[صور وفيديو] سارة الداوود.. البراعة بنت الموهبة والثقة…! طولها 120 سم.. درست التربية الخاصة وتخصصت في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة

https://www.youtube.com/watch?v=v3iELkaMbSU&feature=youtu.be

صفوى: أمل سعيد

حين قدّمت ملفها لمركز إيلاف؛ حسبتها المديرةُ واحدةً من الطالبات. المركز متخصص في رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. والفتاة قصيرة جداً. توقّعت المديرة أن الفتاة سبقت أمها أو خالتها في الدخول. لكن المفاجأة هي أن الفتاة التي لا يتجاوز طول قامتها مقبض باب المكتب؛ إنما هي خريجة تربية خاصة، وقد زارت المركز من أجل الحصول على وظيفة مناسبة..!

هذا ما روته مدير المركز، عالية فريد، لـ “صُبرة”، وهي تسرد قصة سارة الداوود ذات الـ 25 ربيعاً التي تعمل ضمن فريق يضمّ 28 معلّمة في التربية الخاصة، ويتولّين رعاية وتأهيل 64 طالبةً. بينهنّ 18 طالبة في فصل “التأهيل المهني”، حيث تتشارك سارة الداوود وزميلتها فاطمة الصادق العمل معاً.

كبيرة بأدائها

طولها 120 سم. وهي ترى نفسها طبيعية تماماً “حالي حال المعلمات الأخريات”، كما قالت. بالتأكيد ليست من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنّ قامة بهذا القِصَر لا تكفي ـ ظاهرياً ـ لاحتواء طالبات من هذه الفئة. صُغراهنّ في الـ 14، وكُبراهنّ في الـ 45، وكلهنّ أطول منها. وحين تقترب من أيّ منهنّ؛ تظهر ضآلة حجم بُنيتها بشدة. فوق كلّ ذلك؛ يظهر حجم الحبّ الذي تتلقّاه سارة من طالباتها. تظهر لغة الانسجام المتبادل مع طالبات لم يصل نموّ قدراتهنّ العقلية إلى أكثر من 11 سنة ونصف السنة.

الشابة القصيرة جداً كبيرة جداً بأدائها واحترافها.

أحد يفهمها

سارة الداوود من مواليد مدينة صفوى. نشأت في المدينة نفسها، ودرست في “الابتدائية الثانية”، ثم “المتوسطة الرابعة”، ثم “الثانوية الثانية”. أصرّت على التخصص في التربية الخاصة، “أحب ذوي الاحتياجات الخاصة، بحكم أنها فئة تحتاج إلى أحد يفهمها ويتعاون معها بشكل أكبر”.

الآخرون كانوا يرونها أقل، لكن لها رأيها ورؤيتها، “في البداية قالوا لي صعب.. قد لا أتمكن من التعامل معهم.. رغم ذلك أصررتُ”. والتحقتْ بكلية التربية في الجبيل، وفي عام 1436؛ تخرّجتْ وخاضت تجربة التطبيق، وحققت مستوى A في التقييم.

مع فريق عمل

تنفي سارة الداوود مواجهتها أي صعوبات في عملها.. إنها واثقة من نفسها تماماً، وواثقة من فريق العمل الذي تعمل معها “الكادر الوظيفي متعاون جداً”. وهي تبدأ يوم عملها بتدريس المهارات لطالباتها. طالباتها يعانين مشكلات في القدرات العقلية، من صميم عملها أن ينجحن في المهارات. ليس سهلاً تدريب إنسان يعاني مثل هذه المشكلة على تنفيذ أعمال يدوية كما هو حال الأسوياء. يحتاج ذلك إلى صبر وحب كبيرين. ويبدو أن “سارة” و زميلتها “فاطمة” نجحتا في المهمة.

في الفصل تصطف أعمال كثيرة من تنفيذ الطالبات.. أعمال خياطة، طباعة ديكوباج، رسم، خط، تنويعات من المشغولات اليدوية ما زالت موجودة، وبعضها سبق عرضه في فعّاليات اجتماعية رسمية وأهلية.

مصدر طاقة

لكل طالبة وضعها الخاص، ومستوى ما من الإعاقة. لذلك لكل واحدةٍ منهنّ الخطة المناسبة للرعاية والتدريب. فصل “التأهيل المهني” هو المكان الأنسب لسارة الداوود، حسب كلام مدير المركز. إنها تبلى بلاءً حسناً، تبذل جهدها وحبها وصبرها. تتشارك وزميلتها في التخطيط والتنفيذ والمتابعة.

“العمل سهل”، كما تقول، والسبب هو “ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون إلى معاملة صبورة”، بهذه الطريقة سيكون مثل الناس الطبيعيين. و “من خلالهم عرفتُ كيف أطوّر نفسي، وآخذ الطاقة منهم، وكيف أُبدع”. تضيف “في البداية لم تكن لدي ميول فنية، لكن بعد الاحتكاك بهم؛ بدأت آخذ خبرات من المعلمات الأخرى، وتقدمت معهم خطوة بخطوة”.

‫2 تعليقات

  1. جهودها مٌباركه ومٌوفقه وتبلغ كل ماتتمنى ان شاء الله لأجل خدمة هذه الفئة بكل عزم واصرار لتصل الى اعلى مراتب النجاح

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×