دمت عالياً ورمزاً للمجد
عيده الهاجري
كل دولة يرمز علمها لها ولتاريخها أو ما يميزها عن غيرها، ويتبادر لذهن من يشاهد العلم تساؤل حول الألوان والمدلولات من الرسوم، فكيف كان العلم وتطور وهل هذا شكله في الماضي.
لكن يدرك المتتبع للتاريخ أن أغلب الأعلام تغيرت سواء ألوانها أو رموزها أو عباراتها لتكون دلالة عن وضع الدولة أو حاضرها.
لم يكن العلم السعودي بعيداً عن هذا التطور ونسترجع تاريخ العلم السعودي وتطوره.
منذ التأسيس عام 1727م في عهد الإمام محمد بن سعود تم رفع علم للسعودية كان باللون الأخضر وإلى يومنا الحالي، والسبب في ذلك كون الأخضر رمز للنماء وتوسطته كلمة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله” كإشارة لتوجه الدولة الديني وتمسكها بالتوحيد وتفعيل الشريعة كمرجع للقوانين والجزء الذي يلي السارية أبيض اللون.
وقد تغير مدلول العلم بإضافة سيفين متقاطعين في عهد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله في يوم 11 مارس 1937م الموافق 28 ذو الحجة 1355هـ بإشارة من المستشار حافظ وهبه وأصبح العلم مربع الشكل ويرمز السيفان المتقاطعان للقوة.
ثم تغير العلم وأصبح السيف أسفل الشهادتين وكتب أيضاً “نصر من الله وفتح قريب”، ثم تغير الشكل وأصبح العلم يحمل سيفاً واحداً وعبارة التوحيد تحته “لا إله إلا الله”.
ثم تطور شكل العلم وأصبح كما هو في عصرنا، سيفان متقاطعان ونخلة رمزاً للقوة، وحمل العلم الشهادتين بخط الثلث “لا إله إلا الله محمد رسول الله ” بلون أخضر كامل يمتد من السارية إلى نهاية العلم والسيف يتجه من اليمين إلى اليسار.
ويجب أن نشير إلى دلالات العلم السعودي كالتوحيد، القوة، العدل، الرخاء والنماء، وبالنسبة لرموزه؛ شهادة التوحيد كرسالة السلام والإسلام، والسيف إشارة للقوة وعلو الحكمة والمكانة.
ويخصص للملك حفظه الله علم يوجد به سيفين ونخلة باللون الذهبي تميزاً له وتخصيصه لجلالته.
ويتميز العلم السعودي كونه العلم الوحيد الذي لا يُنكس إلى نصف السارية في الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التي تعبر عن موقف الدولة والمراسم الدولية.
وفي 1 مارس 2023، أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً يقضي بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعَلَم، باسم «يوم العَلَم» احتفاء به واعتزازاً بمدلولاته الوطنية.
وقد حذرت النيابة العامة في السعودية من أن إهانة العلم الوطني أو أي شعار سعودي آخر، ويعاقب عليه بالسجن لمدة أقصاها سنة واحدة أو غرامة تصل إلى 3000 ريال سعودي أو كلتا العقوبتين في محاولة لحماية عبارات التوحيد والوطنية من التعرض للإهانة خاصة أثناء الاحتفالات.
فدمت يا علمنا رمزاً للمجد والعلياء.