الفنان راشد ذياب.. أيقونة الحب
عبدالعظيم الضامن |
السودان ..
قبل ثلاثة عقود من الزمن ذاع صيت الفنان راشد ذياب في أرجاء المعمورة، وكان علامة فارقة في الفن التشكلي العربي، استطاع أن يؤسس لنفسه هوية عربية ومنها للفن العربي والعالمي، عاش خمس وعشرون عاماً في أسبانيا طالباً العلم حتى أصبح استاذاً في أعرق الجامعات، وكان له حضور مميز في الساحة الفنية العربية، تم تكريمه في العديد من دول العالم، ودرب العديد من الفنانين في عدة مجالات في الفن والطباعة، حتى أصل هوية عربية في الفن التشكيلي.
بعد هذا المشوار الطويل تذكر حلم الطفولة، أن يكون له مركز ثقافي في وطنه، وعاد ليؤسس هذا الحلم الجميل، وضحى بكل شيء في سبيل تحقيق الحلم الجميل، في العام ٢٠٠٥ م بدأ في بناء هذا الصرح الكبير، ليكون محترف للفنون، ومنتدى ثقافي يساهم في دفع عجلة التنمية المجتمعية في السودان، وإقامة ورش عمل متخصصة للفنانين في العالم، ومعارض متخصصة وإقامة للتشكيليين، وكل هذا يقدمه بحب للوطن لأنه يُؤْمِن أن الوطن يستحق هذا وأكثر، فترك حضارة أوربا بجمالها لأجل مجتمعه وناسه، وها هو اليوم يكافح لأجل سعادة الإنسان، وجعل همه الأول ثقافة المجتمع، فلا يمر يوم عالمي إلا وهو ضمن برنامج المنتدى الإسبوعي، كان لي نصيب من الوقت للحضور في اليوم العالمي للعصا البيضاء، وكان بالشراكة مع جمعية المكفوفين والمرور، ليقدموا التعريف بلغة العصا البيضاء وقوانين المرور.
استطاع الفنان راشد ذياب أن يؤسس مشروعه الحلم على أرضه السودان، ليكون المشروع الأوحد في الوطن العربي، ويعتبر معلم مهمين معالم السودان الثقافية، لابد لكل زائر للسودان أن يزوره ويستمتع بجماله، والأجمل أن تقوم وزارة الثقافة والسياحة السودانية بوضع المركز على خارطة مسار السياحة الثقافية في السودان، وتبادر بأن يكون محطة مهمة لكل زوار السودان الرسميين دعماً لهذا المشروع العظيم.