حسين المرشود بلا شوارب.. “أم عليوي” في كوميديا الـ “سامنديقا”..! بدأ بتقليد شخصيات الجيران.. وركّز هوايته بعد سن التقاعد
القطيف: شذى المرزوق
بشخصية “أم عليوي” الكويتية، أخذ الكوميديان حسين المرشود يؤسس صورة نمطية لأدائه في منصّات الترفيه، مع إدخال تعديلات خاصة بهوية شخصية المرأة الكلاسيكية في القطيف. تلك التي تلبس أثواباً مزركشة ملوّنة، وترتدي الرداء الأسود المخطط بالأحمر، وتعتمر باروكة، وتختلط في كلماتها لهجات كويتية وسعودية شرقية.
وبهذا الخليط يقدّم المرشود نفسه، ممثلاً ضمن فريق تمثيل مسرحي حيناً، ومونولوجست وحيداً حيناً آخر. وطريقته التي باتت معروفة هي استخدام اللهجة وحكايات الناس ولكنات الجدات، وتذمرهنّ، و “دعاويهن” و “عِياراتهنّ” التي تجري على لسانه في كلمات بـ “سامنديقة”، و “تنغز” بـ “السترول” و “السندويچ”، و “اقريز”، و “طاقية أم نفرين”، وتنتقد ظواهر اجتماعية عبر سلسلة من كلمات النقد اللاذع.. أحياناً.
المرشود وجه كوميدي جديد، يُطل في الساحة الفنية في القطيف، التي يسعى أبناؤها إلى اقتناص فرص الفعاليات والمناسبات، لنقل صور معبرة عن التراث القديم، ومخاطبة الأجيال الناشئة والمعاصرة، بمعجم ربما لم يعد موجوداً.
عبدالعزيز النمش.. أم عليوي
عرض مسرحي
كان المرشود نجم إحدى فقرات فعاليات ليالي رمضان المقامة حالياً في “سيتي مول القطيف”، وتستمر حتى 4 مايو المقبل، ضمن عرض مسرحي كوميدي. ويجسد المرشود شخصية الفنان الكويتي الراحيل عبدالعزيز النمش الذي جسّد شخصية “أم عليوي” في الدراما الكويتية، ولكن المرشد؛ ألبس “أم عليوي” الكويتية زاوية قطيفية، وبشكل أدق، سيهاتية..!
وليس المرشود الوحيد الذي جسد شخصية المرأة، وإنما سبقه كثيرون في تجسيد الشخصية الكاريكاتيرية للمرأة في محافظة القطيف، أمثال الممثل مهدي الجصاص الذي تسمّى بـ “أم نور القطيف” وظهر في فعاليات الترفيه، وكذلك محمد الحلال الذي تقمّص شخصيات كبيرات في السن وفتيات مراهقات، في بعض المسرحيات.
مهدي الجصاص.. تسمّى بـ “أم نور القطيفية”
تقليد الشخصيات
وبحسب المرشود البالغ من العمر58 عاماً، فقد شغف بمجال تقليد الشخصيات، منذ أن كان طفلاً، حيث عبثت بمخيلته القصص القديمة، التي عاش جزءاً منها في مدينته سيهات.
الأصحاب والجيران
ورجع المرشود إلى بداياته، قائلاً “كانت بالتقليد العفوي للجيران والأصحاب والمعارف، ثم تحولت إلى المشاركة في عروض المناسبات والفعاليات”.
واستدرك “التقليد هواية، غذيتها بالتعلم الذاتي، والانضمام إلى عدة دورات، توسع فيها أفقي لهذه الموهبة الفنية”.
وأضاف “خلال الـ3 سنوات الأخيرة وتحديداً بعد تقاعدي من عملي، موظفاً في شركة خاصة، أصبح المجال متاحاً أمامي بشكل أكبر للتفرغ للتمثيل، والتقليد المسرحي الكوميدي، فشاركت في عروض مسرحية، ضمن أنشطة وفعاليات مختلفة، ليست على مستوى محافظة القطيف فقط، بل حتى على مستوى المنطقة الشرقية”.
هواية ممتعة
وعن تأثير هذا العمل فيه قال “هواية ممتعة، أجمل ما فيها هو اسعاد الجمهور، ضحكات الأطفال تطربني، وتصفيق الناس يشجعني على الاستمرار، خاصةً ونحن ننقل رسالة فنية هادفة، مضمونها التوجيه والنصح من أمهاتنا باللهجة القطيفية الأصيلة، حيث تجد بعض الحوارات تتخللها مصطلحات قطيفية قديمة، في محاولة لإحياء الموروث”.
دعم الأهل
وتطرق المرشود إلى الدعم الذي يدفعه إلى مواصلة هوايته. وقال “أجد هذا الدعم من خلال تحفيز وتشجيع عائلتي”. وأضاف “أنا أب لابنتين، وجد لحفيدة واحدة، لاتكاد تمر مناسبة، إلا ويلقين على مسامعي عبارات الفخر والاعتزاز بي، ويناقشنني في الأدوار التي أقدمها، وأجد منهن التشجيع على التنقل من لون فني إلى لون آخر”، لافتاً أنه انضم حديثاً إلى فريق عمل المخرج المسرحي محسن الحمادي، ويسعى إلى تحقيق الأفضل.