قِيل وقال] ضرب طالب وتنصُّر طليق مُبتعثة يُسيطران على جدل الناس أسبوع هاديء في القطيف عكّره حدثان في سيهات وأمريكا
متابعات: صُبرة
مرّ الأسبوع شبه هاديء في القطيف؛ حتى تفجّرت قصتان فرضتا سيطرتهما على جدل الناس وأحاديثهم، وأصبحتا مساحة مفتوحة لـ “القيل” و “القال” في المجالس ووسائط التواصل الاجتماعي.
الأولى؛ بعد انتشار تغريدة لطليق مبتعثة سابقة؛ أعلن فيها تحوّله من الدين الإسلامي إلى الدين المسيحي. و الثانية؛ في أسرة مدرسية؛ تخصّ معلّماً اتُّهم بتعنيف طالب في الرابع الابتدائي، بمدينة سيهات.
وكلتا القصتين أحدثت ضجّتين واستهجانين، ولكلّ منهما اتجاهها العام في تواصل الناس وتبادلهم المعلومات المتضاربة، والشائعات الغريبة التي وصل بعضها إلى مستوى “الأكاديب”.
تحوّل ديني..!
قصة تحوّل أربعيني من الدين الإسلامي إلى الدين المسيحي مصدرها تغريدة في حساب معروفٌ أنه حسابه منذ سنوات. وما لم يصدر أيُّ نفي موثوق عنه؛ فإن ما نُشر، في التغريدة، يعبّر عمّا يُوصَف بخروج عن الدين الإسلامي، شكلاً على الأقل، فقد كتب ونشر وصفاً للنبي عيسى بكونه “الرب يسوع المسيح”، وقال عنه هو “الذي تفقدني وغمرني بحبه الأبدي وأعطاني ولادة روحية جديدة”، واستخدم رمز الصليب.
واستشهد المغرّد بالآية 12:14 من الكتاب المقدس “بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلا تَلْعَنُوا!”، ثم عطف عليها باستفزاز لرجال الدين المسملين الذين لا يتسامحون، على حدّ مغزى كلامه، حاملاً ذلك على محمل المفارقة بين أتباع المسيحي وأتباع الدين الإسلامي.
التغريدة، على قصرها، حركت موجة من الاستهجان والتهكُّم والسخرية والغضب معاً. وربطها بعض المعلقين باضطراب نفسي يعانيه المغرد الذي سافر إلى الولايات المتحدة قبل سنوات طويل شابّاً مرافقاً، لزوجته المبتعثة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وبعد أحداث ما يُسمّى بـ “الربيع العربي” انساق الشاب “المتحمّس” ـ وقتها ـ إلى “الجوّ” ووزّع تغريداته ومنشوراته في المواقع والحسابات، وأعطته بعض القنوات “المعادية” صفة “المعارض السياسي”، وهو ما عزّز إحساسه بكونه معارضاً فعلاً، على الرغم من تلقّيه مكافآت مالية من الدولة، ضمن نظام الابتعاث الذي يتكفّل بنفقات مرافقي المبتعثات أيضاً.
لكنّ الرياح جاءت بما لا تشتهي سفينة “المعارض المخدوع”، إذ سرعان ما تخلّى عنه من دعمه وشجّعه وأعاد نشر تغريداته، كما شهدت حياته الشخصية مشكلات انتهت بالانفصال، ليجد نفسه منقطعاً في أمريكا، وضاقت به سبل الحياة، وهو ما اضطرّه إلى البحث عن أي عمل يؤمن له قوته. وهذا التقهقر المعيشي السريع؛ دفعه إلى التفكير في العودة إلى الوطن، خاصة بعد عودة شبّان أمثاله؛ انخرطوا في نشاط “الربيع العربي”، وتكشّفت لهم الخديعة مبكراً، فعادوا بترتيبات رسمية، ولم يُؤاخذ أيٌّ منهم على المستوى الأمني والمعيشي.
وبحسب معلومات مصادر خاصة؛ فقد أجرى “المعارض” اتصالاته معلناً عن رغبته في العودة، وأرسل بعض رسائل الاعتذار إلى الوطن والمواطنين، في القطيف، طالباً العفو عمّا صدر عنه. وبحسب مصادر مطّلعة على تفاصيل قضيته؛ فقد وضع شروطاً “مادية” لعودته، وكأنه يُساوم على الموضوع. وهو ما دعا المتعاطفين معه إلى الانسحاب من الموضوع، على اعتبار أن معاملته هي معاملة مواطن يريد العودة إلى وطنه، وليست قضية مساومة أو مطالبة خارج سياق المواطنة.
ومنذ ذلك؛ اختفى أثره، ليظهر هذا الأسبوع بتغريدته التي أعلن فيها عن اعتناقه الدين المسيحي. لكنّ بعض العارفين به؛ يرجّحون وجود اضطراب نفسي.
طالب مضروب
أما قصة الطالب المضروب؛ فقد وُصِفت بأنها “خطأ” تمّ تكبيره بشدة في تركيز وسائل التواصل الاجتماعي. ومصدرها الأول؛ مقطع فيديو نشرته أمّ لطفلها وهو يروي قصة الضرب بوصف صادم للناس. وأعقب ذلك مقال انتشر على نطاق واسع، يطلب فيه الأمان في المدارس.
وسرعان ما تدحرجت قصة الطفل المضروب، وحرّكت إعصاراً من الغضب، ما دعا إدارة المدرسة إلى الاتصال بوالدة الطفل والاعتذار إليها، ووعدها بإجراء تحقيق رسمي في الواقعة. ولم تكتفِ إدارة المدرسة بذلك؛ بل شكّلت فريقاً منها برفقة المعلم المعني بالأمر، اعتذر للأسرة في الليلة نفسها.
صباح اليوم التالي؛ تمّ تحقيق فعلاً، من قبل مكتب تعليم القطيف، بحضور الطفل وأخيه الأكبر الذي صرّح لـ “صُبرة” بأنه التقى المعلم، وتمّت تسوية الأمر، داعياً الناس إلى التوقف عن إثارة الموضوع، ومعبّراً عن رفض الأسرة تشويه سمعة المعلم بسبب خطأ وقع فيه.