في مثل هذا اليوم.. ابن الأحساء “عبدالرحمن” أنقذ امرأتين من القطيف وارتقى شهيداً "الدفاع المدني" خلد ذكراه في منصة الشهداء.. وسكان المحافظة يتذكرونه بالخير

القطيف: شذى المرزوق

في مثل هذا اليوم بالتاريخ الميلادي 31 مارس من سنة 2017، الموافق بالتاريخ الهجري 3 رجب 1438هـ، ارتقى إلى ربه شهيداً، بعد إنقاذه مواطنتين من محافظة القطيف.

استُشهد ابن الأحساء الطيبة عريف الدفاع المدني عبدالرحمن حمد الصفراء، الذي عشق القطيف، وأحب أهلها، وصاحب شبابها، وجالس شيوخها، الذين شاركوه حلمه وقصص بطولاته في إنقاذ الأرواح ونجدة الملهوث.

 وبلغ حب الصفراء لمهام عمله، عندما ضحى بحياته، وحمل لقب “شهيد”، أثناء محاولته إنقاذ أم وابنتها من أم الساهك، أثناء حادث وقع لهما في طريق الجبيل ـ الدمام السريع. لتكون القصة الأخيرة والوحيدة التي لن يتمكن الصفراء أن يحكيها لأصدقائه، كما اعتاد في قصص سابقة.

تفاصيل استشهاد الصفراء، التي مرت عليها كل هذه السنوات، لم تغب عن بال كل من عرفه من سكان القطيف الذين يسترجعونها، بالتزامن مع احتفال “الدفاع المدني السعودي” باليوم العالمي للدفاع المدني، الذي يتزامن اليوم (الأول من مارس).

ولازالت منصة الدفاع المدني، تحتفي بالصفراء (24 عاماً) بطلاً من أبطالها، ضمن قائمة الشهداء الموجودة  في موقعها الرسمي.

علاقة صداقة

حضر مراسم تشييع الصفراء كثيرون، من ضمنهم 12 فرداً من عائلة آل جميع التي تسكن بلدة الأوجام، حاملين لافتة العزاء السوداء، للفقيد، الذي ربطته بهم علاقة صداقة طوال سنوات عمله في فرع مركز الدفاع المدني في الأوجام ذاتها.

ويسترجع مصطفى حسن آل جميع تفاصيل الحادثة التي قضى فيها الصفراء “كان شاباً هادئاً، طيباً، متفانياً في عمله، أمضى بيننا 6 سنوات منذ تكليفه بالعمل في المركز القريب من ديوانية العائلة، حيث يجتمع شباب العائلة، ويمضون فيها جُلّ وقتهم”.

وأضاف “منذ التحق عبد الرحمن الصفراء بالعمل في الأوجام، كان يبادر بزيارتنا، والجلوس معنا في أوقات ما قبل أو بعد الدوام، ومن هنا، تكونت علاقة وطيدة بينه وبيننا، خاصة أنه شاب ودود سهل المعشر، دائم الابتسامة، مع أنه كان يحمل هم مسؤولية عائلة كبيرة في مدينته الأحساء”.

فجر الجمعة

وأكمل “في فجر يوم وفاته، وكان يوم جمعة، أتذكر أنه مرّ بنا، وهو في حالة حنين كبيرة لعائلته، وقال لأحد الأخوة، اطلب من جدك أن يدعو لي أرجع إلى الأحساء قريباً”.  

وقال آل جميع “في ذاك اليوم تحديداً، لم تكن مناوبة العمل عليه، ولكن على زميله، الذي اعتذر لظرفٍ ما، فحل محله الصفراء، الذي خرج مسرعاً بعد تلقيه بلاغاً بوقوع حادث مروري، احتجزت فيه سيدة وابنتها من بلدة أم الساهك، في طريق الدمام _ الجبيل السريع، ويبدو أن الحادث كان بسبب المطر الشديد، وبعد قرابة ساعتين، صُدِمنا بخبر وفاته رحمه الله”.

سيارة مسرعة

وبحسب ما نقل زملاء العمل معه، فقد حاول الصفراء فك المحتجزين في السيارة، ولم يتبقَ إلا الخطوة الأخيرة، فاضطر أن يعود إلى سيارته مسرعاً، لاستحضار المعدات اللازمة، هنا شاء القدر أن تعبر سيارة مسرعة الطريق، وتصطدم به، ليقضي، متأثراً بجراحه، جراء حادثة الدهس”.

وواصل آل جميع حديثه عن الفقيد “6 سنوات تربطك بشخص تراه يومياً، ليست قليلة أبداً، فيوماً بعد يوم، كان يوثق علاقته الأخوية بنا أكثر وأكثر، كنا شاهدين على مواقفه البطولية في العمل، وحنينه إلى عائلته، وذكريات يسترجعها، ونستمع إلى حكايا البلاغات التي نجح فيها، وهو يرددها سعيداً ومفتخراً، كما استمعنا منه وبنبرة لا تخلو من حزن، إلى قصص لحالات بذل فيها كل جهده، ولكنه لم يتمكن فيها من إنقاذها”.

وأكمل “أتذكر منها قصة اختناق عامل في محل شهد حريقاً، فغامر الصفراء بحياته، وهو يبحث وسط الدخان الخانق، عن العامل، ووجده وأخرجه، ولكن العامل للأسف توفي على إثر الحادثة، وهذا من المواقف التي آلمته كثيراً”.

شاب مخلص

ولفت آل جميع “عبد الرحمن شاب مخلص في عمله، متفانٍ في مهمة إنقاذ الناس، والحفاظ على أرواحهم، وعندما تُوفي، تأثر الكثيرون لفقده، وشيعه إلى مقبرة الكوت في الأحساء مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في المنطقة الشرقية العميد محمد الزهراني، ومدير الإدارة العامة للدفاع المدني في محافظة الأحساء العقيد فلاح المسردي، ومدير الإدارة العامة للدفاع المدني في محافظة القطيف العقيد عيد القحطاني، وعدد كبير من ضباط وأفراد الدفاع المدني، وأعداد كبيرة من المواطنين وزملاء الفقيد، رحمه الله بواسع رحمته”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×