“القهوة المختصة” تُبعد مدمني البنّ التجاري العالم يحتفي بيوم القهوة في الأول من أكتوبر
القطيف: فاطمة المحسن
على الرغم من إقرار الهيئة العالمية للقهوة لليوم الأول من شهر أكتوبر يوماً عالمياً للقهوة” منذ عام 2015، فإن محتسيها الشغوفين كل يوم هو يومهم الذي تتغنى صباحاتهم.
بداية القهوة عربياً
وعُرفت القهوة لأول مرة عربياً من بلاد الحبشة، لم يحدد فيه زمن، لكن اليمن هي من أدخلتها على الجزيرة العربية شرباً وزراعةً، وقد كانت تُغلى بقشر البن لا لبه، وقد أحدثت فتنة بين علماء الدين بين تحريمها وتحليلها، بسبب اسمها – بعد وصولها لمكة المكرمة من اليمن- حيث قيل بأنها “خمرة مسكرة” وواجهت حرباً شرسة اختتمت باستصدار فتوى جديده بعدم حرمة شرب القهوة بعد عقود من تحريمها.
القهوة المختصة
إلا أن من يدّعون وجود قهوة مختصة مختلفة عما يُعد تجارياً بمفهومهم، فقد صنفوها ضمن معايير معينة لتصل في معناها إلى كلمة “قهوة مختصة”، وهي ذات الجودة العالية سواء كان ذلك من حبات البن الخضراء أو من طريقة التحضير والإعداد أو من طريقة التقديم.
تجارة رائجة
لعل هذا الوصف جعل منها قهوة رائجة، لاسيما اذا ما أخذنا في الحسبان بأن موانئ المملكة تستقبل أكثر من 500 مليون ريال تكلفة “أطنان القهوة” التي تصلنا من مصادرها كإثيوبيا وكينيا وكولومبيا والبرازيل، وهو ما جعل “محمد آل مطر” -أحد محبي القهوة- أن يقوده هذا الشيء لرحلة بحث عن مضمون القهوة المختصة والتي بدأت أواخر عام 2015.
بدايات “آل مطر”
يقول آل مطر إن ما قبل اقتنائه للقهوة المختصة والمطحنة، كانت هناك إشارات ومحطات، أحدها أنه سمع لأول مرة معلومات عن حمص القهوة المختصة في الاذاعة ومع الكثير من البحث توصل إلى معنى ذلك.
وأتت المحطة الثانية بجرأة في احتسائها من قبل مختصين، بالرغم من أنها لم تكن تجربة مثالية، إلا أن بالتأكيد لم تظهر لي مشاكل هضمية، وهذا ما تمتاز به القهوة التجارية بجدارة.
ومع الكثير من التجارب، واستساغة طعم القهوة الذي عشقه “آل مطر” لاحقاً قرر اقتناء أدوات تحضير القهوة يدوياً بنفسه. وهي ما تُعد به اختصاصية غير مكلفة بغرض شرب كوب قهوة صحي إلى جانب تميزه بنكهة مميزة وجودة عالية.
مقاييس
يقول آل مطر إن المقاييس التي يُعتمد عليها بوصف القهوة بـ “القهوة المختصة” تبدأ بزراعتها بما فيها اختيار السلالة الجيدة ” الارابيكا و فروعها “، و طريقة القطف “التساوي في النضج”، و المعالجة ” المغسولة، العسلية… المجففة”، وحفظها في أكياس خاصة مصنوعة من الخيوط و تقيّمْ من جمعيات القهوة المختصة بدرجة لا تقل عن 80 من 100 ضمن المعايير.
ثم تأتي درجة التحميص ثانياً لاستخراج النكهات المميزة و الحرص على عدم وصولها لدرجة الاحتراق كما تصله القهوة التجارية.
فيما يأتي ثالثاً التحضير على يد “الباريستا” وهو خبير اعداد القهوة باستخدام أدوات مخصوصة للقهوة المختصة.
ثقافة القهوة المختصة
ويرى “آل مطر” بأنه مهما تعددت ثقافات القهوة فإن القطيف قديماً استقدمت القهوة بحبات بن خضراء وقاموا بحمصها وطحنها وتحضيرها وهي أهم معايير القهوة المختصة، أي انها لم تكن دخيلة مع الترويج الكبير الذي حظيت به القهوة التجارية سريعة التحضير.
وقد يكون أكبر ترويج للقهوة المختصة من خلال افتتاح محامص ومقاهي خاصة بها والجودة لعبت دور كبير في استقطاب محبي القهوة بشكل عام.
جودة القهوة
من الصعب أن يُغير رأيه من يشرب القهوة التجارية التي يطرأ عليها الإضافات والمحليات في أن يتجه للقهوة المختصة ناهيك عن سعر الأخيرة الذي يُعد الأغلى سعراً، يقول “آل مطر” بأن السعر لن يكون عائقاّ ما إذا استكشف شارب القهوة عنها الكثير وأعاد النظر في مميزات المختصة التي تفوق التجارية واستطاع تحضيرها بنفسه فإنه مع الوقت ستتخذ ذائقته منحى آخر في اختيار البن ودرجة الحمص والتحضير.
أدرجت، مؤخرًا، منظمة اليونيسكو عادات القهوة العربية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي. وذلك بعد تقديم المملكة العربية السعودية، والإمارات، وقطر، وعمان ملف القهوة العربية.