شاطيء نصف القمر: ليلى العوامي

إذا كان للغوص في مياه شاطئ نصف القمر متعة خاصة، تمكن صاحبها من معرفة أسرار وخبايا مياه الخليج العربي، فإن المتعة التي يجنيها الجالس على الشاطئ، لا تقل حجماً منها، وربما تفوقها، عندما يرى أمامه الدلافين تسرح وتمرح في مياه البحر.

ويُعرف الدولفين في لهجات المنطقة الخليجية بـ “الدقس”، وجمعه “دقوس”، وهو معروف ومألوفٌ، منذ القدم، ويشاهده غاصة اللؤلؤ والصيّادون. لكن الأجيال الجديدة لا تعرف اسمه القديم.

ويتميز شاطئ نصف القمر بجمال المنظر، والمياه الزرقاء، التي تبعث في مرتاديه راحة نفسية. وحظي الشاطئ في الفترة الأخيرة باهتمام رسمي، يعزز من قيمة المشاريع السياحية والاستثمارية في الشاطئ، صاحب التاريخ الطويل، الذي جعل منه، موقعاً ترفيهياً “استثنائياً” تتميز به المنطقة الشرقية.

مدرب غوص

وفي رحلة، قامت بها محررة “صُبرة” إلى شاطئ نصف القمر، مع زوجها الذي يعمل مدرباً للغوص، اختارت أن تجلس على الشاطئ، وتستقبل نسمات الهواء الآتية إليها من أعماق المياه، ولكن مع تلك النسمات، جاءت 6 دلافين من بعيد، وكأنها كانت في سباق مع بعضها، فملأت سطح المياه بنوع من المرح والسعادة، من جمال المنظر، لمخلوق مائي ضخم، يخترق سطح المياه، ويُظهر جزءاً من جسمه، ثم يغوص في المياه مرة أخرى، قبل أن يكرر العملية مرات ومرات.

رحلة الغوص

وتقول الزوجة المحررة “وصلنا إلى المكان عند الساعة 7:40 صباح اليوم (السبت)، وحمل زوجي وطلابه أجهزة الغوص، وبدؤوا الاستعداد للنزول إلى المياه، حاملين اسطوانات الغاز فوق ظهورهم، والزعانف بأيديهم، وكنت أتمنى أن أكون معهم في رحلتهم داخل المياه، لكن لم يحدث”.

وأضافت “ما هي إلا لحظات من نزول زوجي وطلابه إلى المياه، إلا وناداني مدرب آخر، يدعى حسبن عباس، من بعيد، وطلب مني الانتباه والاستعداد لاستقبال دلافين قادمة نحوي، وطلب مني توثيق الحدث بكاميرا جوالي”.

وأكملت “لم أصدق أن في شاطئ نصف القمر دلافين، فأنا لم أعتد هذا المشهد من قبل، إلا خارج المملكة، ضحكتُ، وقلت له بلهجتي القطيفية “عاد تهرج”، فرد ضاحكاً “اهرج!!.. إذن انتظري”.

وتضيف “عدتُ إلى المكان، وأخرجت جوالي في انتظار اللحظة الحاسمة، وصوبت الكاميرا ناجية الشرق، التي كشفت عن 3 دلافين في البداية، وسرعان ما أصبحت 6، تلعب في المياه، وتتسابق فيما بينها، في البداية، ظننتها غواصين، جاؤوا من بعيد، وعندما اقتربت مني، أدركت أنها دلافين حقيقية، بأحجام كبيرة”.

مصدر الصوت

ويبدو أن خروج الدلافين من المياه، وظهورها على سطحها، لم يكن عشوائياً، وإنما جاء بدعوة أطلقها المدرب عباس في المياه.

وتقول الزوجة “الدعوة عبارة عن أصوات معينة، تحبها الدلافين، وبمجرد أن تسمعها، تغادر موقعها، ولو كان في أعماق المياه، وتتجه صوب مصدر الصوت، وهو ما حدث معي اليوم”

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×