[1] قصتي مع رخصة البحرين: بين السكن والكچّهْ

هاجر التاروتي

“ما بتروحي البحرين تطلعي لش رخصة؟”

سؤال وصل إلى “الترند”، في الأشهر الأخيرة، بعد الإعلان عن السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، وخيبة أملنا في الحصول على فرصة سريعة في مدرسة “شرق “الوحيدة في المنطقة الشرقية كلها.

في شهر رجب عزمتُ على تجربة الذهاب على البحرين. اتصلت بمن جربن قبلي، وكان التشجيع كبيراً. رتبت أموري والمواصلات وتوكلت على الله، باعتبار أن الشائع حينها هو أن كلفة الرخصة السعودية تصل كلفتها إلى ٤٠٠٠ ريال، والإعلانات لاستخراج الرخصة البحرينية كانت ذات عروض متنوعة تصل إلى ١٨٠٠ حينها.

لكني توقفت بعد السؤال لأنني كنت أترجم الإعلان خطأً دون أن أحسب حساب المواصلات وساعات التدريب، وكدت أن أقع فصرفتُ نظري كاملاً عن الفكرة.

حتى الآن الكثير من السيدات تسمع بأن كلفة الرخصة في البحرين هي ٢١٨٥ ريالاً بالتمام، عند اجتيازك الامتحان من أول مرة. عندها تتحمس وتنطلق إلى البحرين فجر اليوم التالي، دون أن تلتفت إلى مبالغ أخرى ستضاعف رسوم الرخصة إن لم تلتفت لها.

مطلع ذي الحجة اتصلت بي صديقتي، وسألتني: ماعندك نية على البحرين؟

فقلت لها: لمَ لا بشرط أن نحصل على عقد سكني برسوم عقلانية!

وهكذا تيسرت لي الأمور دون سعي كبير، وحصلت على عقد سكني بمبلغ معقول جداً جداً، ودون جهد، استغربت بعدها من الرسوم الخيالية التي كانت تدفعها النساء للمخلصين، وراوحت قيمتها بين ١٥٠٠ ريال و ٤٠٠٠ – وربما أكثر- كانت تدفعها السيدة بمفردها لأنها غالباً تكون متحمسة للحصول على رخصة.

إحداهن تحكي أنها ما إن انتهت من إجراءات العقد بمبلغ ٢٥٠٠ ريال حتى وقفت “تدردش” مع سيدة للتو انتهت مثلها لتخبرها أنها حصلت عليه ب١٥٠٠ ريال فقط. مباشرة اتصلت بزوجها تشكو حالها لكن بعد أن فات الفوت. هذه المبالغ كانت تُدفع بسعادة بالغة في سبيل الحصول على الرخصة الحُلُم.

وأكملت محادثة الاتصال نفسه مع صديقتي لأستفسر عن عدد الأيام، فأخبرتني أنها كحد أقصى ١٣ يوماً.

وهنا كانت المفاجأة السعيدة، يعني أنني على بعد أيام من الحصول على رخصة؟ والأجمل أن ساعات التدريب تحددها المتدربة وفق ما يناسب ظروفها الخاصة. هذا يعني مميزات ترجح كفة البحرين على مدرسة “شرق”، وبدأت رحلة مدرسة التدريب التي كانت ١٣ يوماً وامتدت إلى شهر ونصف الشهر.

مع الزحام

في المرور ومع الازدحام الذي لا يُقارن بما انتشر بعد إلغاء العنوان الوطني الذي وبالمناسبة أُسقط عن إصدار واحد فقط من بطاقة الأحوال وهناك إصدار مازال متطلبا ًأما الإصدار الأخير فلا فرصة حتى اليوم لحاملتها في خوض التجربة البحرينية.

احتجت إلى ساعتين لإنجاز أوراقي وتحديد موعد المحاضرة النظرية التي تُختصر إلى ساعتين في البحرين مقابل ١٠ ساعات في مدرسة شرق مع اختبار. أخيراً استلمت “الكچة” وبدأت قصة البحث عن مدرب.

كثير من المواقف رأيتها خلال الأيام التي كنتها في البحرين وسمعتها خلال الرحلة جعلتني أخطط لاستعراض تجربتي، وما شهدت من خلال مقالات متسلسلة هذا أولها، لتستفيد كل متحمسة لرخصة تهيؤها للقيادة في الشارع.

[الحلقة التالية: الثامنة من صباح الغد]

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×