إعلانات التبرع العشوائية.. إرباك لذوي المريض وتشتيت للمتبرعين
القطيف: شذى المرزوق
في الأسابيع القليلة الماضية، أعادت وسائل التواصل الاجتماعي نداء التبرع بالدم لطبيبة الأطفال ليلى آل نصيف المصابة بمرض اللوكيميا، وهو الأمر الذي نفاه زوجها فتحي أبو فور، ومثله إعلان آخر لسيدة من مدينة الأحساء تسكن محافظة القطيف بمطالبة للتبرع، فيما أكد بنك الدم بمركزي القطيف عدم الحاجة للتبرع للاكتفاء.
قصص كثيرة لإعلانات إنسانية عاجلة، تثير التعاطف المجتمعي، وفي ذات الوقت تتسبب بقلق وتوتر لعائلة المريض نفسه، أو هدر وقت وجهد المتبرع الذي يسعى للأجر والثواب، تاركاً مصالحه ملبياً للنداء الإنساني، ليجد أن ملف المريض قد أقفل؛ إما للاكتفاء، أو لعدم صحة الإعلان، فضلاً عن الارتباك الذي تثيره هذه الحملات للطاقم الطبي في المستشفى.
صُبرة التي تواصلت مع مجموعة ممن كانت لهم سابق تجربة مع حملات التبرع بالدم، حملت رسالتهم للمجتمع بعدم نشر إعلان قبل التثبت من صحته، والتأكد من المستشفى أو من أهل المريض بتفاصيل التبرع، بالإضافة إلى ضرورة وضع التاريخ أثناء النشر، والإعلان عن الاكتفاء كما تم الإعلان عن الحاجة للدم.
إعلان غير صحيح
من جانبه ذكر فتحي أبو فور، بعض المواقف المربكة التي واجهتهم أثناء حملة التبرع بالدم لزوجته آل نصيف قبل فترة قصيرة وقال “تم نشر إعلان خالٍ من الصحة بأن زوجتي لازالت بحاجة للدم، والواقع أن زوجتي قد بدأت المرحلة الثانية من العلاج وتم نقلها من مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، حيث كان استقبال المتبرعين للدم سابقاً، وهي الآن تخضع للعلاج في تخصصي الرياض”.
النشر بلا إذن
ولفت “من الأمور التي أدت لتوتر وخوف العائلة والمجتمع كان النشر بدون إذن منا، وبطريقة أصابت الناس بالهلع، بلهجة مثيرة للخوف، وقد يكون المعلن أو الناشر قاصداً للخير ولكن الطريقة غير صحيحة، كما أن التفاصيل مهمة لوضوح إعلان التبرع، الحملة كان المستهدف منها صفائح الدم من فئة الرجال فقط، ومع ذلك كانت الاتصالات من الجنسين، وبأعداد لا نحتاجها، حيث أن عدد المتبرعين المقر للمشاركة في الحملة هو بحدود 5 متبرعين يوميًا، ولكن عدم التنظيم وعشوائية التبرع أربكت العمل على الحملة.”
التاريخ المحدد
وعلق “من المهم تحديد التاريخ للإعلان، ليبقى هنالك تواصل مع المجتمع لمعرفة متى يتم الاكتفاء، أو مدى التبرع بالكمية المطلوبة”.
وأضاف “لازلت أتلقى اتصالات حول التبرع، آخرها كان من متقدم للتبرع يسكن مدينة ينبع، منوهاً أن انتشار الإعلان كان واسعاً في مختلف مناطق المملكة.”
الوضوح مطلب
من جهة أخرى قالت أفنان قريش إداري حملة نقل و سفريات في صفوى، أنها نظمت حملات لإخراج باصات نقل تحمل المتبرعين للمستشفيات؛ في مبادرة لمساندة المرضى من ذوي الحاجة العاجلة للدم، كما هو حال طبيبة الأطفال ليلى آل نصيف، و فوز العسيري التي توفيت قبل أيام إثر إصابتها في حادث حريق.
وأبانت أن “سوء التنظيم وعدم وضوح الإعلان كان سبباً للتشويش لدى الراغبين في التبرع، فقد يتكبد المتبرع عناء الذهاب لمستشفى بعيد عن بلدته للمساعدة، ويجد أن الإعلان غير صحيح أو تم الاكتفاء، بالإضافة لمشكلة عدم توفر معلومات كافية كنوع الفصيلة، وما هو المطلوب بالضبط، هل هي بلازما، أم صفائح، أم تبرع عادي.”
وأكدت على أهمية التواصل مع الأهل أو المستشفى لإيضاح المطلوب ومعرفة المستجدات للحالة، حتى يتم التبرع بحسب الحاجة.
تواصل فعال
من جهته قال محمد الملاحي قريب المريضة شهد الحمود التي كانت بحاجة لقرابة 80 كيس دم، أن عدم التواصل الفعَّال بين الأسرة والطاقم الطبي لا يخدم إعلان التبرع بالدم، إذ يفتقر الإعلان إلى معلومات طبية دقيقة، وهو ما يسبب إرباكاً للأهل مع كثرة الاتصال والاستفسار من المتقدمين للتبرع عن بعض التفاصيل التي لا يعرفها ذوي المريض، نظراً لعدم وجود أي معلومات صحية واضحة.”
وأشار إلى أن “جهل الأهل بالجوانب الطبية والصحية يضعهم في موقف محرج، لأن الإعلان سيكون وليد العجلة التي أساسها الخوف والقلق من الوضع الصحي للحالة، والحالة النفسية للأهل لا تسعفهم لمتابعة التفاصيل مالم يتم ذكرها تلقائياً من الطبيب المباشر للحالة.
وأوضح أن التواصل الفعّال مهم، و المبادرة من الأطباء بالشرح لتفاصيل إيضاحية أكثر أهمية، كما أن تواصل الراغب في التبرع لأي استفسار طبي سيكفيه عناء اكتشاف عدم أهليته للتبرع، أو أي ملاحظات صحية أخرى قد تعرقل توجهه الخيري والتطوعي لمساندة المريض.
فعلا شيء غريب كثرة اعلانات طلب التبرع
لدرجة انه شك البعض ان حملات التبرع تهدف لبيع الدم من قبل طرف ما و ليس ايصالها للمستشفى او المرضى الفعليين .
معقولة في نفس الوقت الذي تتم فيه حملة بالعشرات و ربما المئات لمستشفى معين ، يتم النداء لمريض في نفس المستشفى أنه بحاجة لمتبرعين !