استغلوا اسم ولي العهد.. حرامية “لهفوا” 91 ألف ريال وحوّلوها إلى حساب “شايب” في الرياض تحايل مزدوج.. طُعم 30 ألفاً "اصطاد" الرصيد كاملاً.. وعودة نصف المبلغ بعد سنة

الأحساء: جود الشقاق

“لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين”، ولكن ذكاء النصابين، مكّنهم من الإيقاع بـ”سارة” في موقفين مختلفين، معتمدين على رغبة الضحية، وطموحها الجامح،  في الثراء السريع، حتى تحقق حلم حياتها، بامتلاك منزل.

 في المرة الأولى، حدث ما حدث، وأيقنت سارة أنها وقعت ضحية نصب واحتيال متكاملة الأركان، ونأت بنفسها عن هذا الطريق حتى لا تخسر المزيد، ولكنها وجدت نفسها ضحية لعملية نصب ثانية من العصابة نفسها، وكلفتها فاتورة النصب في المرتين، مبلغاً يزيد على 91 ألف ريال.

اعتادت سارة، التي تسكن مدينة الأحساء، أن تستقطع من راتبها مبلغاً شهرياً، تدخره في حسابات بنكية، لتحقق حلم تأمين المنزل، ولكنها لم تتوقع أن يأتها من يقضي على حلمها في المهد.. وللقصة تفاصيل أكثر.

شهر رمضان

بدأت قصة النصب والاحتيال، في أحد أيام شهر مايو من عام 2020 بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، وتحديداً عند الساعة الثالثة عصراً، حيث تلقت سارة اتصالاً من امرأة، تدعي أنها موظفة في البنك الأهلي، وتؤكد لها أن البنك رشحها للاستثمار في مشروع نيوم، الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأن هذا المشروع يدعم الشعب السعودي عبر السماح بالاستثمار فيه، في ظل الظروف الراهنة، في إشارة إلى أزمة كورونا، وأنه يمكنها الاستثمار بمبلغ بسيط، سيدر عليها الكثير من الأرباح.

تقول سارة “كان كلامها مقنعاً حول موضوع الاستثمار، وكانت تؤكد بأنهم مخولون من قبل القائمين على المشروع لإدارته وجذب الاستثمارات إليه، الأمر الذي جعلني اطمئن لخوض التجربة”.

كلام معسول

أخبرت سارة موظفة البنك بأنها لا تملك حساباً بنكياً “أونلاين”، ولا تعرف طريقة التفعيل، عرضت عليها الموظفة المزعومة خدماتها، وأنها ستقوم بتفعيل الحساب بالنيابة عنها، وكل ما عليها تزويدها بالمعلومات الشخصية والبنكية (رقم الحساب، رقمV CV المكون من 3 أرقام الموجود خلف البطاقة)، وأخبرتها بأنه سيتم إرسال رقم تفعيل على رقم جوالها من قبل البنك، وكل ما على سارة القيام به إعطائها الرقم المرسل، ليتم تفعيل الحساب.

لم تمر دقائق قليلة، إلا وتفاجأت سارة برسالة من البنك، تفيد بتحويل مبلغ داخلي، بقيمة 1920 ريالاً، وهو كل ما كان في رصيدها، إلى حساب مؤسسة تجارية. حاولت سارة التواصل مع الموظفة المزعومة، وسألتها “كيف يتم سحب رصيدي، وأنا لم أوافق على الاشتراك في المشروع، أنا فقط طلبت تفعيل الحساب أونلاين، لترد عليها الموظفة “مبروك.. تم تأكيد اشتراكك في المشروع”، وكانت تقنعها، بالقسم بأنهم غير نصابين، وأخبرتها بأن موظفاً من البنك يدعى “خالد” سيقوم بالتواصل معها لإتمام عملية الاشتراك، وسيتم إرسال رابط التفعيل”.

دون جدوى

وبالفعل، اتصل خالد بسارة، ونظراً لأن الأخيرة كانت مشغولة، اعتذرت إليه، ووعدته بالتواصل معه في وقت لاحق،  وبعدما انتهت من عملها، حاولت سارة التواصل مع خالد، ولكن دون جدوى، فكان هاتفه مغلقاً، فتواصلت مع موظفة البنك، وأخبرتها بأنها لا تريد الاشتراك في المشروع، وتريد إرجاع المبلغ المسحوب، حاولت الموظفة تهدئة سارة، وقالت لها بأن خالد سيتواصل معها، رفضت سارة محاولات الإقناع المتكررة، بأن ما تم سحبه، سيتم استثماره، على أن يتم تحويل الأرباح إليها بعد مدة بسيطة، ولكن سارة أيقنت بأنها عملية نصب واحتيال.

مرور شهر

بعد مرور شهر من اشتراك سارة في الاستثمار “المزعوم”، جاءها اتصال يبشرها بأنها ربحت مبلغاً قدره 300 ألف ريال، وأخبرها المتصل بأن المبلغ كبير، وأنظمة مؤسسة النقد لا تسمح بتحويل مثل هذه المبالغ، إلا إذا كان لديهم كامل المعلومات الخاصة بالعميل، فطلب منها حساباً بنكياً آخر، غير حسابها في البنك الأهلي، لتخبرهم بأن لديها حساب آخر في بنك الرياض.

