قراءة في جزء من مناجاة المطيعين المروية عن الإمام السجاد عليه السلام
ماجد علوي الشريف |
(أَللَّهُمَّ أَلْهِمْنا طاعَتَكَ، وَجَنِّبْنا مَعْصِيَتَكَ، وَيَسِّرْ لَنا بُلُوغَ ما نَتَمَنّى مِنِ ابْتِغآءِ رِضْوانِكَ)
اللهم
أصل اللهم يالله والميم عوض عن ياء النداء واللفظ هنا للنداء الحقيقي أي الدعاء الخالص من العبد إلى ربه.
قال الخليل وسيبويه إن أصل اللهم يالله فلما استعملت الكلمة دون حرف النداء وهو “يا” عوض بدله الميم المشددة فهما حرفان عوضا عن حرفين الياء والألف.
والضمة في الهاء هي ضمة الاسم المنادى المفرد.
ألهمنا
ألهم الطعام أي أدخله في فمه وجوفه دفعة واحدة.
وألهم الشيء إيقاعه في القلب لأن الطاعة تأتي على نحوين طاعة الجوارح وهو الفعل الخارجي، وطاعة الجوانح وهي الأفعال الداخلية الباطنية النفسية، وهي نوع من العبادة المعنوية.
وهنا من خلال ذلك يعني أن الدعاء بطاعة الله سبحانه وتعالى تأتي على نحو المرتبتين الخارجية من خلال فعل ما أمرنا به الله، والطاعة الباطنية للقلب وهو نحو من الإلهام والهداية الباطنية للروح
طاعتك
طاعة: مصدر واسم جنس لجميع ما يريده الله منا، أمرنا به للتقرب إليه وهي الموافقة لشرعه المقدس، لا لما نراه نحن من أنفسنا
وجنبنا
جنب الشيء ابتعد عنه.
وهي هنا الطلب والدعاء من الله بأن يبعدنا عما يكرهه من خلق وسلوك وهفوات نفسية.
معصيتك
المعصية تأتي بمعنى الزلة والخطأ الخارجي بفعل الجارحة في حال العمل وتأتي بمعنى الإثم وهو الأثر للعمل الجارحي وما يقع على القلب من خلال الإثم واقتراف الزلة فالمعصية لها وضعان خارجي وهو العمل، والباطني وهو الإثم ولها آثار اخرى وهو الأثر التكويني على النفس.
فيكون هنا ربط ومزج بين السير والسلوك والعمل الجوارحي والجوانحي.
فالمصيبة أثر سلوك وأخلاقي مبعثه الإرادة، ويطلق بوجه خاص على مخالفة الأوامر الإلهية.
يسر
لآن وانقاد وسهل حاله في العمل.
بلوغ
بلغ: وصل إلى منتهى ما نريده.
ما
اسم موصول بمعنى الذي.
نتمنى
التمني حالة قلبية نفسية من الشعور بالحاجة والفقر والنقص إلى ما يتمناه الإنسان ويرغب في الوصول إليه، وهي ما أوضحته كلمة الرضوان.
من: للتبعيض.
لماذا جاء حرف من
ابتغاء
الابتغاء والمبتغى إرادة الشيء وصحبته في جميع شؤون ولحظات الحياة.
رضوانك
ابتغاء رضوان الله ما يريده ويرتضيه من الطاعة والانقياد والإخلاص، فجاء حرف من لذلك.
لأن بلوغ رضى الله صعب على بني البشر من حيث العبادة وما يريده الله فلكل منا طاقة في العبادة.
والبلوغ رغبة منا إلى الوصول لأعلى المراتب من هذا التمنى في رضوانه وتحققه وموافقته إلى ما يريده الله.