صدّق أولا تصدّق.. ضحايا الحافلة توحّد قدرهم في قرار اللحظة الأخيرة رحلة دبي تغيرت إلى أبها.. وسائق المدينة غيّر مساره.. والثالث توقّف فقط للمساعدة
القطيف: شذى المرزوق
الأول: الشاب زين الدين آل درويش، من بلدة القديح، حجز رحلة برية إلى دبيّ، لكنّه غيّر حجزه إلى أبها في اللحظات الأخيرة.
الثاني: سائق الحافلة نادر المشامع، من مدينة سيهات، كان جدول عمله مع المكتب السياحي أن يذهب في رحلة إلى المدينة المنورة، لكنّه غيّر رايه وقرر أن يذهب إلى أول رحلة يقود فيها حافلته إلى أبها.
الثالث: عبدالله البلوشي، من المدينة المنورة، وهو لا علاقة له لا بالأول ولا بالثاني، بل قادته زمالة المهنة إلى مساعدة الثاني، حين تعطّلت حافلته.. فقط.
لكن ما حدث هو أن الثلاثة فقدوا حياتهم في مكان واحد ولحظة واحدة.
ومازالت قصة الشبان الثلاثة، الذين فقدوا حياتهم في رحلة حافلة، انطلقت من الدمام إلى مدنية أبها، تكشف المزيد من التفاصيل، التي لعب فيها القدر دوراً كبيراً، ليجمع الضحايا الذين جاؤوا من مدن مختلفة، لا يجمعهم سابق معرفة، سوى مفترق الطريق الذي توقفوا فيه بالصدفة، لتنتهي حياتهم معاً.
وكان الحادث وقع مساء الإثنين الماضي، وحصد حياة الشبان الثلاثة، الأول هو نادر المشامع سائق الحافلة التي كانت في طريقها إلى أبها، والثاني زين الدين آل درويش أحد ركاب الحافلة، وكان يشارك في إصلاح العطل، والثالث عبدالله البلوشي الذي قدم فزعة لإصلاح الحافلة، قبيل دقائق من مرور شاحنة في الطريق، اصطدمت بالشبان الثلاثة، وقتلتهم، وأصابت رابع (حسن المشامع).
صدمة خبر وفاتهم انعكست على المحيط الاجتماعي للضحايا، الذي تأثر لفقدهم؛ وأكبرهم لم يتجاوز الـ45 من العمر، في حادث مروري هو أقرب لأن يكون جريمة، بعد أن لاذ مرتكبها بالفرار.
الضحايا الثلاثة
نادر المشامع (45 عاماً) أعزب من سيهات، زين الدين آل درويش (32 عاماً) من القديح، متزوج، وعبدالله البلوشي (37 عاماً) من المدينة المنورة متزوج ولديه 3 أطفال.
وتسرد حصة الحمام، مديرة مكتب السفريات، التي كانت تشرف على رحلة الحافلة المنكوبة، تفاصيل جديدة عن تلك الرحلة، وقالت “المشامع لم يكن متوجهاً إلى أبها، بل كانت رحلته نحو المدينة المنورة، وآل درويش لم يكن ضمن هذه المجموعة، بل كان ضمن مجموعة متوجهة إلى دبي، ولم يكن البلوشي من المنطقة، بل كان عائداً إلى مدينته الأم.. وهنا التفاصيل..
3 مسارات
قصة القدر تنقسم لـ3 مسارات مختلفة؛ بدأتها حصة بنادر المشامع، الذي بكته متأثرة بفقد، وقالت “هو أحد أفضل من عمل في مجاله، كان يعمل متعاوناً مع مكتب للسياحة والسفريات في الدمام، وكنا إذا لزم الأمر، تواصلنا معه للتعاون معنا في نقل بعض الركاب إلى رحلات متفرقة ننظمها في مختلف مدن المملكة”.
وأكملت “تواصلنا مع نادر، ليكون سائق الرحلة إلى المدينة المنورة يوم السبت الماضي، فتردد في الموافقة، مبيناً أنه سيكون عائداً من المدينة بعد أن نقل ركابها لصالح مكتب الدمام، فحولناه إلى رحلة اليوم التالي الأحد نحو أبها”.
ولفتت “تواصل معنا يوم الجمعة، ليبدي موافقته على الذهاب بالركاب إلى المدينة المنورة، لكننا كنا قد اتفقنا مع سائق آخر على هذه الرحلة، وطلبنا منه أن يحمل ركاب الحافلة إلى أبها، فوافق على ذلك”.
