“إلْعبْنا.. قال بطّلنا”.. متبرّع بالكلى يماطل “دعاء” 24 شهراً.. ويهرب من غرفة العمليات زوجها يناشد المساعدة.. ويسرد قصة معاناة بدأت بألم في الأذن

القطيف: ليلى العوامي

“إلْعبْنا.. قال بطّلنا”..! تماماً كما يقول المثل في القطيف. قرّر أن يتبرّع بكليته، وتابع كلّ الإجراءات، وحين حانت ساعة الصفر، هرب من غرفة العمليات. وهكذا عادت المريضة إلى نقطة البداية في انتظار من يتبرّع لها بكلية..!

ومن معاناة إلى أخرى، ومن “أمل” إلى “يأس”، واصلت “دعاء”، السيدة الثلاثينية، حياتها في سنوات جائحة كورونا الأخيرة، وإلى اليوم.

معاناة دعاء، بدأت بآلام الأذن الوسطى، وانتهت بفشل كلوي حاد، استقبلته بإيمان راضية بقدرها، على أمل أن تجد من يتبرع لها بكليته، وعندما بدا في النفق المظلم نور أمل، ووجدت متبرعاً لائقاً طبياً، هرب في اليوم المقرر لإجراء العملية، لتنتكس المريضة “نفسياً” أكثر منه “طبياً”.

بدأت معاناة دعاء، في نهاية 2017م، عندما شعرت بألم في أذنها، فلم تظن أن في الأمر خطراً، وفي بداية 2018م، راجعت المستشفى، وبعد الفحوصات، علمت بأن لديها التهاباً في الأذن الوسطى، ووصف لها الطبيب المعالج مسكنات التزمت تناولها، على مدى عام ونصف العام، ولكن دون أي تحسن.

 

القطيف المركزي

ويقول زوجها محمد علي “ظننت أن ما بها بسبب داء السكري، الذي تعاني منه، ولكن اتضح عكس ذلك، فالمسكنات هي السبب فيما وصلت إليه، وهذا ما أكده لي أطباء في مستشفى القطيف المركزي”.

يتابع الزوج “أخبرني طبيب في المركزي أن السكر لا دخل له في حالة زوجتي، وقال لي إن مخزون السكر لديها وصل إلى 7:5 ما يؤكد عدم وجود اضطراب لديها في السكر، ولو أن السبب من السكر، سيكون تأثيره في العين، وبالتالي فالمسكنات هي سبب تفاقم حالة زوجتي، ما دعاه إلى أخذ المسكنات وألقى بها في صندوق القمامة”.

علاج الأذن

يواصل الزوج الحديث عن معاناة زوجته مع الأذن.. ويقول “حينما سمعت هذا الكلام، ذهبت بها إلى أحد المستشفيات الخاصة في المنطقة، وبعد الفحص، أخبرني طبيب الأنف والإذن والحنجرة أنها لا تحتاج إلى أي مسكنات، بل إلى عملية خفيفة، وبالفعل أجرى الطبيب العملية في غرفة الكشف، وعالج بها انسداد الأذن، وانتهت معاناة زوجتي، من آلام الأذن، وعادت حياتها طبيعية، ولكنها بدأت معاناة أخرى، مع الفشل الكلوي”.

جائحة كورونا

في اليوم الثالث من تطبيق الحجر الصحي في محافظة القطيف بسبب جائحة كورونا، شعرت دعاء بأعراض دوخة، وعدم القدرة على المشي، وصعوبة في التنفس. يقول زوجها “ذهبت بها إلى أحد المستشفيات، فلم يكتشف الأطباء شيئاً يفسر هذا الأعراض، ثم ذهبت بها إلى مستشفى القطيف المركزي، وبعد الكشف عليها، والفحوصات لمدة 5 أيام في غرفة الطوارئ وقسم التنويم، أخبروني بأن زوجتي مصابة بفشل كلوي، وتحتاج إلى متبرع، وعلاج دموي أو بروتيني”.

القرار الصعب

ويصف الزوج حالة زوجته مع الفشل الكلوي بـ”المتفاقمة”. ويقول “كنت أول شخص فكر في التبرع لها، ولكنني لم أكن لائقاً طبياً، وبحثنا عن متبرع، وبالفعل وجدنا شخصاً، ذهبت به إلى المستشفى للتبرع، وهناك أخبروني بأنهم وجدوا متبرعاً لزوجتي، لا يريد أن يكشف عن شخصيته، وبالتالي، لا داعي لخدمات المتبرع، الذي أخبرني بأنه سينتظر فترة، لعلنا نحتاج إليه، وخلال عامين من فحوصات أجريت على المتبرع الخفي، تبرع خلالها “سلمان” بكليته لشاب آخر عمره 16 سنة”.

ويواصل الزوج الحديث “سألت عن المتبرع الخفي الذي لا أعرفه، وحاولت في البداية، التوصل إليه، حتى أوجه له الشكر عل موقفه، وأخبروني بأنه لا يريد أن يعرفه أحد من عائلة المريضة، وأنه لا يرجو من تصرفه، سوى ثواب الله”.

وأضاف “بعد عامين من الانتظار، وإجراء الفحوصات، وتحديد موعد إجراء العلمية، الذي كان في 26 فبراير الماضي، فجر المتبرع قنبلة مدوية، برفضه التبرع، وغادر المستشفى، ما زاد من سوء حالة زوجتي، التي دخلت في حالة نفسية صعبة”.

عامان من الفحص

في البداية، ألقى الزوج باللائمة على المستشفى قبل أن يعرف الحقيقة. وقال “شكوت المسؤولين فيه بسبب تأخرهم عامين في فحص المتبرع، وإجراء العملية، وفقد خدمات المتبرع”. وقال “مع السؤال، عرفت أن المتبرع الخفي هو من كان يؤجل مواعيد الفحص”.

خياران لا ثالث لهما

ويضيف الجميع “زوجتي تعيش ظروفاً نفسية صعبة، وأفراد عائلتها تقدموا للتبرع لها، ولكن ليس فيهم ما يناسب الحالة، ومازالت إلى اليوم، تجري عملية الغسيل الكلوي في المستشفى، وتنتظر متبرعاً آخر ينقدها من المصير المجهول. ويوم الأربعاء الماضي، كان هناك متبرع، ولكن لم يكن مناسباً بسبب ظروفه الصحية، ما فاقم الحالة النفسية لزوجتي”.

إلحاح الزوج

في هذه الأثناء، ألح الزوج مرة أخرى على الطبيب، برغبته التبرع لزوجته بإحدى كليتيه. وقال “رفض الطبيب طلبي، ورغبتُ أن أعرف الأسباب لهذا الرفض، فأدخلني عيادته وأخبرني قائلاً “لديك ضيق والتواء في الأوردة الخارجة من الكلى إلى القلب، ويمكن علاج هذه العيوب، ولكن بتدخل جراحي، وما يهمنا الاطمئنان على دعاء وزوجها، ونرفض علاج طرف على حساب الآخر”.

ويُكمل الزوج “حديث لطبيب أقنعني، بأن الحياة أمامنا طويلة، ويراودنا الأمل في العثور على مُتبرع ينقذ زوجتي من الغسيل الدموي، وثقتنا في الله كبيرة، بأنه لن يترك زوجتي تتألم إلى آخر العمر”.

تنويه: جميع صور الموضوع تشبيهية وليست للمريضة.

يرجى ممن لديه رغبة جادة في التبرع لها التواصل على رقم الجوال أو الواتساب
* 0563500430
* 0556344293
* 0556237907
علمًا بأن رقم الملف الخاص في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام هو (150101)

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×