عوّامية جديدة في 364 يوماً المؤذّن ينادي "الله أكبر" ونائب أمير الشرقية يختتمّ زيارة المشروع بغرس أول شجرة
العوامية: صُبرة
فيما كان المؤذن ينادي “الله أكبر”؛ كان الأمير أحمد بن فهد بن سلمان يغرس الشجرة الأولى في مشروع تطوير وسط العوامية. ربما كانت مصادفة؛ لكنّ التزامُن العفوي يحمل بشارته على نحو من الأنحاء. غرَس نائب أمير المنطقة الشرقية الشجرة الأولى، في ساحةٍ مفتوحة على الجهات الأربع. تلك ـ أيضاً ـ بشارة جديدة وجدّية إلى نموذجية الوضع الأمني في العوامية التي استعادت حياتها الطبيعية الآمنة بشكل تامّ.
ختامٌ أخضر
غرْس الشجرة؛ كان ختاماً أخضرَ لزيارة الأمير الشاب لموقع المشروع في نهار مُشمِس. كانت زيارة اطلاع وتفقُّد، شارك فيها أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، ومحافظة القطيف خالد الصفيان، ورئيس بلدية المحافظة المهندس زياد مغربل، ورئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم العمّار، ومسؤولون أمنيون، وقياديون في أمانة الشرقية وبلدية القطيف، يُضاف إليهم مجموعة من أهالي البلدة، بينهم عضو مجلس الشورى المهندس نبيه آل إبراهيم، وقاضي دائرة الأوقاف والمواريث الشيخ عبدالعظيم المشيخص، ورئيس النادي فاضل النمر، ورئيس مجلس أعمال القطيف المهندس عبدالمحسن عبدالمجيد الفرج، ورئيس جمعية العوامية الخيرية السابق الدكتور عبدالله النمر.
عمل مستمر
وصل الأمير أحمد بن فهد بن سلمان إلى قلب المكان، حيث يجري العمل على قدم وساق 16 ساعة يومياً، 7 أيام في الأٍسبوع، بسواعد 862 عنصراً بشرياً، و 221 آلية، وتصل تكلفته إلى 238,983,891,91 ريال. وفي موقع المسرح؛ اطّلع سموه على ما تمّ، وما يتمّ، وما هو مُقرّر أن يتمّ. توزّع الحديث بين أمين الشرقية وبين أحد قيادات تنفيذ المشروع.
مرحلة التشطيب
في المكان 22 مبنى وصل إلى مرحلة التشطيب، في مرحلة قياسية. هناك مركز ثقافي وأسواق وأبراج خمسة تُحاكي المسوّرة القديمة، فضلاً عن مباني ساحات الفناء، والشوارع والمرافق. كلُّ ذلك يتمّ ليعكس الهوية المعمارية وتراث المحافظة. هناك تفاصيل كثيرة؛ شرحها الأمين للأمير من واقع مخطط مجسّم، يقارن ما تمّ وما سوف يُستكمل، ضمن خطة العمل.
عوامية جديدة
من الشرح، ومن مشاهد المشروع الحالية؛ تظهر ملامح عوّامية جديدة. العوامية الجديدة بدأت منذ الـ 13 من فبراير الماضي؛ حين وضع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، حجر الأساس لمشروع تطويرها.
حتى اليوم الاثنين؛ مضى على تنفيذ المشروع 8 أشهر و 18 يوماً. والمدّة المحددة لإنهاء تنفيذ المشروع هي سنة كاملة. وفي غضون ذلك ينهض مشروع ضخم على مساحة 180 ألف متر مربع، يوفر خدمات متعددة، ثقافية وسياحية يستفيد منها سكان وزوار القطيف، ليصبح مشروع وسط العوامية معلماً بحد ذاته وقلباً نابضاً بالحياة، يجسد رؤية 2030.
هذا ما عبّرت عنه أمانة الشرقية في توصيف المشروع عند وضع حجر أساسه. هناك أفكار كثيرة درسها القائمون على التأسيس والتخطيط. وقد توصّلوا إلى بناء رؤيةٍ جديدة لا تغفلُ عن أصالة العوامية أرضاً وإنساناً. واستلهموا من البيئة الزراعية والمعمارية الأصلية في القطيف. لذلك؛ هناك 5 أبراج مصممة على الطراز التقليدي لتُحاكي المعمار الموروث في المحافظة من جهة، وتُحاكي مسوّرة العوامية القديمة ذات الأبراج الخمسة.
تواصل أجيال
هذا يعني أن العوامية الجديدة لن تقطع صلتها بموروثها وماضيها، بل ستكون امتداداً له برؤية معاصرة. هذه الفكرة تمّ توليفها، معمارياً، ليضم المشروع عناصر الترفيه والتثقيف والتنمية الاجتماعية. هناك جلسات استجمام وأنشطة ترفيه و ملاعب أطفال، وممرات تنزه في الهواء الطلق، وسط معالم تاريخية وعيون ماء متصل بعضها ببعضها عبر قنوات تُشبه القنوات المستخدمة للري قديماً.
وفي التنفيذ هناك مواد طبيعية مثل الخشب والصخور لاستحداث بيئة تراثية تعيد إلى الأذهان الكثير من الذكريات لسكان القطيف. ويتم إبراز العيون من خلال بناء هياكل تقليدية عليها لتسهيل التعرف عليها، بينما صممت الأبنية المختلفة في المشروع، بوظائفها المختلفة في الموقع لتربط المخطط بأكمله.
فضاء متصل
فضلاً عن ذلك؛ هناك السوق الشعبي، والمركز الحضاري الذي تتوسطه ساحة مركزية مصممة لاستيعاب المناسبات الكبيرة مثل اليوم الوطني واحتفالات العيد. ويتكوّن المركز الحضاري من ثلاثة مباني، تجمع بينها مظلة ضخمة تغطي الساحة الرئيسية، ويتضمن المركز مكتبة و قاعة مؤتمرات، ومعارض.
وهناك البيت الشعبي المصمم باستخدام مواد أصلية و بأسس تقليدية، يتوسطه فناء داخلي، تميزه الجدران السميكة و النوافذ الصغيرة الضيقة، ويحيط بالفناء ممر مظلل بالعوارض الخشبية، و محاطا بالأقواس من الجانبين.
أما السوق الشعبي، فهو يمتد على طول الطريق المؤدي إلى الساحة المركزية. ويتكون السوق من 7 مبان متفاوتة الأحجام، في كل منها وحدات منفصلة تتكون من طابق أو اثنين، أعدت للاستثمار من قبل البائعين، ويضم بعضها شرفات مفتوحة ممكن استخدامها كمقاهي، أو كاستراحات للزائرين، أو كأماكن لعرض البضائع.
ختام أخضر
اطّلع الأمير الشاب على تفاصيل ما يجري، بوصفه المسؤول الثاني في المنطقة الشرقية، وأحد أيادي الرعاية التي أوكلت إليها قيادة البلاد العمل على راحة المواطنين، وتفقد أمورهم. بدا الأمير الشاب مهتمّاً جداً، ومتابعاً التفاصيل. وبعد اطلاعه على مشروع تطوير العوامية؛ استمع إلى شرح قدّمه رئيس بلدية المحافظة لسلسلة من مشاريع البلدية القائمة. وبعدها سار الأمير على أرض المشروع الترابية، وصولاً إلى موقع غرس أول شجرة.. كانت الظهيرة قد بدأت، والشمس تلفح الجميع، وضع الأمير الشاب الغرسة.. وصوت المؤذن ينادي “الله أكبر”.. كان ختاماً أخضر.