[3] قصتي مع رخصة البحرين: لا تتركي كراستك عند المدرب…!

هاجر التاروتي

‎في مجمع الرملي؛ ‎ملتقى الجميع، مدربين، متدربات، وأناس لم تلتقِ بهم منذ سنوات بعيدة. وستجد القطيف كلها هناك – كما نعبر – في المقاهي وفي المصلى، كلها وجوه قطيفيات، ولن أنسى الأحسائيات أيضاً. ولقرب المجمع من مدرسة القيادة اكتسب هذه الميزة.

‎نقضي فيه ساعات انتظار المدرب مرة، وساعات انتظار رفيقات الرحلة في المواصلات مرة أخرى. المجمع تتوفر فيه شبكة انترنت مجانية لربع ساعة يمكن تجديدها تباعاً. لهذا أنصح من ستخوض التجربة بعدم شراء شريحة بحرينية فلا حاجة لذلك ولا تغرنك الإعلانات المنتشرة الآن في مجموعات الواتساب لتيّسر لك التواصل، قد تكونين بحاجة إلى اتصال وإنترنت في أول يوم وماعداه لاحاجة له.

‎من المجمع تبدأ رحلتي مع المدربة والكثيرات يصُرْن خلف المقود انطلاقاً من الرملي وحتى العودة. وبعد إتمام ساعتين أسلم المدربة ١٤٠ ريالا نقداً. ما يعني أن الدفع يكون متفرقاً حسب أيام تدريبك، خلاف مدرسة شرق التي يتم الدفع فيها المبلغ دفعة واحدة خلال ٢٤ ساعة، ما يُصعب الالتحاق لبعضهنّ أحياناً.

‎حكايات المدربين

‎ما بين قوائم الترشيح والتجارب الشخصية وتزايد أعداد الراغبات في استخراج رخصة في البحرين، تقع المتدربة في حَيرة قد تنتهي إلى الموافقة على أي مدرب يوافق على تدريبها، وهذا ما أدخل مجموعة منهن في متاهات.

‎من الأسئلة الشائعة لتحديد جودة المدرب من عدمه:

‎”تنجح عنده المتدرّبة من أول امتحان ؟”

‎”يقبل يعطي أكثر من ساعتين في اليوم؟”

‎”متى يطلّع المتدرّبة من المدرسة؟” والسؤال الأخير له حظ وافر بسبب الاعتقاد السائد بأن هذه المجموعة من المدربين يعملون على صقل مهارة المتدربات بخوض الشارع مباشرة، رغم أن كل مدرب له سياسته الخاصة.

مدربتي تعتمد قاعدة “المتدرب يحدد تأهله للخروج للشارع لأنه أمانة لا يمكن المجازفة بروحه”، ولأني “سعودية” فلم أتبرك بالخروج للساحة الحقيقية والقيادة في الشارع إلا بعد ١٠ ساعات تدريب في المدرسة.

‎قِبالة هذه الأسئلة يضيع البحث عن الجودة والسلوك والأخلاقيات لدى المدرب.

‎وفق نظام مدرسة القيادة؛ لا يحق للمدرب الاحتفاظ بكراسة التدريب خاصة المتدرب، لعدة أسباب منها أنه يحق لي كمتدربة تغيير المدرب إذا لم يعجبني سواء في وقته أو سلوكه أو حتى طريقة تدريبه. لكن ـ وللأسف ـ التقيت الكثيرات ممن سلمن الكراسة للمدرب ووقعن في “المطَب” حيث لم يعجبها المدرب، وهو راوغ في تسليمها إياه كي لا يخسرها، فلا هي تتدرب عنده لعدم رغبتها، ولا هو سلمها الكراسة لتغييره، والحجة عندما أسأل: “وليش تسلميه الكراسة ؟” ترد: ” هو قال خليه عندي لا تنسيه أو يضيع”.

‎عندما طلبت مني مدربتي الكراسة أول يوم قلت لها: في المحاضرة النظرية قبل قليل وضحوا لنا النظام وأنا “أمشي” على النظام! مَن يدري.

‎حاليا ازداد العدد كثيراً وحتى صديقاتي اللاتي يتدربن مؤخراً لاحظت بعضهن مماطلة المدرب معهن في تأخير تدريبها بسبب امتلاء قائمته بما يفوق قدرته رغم أن التدريب متاح يوميا من ٥ فجرا وحتى ٧ مساء، ما يعني فقداننا ميزة التدريب في الوقت المناسب لنا

‎صحيح إن المدرب لا يمكن أن يصنع معجزة، لكن واقع الحال هو أن الكثيرات يؤكده ألا رجل متفرغاً لتدريبها، وإن توفر فهو عصبي. حتى علقت إحدى المتدربات بأن مدربها عصبي جداً، كثير الصراخ، فقالت له: “أنا جاية حتى أستلم الرخصة وبس، إذا على الصراخ كان عندي ببلاش – تعني زوجها – مو محتاجة أدفع عليه فلوس”، لهذا مدربك.. مدربك!

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×