دولة الإمارات
المسار الخاص بآل درويش كان مختلفاً بعض الشيء، وعنه قالت حصة “زين الدين كان ضمن مجموعة ضمت 21 راكباً، كان من المقرر أن يتوجهوا إلى مدينة دبي في دولة الإمارات، باتفاق وتعاون مع مكتب آخر، مقره الأحساء، ليضمهم معه، ما حدث هو أن إدارة المكتب تواصلت معنا، وأخبرتنا بصعوبة نقل الركاب من القطيف إلى مقرها في الأحساء، فانقسمت المجموعة إلى قسمين؛ بعضهم انسحب عن الذهاب، والبعض الآخر ذهب بنفسه إلى المكتب، وانضم إلى الرحلة القادمة المتجهة إلى دبي، وكان آل درويش هو الوحيد بينهم الذي حول من رحلة دبي إلى رحلة أخرى، صادف أن تكون هي نفسها رحلة أبها التي يقودها نادر”.
البلوشي
تعطل الحافلة
أما عن البلوشي، وبحسب ما ذكر أخوه، فقد كان عائداً إلى مسقط رأسه المدينة المنورة، بعد أن أوصل ركاب حافلته إلى مكتب سفريات وسياحة في الدمام.
وفي طريق العودة التقى المشامع وآل درويش في مفترق طريق حرض، المتجه إلى الرياض، ليمد يد المساعدة لهم، بعد أن تعطلت حافلة نادر في وقت متأخر من الليل، وهنا وقعت كارثة الحادثة التي أودت بحياتهم معاً.
20 راكباً
وعن الرحلة، قالت حصة “كانت رحلة على غير العادة، ليس فيها مكسب كبير، نظراً لقلة الركاب الذين بلغ عددهم مع طاقم الإشراف والسائق والمساعد 20 شخصاً، ولكن حرصنا على تلبية طلب العملاء، وتعزيز المصداقية معهم، وحتى لا نخسر ثقتهم في مكتبنا، نظمنا الرحلة رغم الخسارة فيها، لنتفاجأ بأن الله قد كتب لها ألا تكتمل، بعد أن اتصلت بي المشرفة في الحافلة، باكية لتنقل لي خبر الحادث، وإصابة السائق ومن معه”.
وأكملت “بقيت على وجل وقلق، حتى وردنا خبر فقدهم الذي فجعنا، خاصة نادر الذي كانت تربطنا به عشرة وتعاون، فهو من أكثر السائقين الذين تعاملنا معهم أمانة ونزاهة، إنسان خلوق، عرفناه متعاوناً ومتفانياً وطيباً، يعمل بضمير دون جشع أو طمع، فرغم ارتفاع الأسعار التي لحقت بقطاع السياحة ومجال الرحلات، إلا أنه بقي محافظاً على القيمة المالية التي اتفق معنا عليه منذ البداية، صبور، ويملك سعة بال ومرونة في تعامله مع الركاب، وكثيراً ما كانت تصلنا إشادات منهم نحوه، أما آل درويش، فقد آلمنا فقده كثيراً، ومن الصدف الغريبة أن تبقى صورته عالقة في ذاكرتي، خاصةً ضحكته التي استرجعتها، وذلك أثناء حديث كان موجهاً إلى زوجته التي رافقته في الرحلة، وابتسامته الواسعة، وهو يقف في ممر الباص، وكأنه يودع الدنيا، رحمهم الله جميعاً”.
إنا لله وإنا إليه راجعون
الله يرحمهم ويغفر لهم ويتجاوز عنهم ويعوضهم الجنه
الله يصبر اهاليهم ويجبر قلوبهم
وحسبي الله ونعم الوكيل وباذن الله عاجلا غير اجل يتم القبض على السائق الهارب المتسبب بالحادث
حسبي الله ونعم الوكيل والله يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته ويلهمكم اهلهم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون…..الله ينتقم من الا فعل بهم هذا
لاحولا ولاقوة الا بالله العلي العظيم
الله يرحمهم جميعا وصبر أهاليهم بالصبر والسلوان وانا لله وانا اليه
وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل حال
الله يرحمهم برحمته الواسعة
ويحشرهم مع النبي محمد وآله في جنات النعيم
ويلهم أهلهم ومحبيهم الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون
عظم الله أجركم وأحسن الله عزائكم