غنّام الغنّام.. أسقط ديون عمّال بلدية القطيف.. واحترم قرار محاسب ضدّه سطور من حياة مؤسس نادي التعاون وثامن رؤساء بلدية القطيف

القطيف: شذى المرزوق

شهادتان للشاعر والباحث السيد عدنان العوامي في حقّ الراحل غنام العلي الغنام الذي انتقل إلى رحمة الله في الـ 2 من فبراير الجاري.

إحداه الشهادتين تدلُّ على كرم نفس، والأخرى على نزاهة صاحب منصب. الشهادتان أدلى بهما الشاعر العوامي، حين علم بوفاة الغنّام الذي شغل منصب رئيس بلدية القطيف قرابة 5 سنوات قبل قرابة 50 سنة.

العوامي لازم الراحل سنوات بحكم عمله مُحاسباً في البلدية.. وقد قال عن الغنام “لم يكن رئيساً بقدر ما كان قائداً محنكاً، ورجلاً نبيلاً متعاطفاً، اتسمت قراراته الإدارية بالطابع الإنساني، وليست مجرد قرارات لتسيير دفة العمل، وتحقيق المنجزات”.

عدنان العوامي

مواقف إنسانية

الشهادة الأولى للعوامي أدلى بها قائلاً “في 1973، كانت بداية الطفرة الاقتصادية في المملكة، وارتفاع الأسعار، وانتشار مشاريع التنمية، من إنشاء مطارات وتحسين خدمات، ورفعت الزيادة في أسعار البترول من معدل نمو المشاريع الطموحة، وتأثر السوق بارتفاع وغلاء الأسعار، فيما بقيت الرواتب الحكومية ـ آنذاك ـ متدنية؛ قبل أن يتم التعديل عليها بما يتناسب مع الحال الاقتصادية لاحقاً. وهذا الأمر ألقى بظلاله على الحياة المادية والمستوى المعيشي عمال البلدية الذين لا تكفيهم رواتبهم لمواكبة التغيرات”.

مساعدات مالية

وأكمل “في هذه الفترة تحديداً، قرر الغنام المساعدة بقروض لمن هم بحاجة من العمال، متنازلاً لمن لم تسعفه ظروفه المالية على السداد، فكان يسمح لأي عامل راتبه 150 ريالاً، أن يتقدم بطلب سلفة أو قرض لتسيير شؤون حياته، ويوافق على طلبه، ومن لا تسعفه الظروف على السداد، يتنازل له، ويعتبر ما قدم له هو مساعدة منه”.

أما الشهادة الثانية؛ فتتعلق بنزاهة الراحل الغنام، الذي قرّر المحاسب ـ العوامي ـ أن يعطّل إجراءً لصرف بدلات لرئيس البلدية ـ الغنام ـ شخصياً. كانت ذريعة العوامي أن الإجراء غير صحيح، وبالتالي؛ فإن الصرف غير صحيح أيضاً. وبحكم أن قرار المحاسب جاء من موقع تخصصه المالي؛ تقبّل الغنام الأمر بكلّ أريحية، ولم يُمارس أي سلطة أو نفوذ تجاه الإجراء المالي السليم.

مبنى بلدية القطيف في عمارة الدهن وشماليها النخل الواقع شرقي فريق القفافيص.. في العهد السعودي

رحل وترك أثراً

جملة صغيرة الكلمات في عددها، قوية التأثير في معناها، وهي لسان حال الكثيرين عندما يذكرون الراحل غنام علي الغنام، رئيس بلدية القطيف الأسبق، الذي وافته المنية أمس الأول (الأربعاء) عن عمر ناهز 82 عاماً.

إدارة واثقة و محنكة

وعن شخصية الغنام، قال العوامي “امتاز -رحمه الله- بالذكاء والحنكة، فنجح في إدارة بيئة العمل التي اعتمد فيها على الموظف اعتماداً كاملاً، وفق الصلاحيات المخولة له دون تدخل منه”، مشيراً إلى أن “هذه الثقة التي أولاها لموظفيه رفعت من مستوى اعتماد الموظف على نفسه، دون الاتكال أو اللجوء إلى الإدارة التي منحت كل موظف شعوراً بالقيادة، وخلقت منه رئيساً على عمله، كما أنه كان من الرؤساء الرافضين لفكرة التنافس بين الموظفين، بل دعا إلى التآلف، والمساندة في جو من المرح الذي جمع الموظفين معاً”.

ابن الصقار العقيلي

من جانب آخر، قال عبد الله الغنام “أحد أبناء الراحل”: “والدي غنام العلي غنام الغنام الشمري، يعود إلى العقيلات من بني شمر في بريدة بالقصيم، وهو الإبن الأكبر للشيخ علي الغنام، المعروف بلقب الصقار العقيلي، من عائلة عُرفت بعملها في إدارة الأعمال التجارية، فيما كان جدي معروفاً بكونه أحد أبرز رجالات بريدة ومن كبار التجار فيها”.

