نوم العيد “يخربط” الـ “ليت لاق”.. الساعة البيولوجية “خربانة” مشكلة شهر لا تُحلّ في يوم.. والولائم تقول للمشكلة: استمرّي..!

القطيف: ديسك صُبرة

لشهر كاملٍ؛ كانت ساعاتنا البيولوجية تتعامل مع النوم في الساعات الأولى من النهار، والساعات الأخيرة من النهار أيضاً. أما الليل؛ فقد كان خاصّاً بالأكل والشرب والترفيه، وشاشات الفضائيات، وأجهزة الجوال.. واللقاءات العائلية..!

انتهر شهر رمضان المبارك؛ وجاء العيد، وبات لزاماً أن نتغيّر ـ فجأة ـ إلى نظام ما قبل رمضان، لنتعامل مع أحداث العيد، من صلاته، إلى ولائمه، إلى تجمّعاته العائلية، إلى النوم الليلي.. الطبيعي..!

لكنّ العودة إلى نظام ما قبل رمضان؛ هو الأزمة السنوية المعتادة، حيث يسيطر النعاس الشديد، ومع ذلك؛ يُصبح الدخول في النوم من أصعب المشكلات..!

إنها اضطرابات ساعاتنا البيولوجية.. ومشكلات التكيّف مع نمط الحياة المختلف عن نمط الحياة في شهر الصوم.. والنوم..!

ظاهرة سعودية

البروفوسور أحمد سالم باهمام، هو استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم في كلية الطب بجامعة الملك سعود ومدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم في الجامعة نفسها؛ وله بحوث كثيرة في طب النوم، من بينها بحث مفصّل عن “اضطرابات النوم بعد رمضان والاجازات”. وهو منشور في موقع موسوعة النوم في الصحة والمرض.

وجاء في البحث أن اضطرابات النوم بعد نهاية شهر رمضان؛ ظاهرة في المجتمع السعودي وخاصة فئة الشباب، بحسب دراسات وأبحاث أجراها المركز الذي يديره الدكتور باهمام. ويقول عن هذه العادة الخاطئة أنها نتيجة عوامل عديدة؛ منها نمط الحياة في شهر رمضان المليء بـ “المسليات التي تزداد في الليل حتى ساعة متأخرة مثل القنوات الفضائية وتنظيم المسابقات الليلية وزيادة نشاط الأسواق وعشق الناس للسهر مع الأصدقاء حتى ساعة متأخرة”.

ويضيف “وتزداد هذه الممارسة الخاطئة خلال الثلث الأخير من الشهر الكريم وخلال إجازة عيد الفطر المبارك، مما ينتج عنه تغير في الساعة الحيوية للجسم وعدم قدرة الجسم على التحول من النوم في ساعات معينة إلى الاستيقاظ والنشاط في ساعات أخرى فيصبح النهار ليلاً والليل نهاراً”.

يضيف باهمام “في نهاية الإجازة يواجه الموظفون ـ والشباب ـ مفاجأة.. هكذا يرون أنفسهم “بأن عليهم النوم في ساعة مبكرة والاستيقاظ في ساعة مبكرة من النهار للذهاب للعمل. كما أن الطلاب يعانون كذلك. وهو ما يجعلهم يعانون في الأسابيع الأولى من الدراسة”.

ويتساءل البروفوسور باهمام:

لماذا يحدث اضطراب النوم بعد رمضان؟

ويجيب “الذي يحدث ببساطة بعد تعود الجسم السهر خلال شهر رمضان، أن المصابين بالاضطرابات يحاولون أن يستيقظوا في الوقت الذي تطلب فيه أجسامهم النوم. ويمكن تشبيه هذه الحالة بالسفر شرقًا عبر عدة نطاقات زمنية كالسفر لليابان مثلا؛ حيث يعاني بعض المسافرين مما يعرف بالـ  Jet lag بسبب الاختلاف السريع في التوقيت بين البلدين حيث يبدأ اليوم هناك قبل بدئه في بلد الموطن بعدة ساعات مما يسبب صعوبة للمسافر”

هنا “عليه أن يقدم وقت نومه واستيقاظه. وسرعة التأقلم مع الوضع الجديد تختلف من شخص إلى آخر؛ ففي حين إن بعضنا لا يجد أي صعوبة في التغيير السريع في نظام نومه نجد أن الكثيرين يعانون هذا التغير لفترات متفاوتة قد تصل إلى أسبوعين أو أكثر.

اضطراب النوم تصاحبه أعراض مزعجة، مثل قلة النشاط خلال النهار، آلام في الجسم، الصداع، تعكر المزاج، نقص في الشهية، آلام في المعدة وحموضة، واضطراب الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال.

علاج

أما العلاج فيقول عنه البروفوسور باهمام “للأسف لا توجد أي استراتيجية أو أسلوب علاجي يمكننا من التخلص من هذه المشكلة بصورة فاعلة خلال يوم واحد، ولكن لا بد من محاولة الاستعداد للنظام الجديد في النوم والاستيقاظ لأيام قبل بدء الدوام”.

ويضع باهمام بضع نصائح سلوكية قد تساعد على سرعة التأقلم وتخفيف أعراض اختلاف وقت النوم:

  • محاولة تغيير وقت النوم والاستيقاظ عدة أيام قبل بداية الدوام.
  • يجب الاستفادة من الأيام الأخيرة من الإجازة في ذلك وخاصة للأطفال.
  • تجنب الوجبات الثقيلة والدسمة في الأيام الأولى من بدء تغيير نظام النوم.
  • التعرض لإضاءة قوية عند الاستيقاظ لمدة ساعة على الأقل. لأن الضوء عامل أساسي في تحديد الساعة البيولوجية؛ ومُخفّض لمستوى هرمون النوم (الميلاتونين) في الدم.
  • تجنب إثارة الطفل في المساء والتقليل من الأنشطة التي تسبب الإثارة قبل موعد النوم بساعتين.

تعليق واحد

  1. يفترض التركيز على الحل و ليس فقط شرح المشكلة. لابد من حل عملي للعودة للنوم العادي ليلا.
    شكرا جزيلا لتعاونكم الدائم

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×