وفي غفلة منها، وتحت تأثير الفرحة من المكاسب المحققة، سلمت سارة بياناتها كاملة للمتصل، ليتم اختراق الحساب، وحساب آخر من خلال معلومات الحساب الأول، وما هي إلا لحظات، وتأتيها رسالة حوالة صادرة بمبلغ 91000 ريال، وباسم مستفيد آخر.

قضايا مشابهة

لم تصدق  سارة ما حدث لها للمرة الثانية، تواصلت مع النصابين، وأخبرتهم بأنها لا تريد الاستثمار، فقط تريد إرجاع أموالها التي جمعتها لتحقق بها حلم، كان يراودها، بامتلاك منزل. وحاولت التواصل بهم مرة أخرى، ولكن دون فائدة، جميع الهواتف مغلقة وخارج الخدمة، عندها أيقنت بأنها وقعت في فخ عمليات النصب والاحتيال للمرة الثانية.

في اليوم التالي، ذهبت سارة إلى الشرطة، ورفعت شكوى باسم الأشخاص الذين تم التحويل على حساباتهم. أخبرتها الشرطة بأن المبلغ لن يرجع، وأن هناك أشخاصاً آخرين تم النصب عليهم بالطريقة نفسها. وقابلت سارة بالصدفة منهم، طالبة جامعية، وموظفاً، ومتقاعداً، كانت لديهم أحلام، تمنوا تحقيقها من خلال الاستثمار، لكنها تبخرت بخديعة من نصابين ومحتالين.

ذهبت سارة إلى البنك، وأوقفت جميع حساباتها البنكية، واستخرجت كشف حساب بالحوالات التي تمت، لعلها تفيد في استكمال الشكوى المقدمة في الشرطة، كما راسلت مؤسسة النقد، وتقدمت لها بشكوى حول كيفية اختراق حساب عن طريق حساب آخر في البنك نفسه، وأنه من المفترض أن يكون كل حساب مستقل عن الآخر، فتلقي مؤسسة النقد باللوم عليها، وتخبرها بأنها التي قامت بتسليم كامل معلوماتها للنصابين، وتؤكد المؤسسة أنها لا تقدم أي تعويضات في مثل هذه الحالات، ويجب عليها متابعة القضية مع الشرطة، وهو ما حصل.

المال الحلال

بعد مرور سنة على القضية، تتلقى سارة اتصالاً من فتاة، عرفت باسمها بأنها ابنة الشخص الذي رُفعت عليه قضية نصب واحتيال، بسحب مبلغ 91000 باسمه من حسابات سارة، وأنهم من المنطقة الوسطى.

أخبرت المتصلة سارة بأن والدها رجل كبير بالسن، ويعاني أمراضاً عدة، مثل السكر والضغط، وتم الاحتيال عليه واستغلال اسمه، بالنصب على العديد من الأشخاص بالطريقة نفسها، وهو ليس لديه أي صلة بما حصل، واتفق الطرفان على تسوية القضية، بدفع جزء من المبلغ مقابل التنازل عنها.

وبالفعل، تم تحويل مبلغ 45 ألف  ريال إلى سارة، وتمت التسوية مع المحامي في الشرطة، وفي “ناجز”، وتم إعطاء سارة وصولات، تفيد بتحويل مبلغ 1000 ريال شهرياً إليها، حتى يكتمل المبلغ 90 ألف  ريال، على أن يتم التنازل عن المبلغ المتبقي، وتم دفع 3 آلاف ريال، خلال 3 أشهر، ولكن بعدها، توقف دفع الوصولات، لأن إشعار التنازل لم يصل إلى الطرف الآخر، رغم وجوده في موقع “ناجز”، وطلب من سارة الذهاب إلى شرطة المنطقة الوسطى لتسوية الموضوع، ونظراً لأنها مشغولة، لم تذهب، ولا تزال القضية مستمرة.

‫4 تعليقات

  1. الجهات الحكوميه مالها دخل حتى لو بلغت لأنهم ماقصروا ونبهونا مرارا وتكرارا بأن مانعطي معلوماتنا البنكيه الخاصه لأي جهه الا بزيارة الفرع او البيانات الخاصه مثل الارقام السريه مهما كان مانعطيها احد حتى لموظف البنك
    موعضين خير ان شاء الله والله يرد كيدهم لنحرهم النصابين المحتالين والدنيا تدور وتجي عليهم الله يمهل ولا يهمل

  2. نفس الموضوع مر علي دفعت رسوم فقط 450 ريال وبعدها 11الف ريال والحمدلله انتبهت لهم وتداركة الوضع

  3. النصب والاحتيال مستمر لطالما المواطن لايستطيع استرجاع حقة ، سارة حظها حلو لقت اللي يساعدها ، انا تعرضت مرتين لعمليات النصب وتم البلاغ مع المستندات والادلة ولكن للاسف
    لاحياة لمن تنادي

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×