دبلوم الزراعة

وأضاف “عاش والدي ضمن 7 من الأخوة، هم: العقيد المتقاعد عبدالله، محمد، عبدالرحمن، فهد، سليمان، حسن، وعبدالعزيز، وتعلَّم في مدارس بريدة، حتى تخرج في ثانويتها، والتحق بأحد معاهد التدريب فيها متخرجاً بشهادة الدبلوم الزراعي”.

تأسيس نادٍ

وتابع نجل الراحل “في عمر لم يتجاوز الـ20 عاماً، بدأت ميوله الرياضية بالظهور، فكان ضمن مجموعة من الشباب الذين طالبوا بتأسيس نادٍ رياضي في القصيم، وتمت بعدها الموافقة على تأسيس نادي التعاون السعودي (الشباب سابقاً)، ومن أبرز المؤسسين في ذلك الوقت، صالح الوابلي، عبد الله صالح القاسم، ناصر الرشودي، والوابلي هو أول رئيس للنادي، وعُين الغنام نائباً له”.

نائباً ثم رئيساً

تولى الغنام إدارة النادي بصفته نائباً للرئيس، ثم تم تعيينه رئيساً للنادي عام 1966، وهو ثاني رئيس للنادي، واستمر لسنوات عدة، بين التجارة والرياضة، فيما برز اسمه في المنطقة رجلاً اجتماعياً من الطراز الأول، وكانت له مواقفه ووقفاته المشهود لها في محافظة بريدة”.

التنمية الأحسائية

وصدر قرار تعيين الغنام رئيساً لمركز الخدمة الاجتماعية في محافظة الأحساء (مركز التنمية الاجتماعية حالياً)، حيث أمضى فيه فترة قصيرة، قبل أن يتم تكليفه برئاسة بلدية القطيف، وكان قد انتقل من بريدة إلى المنطقة الشرقية أوائل السبعينيات، في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ، فانتقل بعائلته إلى مدينة الدمام، وتولى رئاسة البلدية، وبعد تقاعده من رئاسة البلدية، تفرَّغ للتجارة، وعمل في مجال العقار وتوسع فيه، واستمر بإدارة أعماله حتى وفاته.

أسر وعوائل

بدوره، قال رئيس نادي التعاون سعود الرشودي “عندما نتحدث عن غنام العلي الغنام ـ رحمه الله ـ تجاه نادي التعاون، فإننا نتحدث عن تاريخ تأسيس النادي، وكما يعلم الجميع، فإن تأسيسه جاء عبر تجمّع ونشاط لأسر وعوائل شباب بريدة المفعمين بالنشاط الرياضي والاجتماعي والثقافي تجاه منطقتهم، مثل أسرة الوابلي، وأسرة الرشودي، وأسرة الغنام وغيرها”.

سعود الرشودي

وأكمل “عندما تشكل أول مجلس إدارة للنادي ـ آنذاك ـ برئاسة صالح الوابلي، كان نائبه غنام الغنام  ـ رحمهما الله ـ ومن بعد الوابلي، ترأس غنام النادي للفترة الثانية”. وقال “يعد غنام  ـ رحمه الله ـ أحد رجالات تأسيس النادي البارزين، ممن أسهموا في تعزيز مسيرته، بالإضافة إلى الجهود المالية والإدارية التي بذلها رجال آخرون في تأسيس النادي، ولم تقف حدود عطاءاتهم واهتماماتهم مع النادي، عند فترة عملهم في النادي، بل امتدت واستمرت، فبعد انتقال غنام لرئاسة بلديات عدة في المنطقة الشرقية، ظل متابعاً ومهتماً بأنشطة ومسيرة النادي، ويقدم الدعمين المالي والمعنوي”.

والدة غنام

وتابع الرشودي “نادي التعاون هو أول نادٍ في المملكة يتم تسجيل امرأة عضو شرف فيه، لإيمان القائمين على النادي بدور المرأة تجاه مشاركتها بالنشاط الاجتماعي، وهذه المرأة كانت والدة غنام ـ رحمه الله ـ أبان رئاسته، واليوم نحن نقطف ثمار تلك المبادرات، وعلينا مسؤولية إكمال ما بدأه السابقون، وتحقيق ما يطمح له محبو النادي، منذ تأسيسه وحتى هذا اليوم، واستدامة مسيرة النادي المشرفة لأجيال من بعدنا، ليبقى هذا الصرح قصة ممتدة وملهمه تحكي عطاءات أجيال فعالة، تجاه منطقتهم ووطنهم”.

اقرأ أيضاً

الموت يُغيّب ثامن رؤساء بلدية القطيف ومؤسس نادي التعاون

‫2 تعليقات

  1. الأخ الكريم.. شكراً لتعليقك.. ولكن لا يمكننا نشره لسببين: أولهما: أنك استخدمت اسماً رمزياً. والثاني: أن التعليق يتضمن إساءات واتهامات عليك إثباتها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×