في صفوى.. عيادة السمنة تفتح أبوابها للتعامل مع “الفئات الثلاث” العمري ينتظر نتائج بعد 8 أشهر.. العيد يشرح البرامج التحولية.. الأحمد والصالح تفصّلان الخدمة
صفوى: حسن الخلف
تحرير: أمل سعيد
بدءاً من اليوم الخميس؛ أطلقت عيادة السمنة والتغذية نشاطها في مركز صحي صفوى، الواقع في طريق علي بن أبي طالب شمال المدينة.
الافتتاح تمّ برعاية المدير التنفيذي لقطاع الوسطى الدكتور حمد محمد العمري ومدير الرعاية الأولية وصحة المجتمع في الشبكة الطرفية الدكتور أحمد جعفر العيد، وبشراكة مجتمعية مع الأندية الرياضية لتعزيز جودة الحياة.
ووقت خاطب الدكتور العمري الحضور بقوله “نحن ندعمكم وندعم التحول في هذه المرحلة، وبإذن الله ينعكس ذلك على المرضى في المراكز الأولية وفي القطاع بشكل عام”، وأضاف “أنتم في مرحلة دقيقة ونريد أن نرى أثر ذلك على المرضى، ونريد أن تخبرونا بعد 6 أو 8 أشهر مقدار استفادة المرضى من العيادة، ومقدار التحول والتغيير”.
وفي المناسبة ذاتها قال الدكتور العيد “نحن اليوم فرحون بافتتاح العيادة الأولى المتخصصة ضمن شبكة الخدمات الصحية الطرفية بتجمع الشرقية الصحي، وهي عيادة متخصصة بعلاج السمنة، وتنظيم مسار العناية بحالات زيادة الوزن ما بين المجتمع من جهة والرعاية الأولية والثانوية والرعاية الثالثة المتخصصة من جهة أخرى، بوضع خطط مدروسة علمياً، ومتابعة على المدى البعيد لكل حالة على حدة”.
وأكمل “هذا العنصر يتفق مع رؤية المملكة 2030 وضمن مجموعة من البرامج منها برنامج جودة الحياة، والبرامج التحولية لدى وزارة الصحة والتي تهدف إلى مجموعة كبيرة من العناصر تصب في مصلحة الإنسان في هذا الوطن سواء كان من المواطنين أو المقيمين، على رأسها رفع طموح معدل حياة الإنسان إلى 80 سنة مقارنة بـ 74 في الوقت الحالي، وهذا يتطلب مجموعة من الأمور منها جوانب غذائية، وجوانب حركية، وجوانب أخرى لها علاقة بالصحة والأمن وأمور أخرى متعلقة بجودة حياة الإنسان في مختلف أطيافها”.
وأضاف العيد “عندما نتكلم عن البرامج التحولية نعرفها بأنها برامج أضافت سهولة الوصول إلى هذه الخدمات من قبل المواطن والمقيم، تمكن الفرد من الوصول إلى الخدمة والانتفاع بها وقبل ذلك من المعرفة الكاملة بجميع الأدوات التي يمكنه استخدامها من خلال النظم الموجودة في البلد”.
علاج السمنة
وعن طرق علاج السمنة قال العيد “كثير من الأشخاص يجرب بعض الأنظمة الصحية التي يتعرف عليها من خلال (السوشيال ميديا) أو من خلال بعض المعارف والأقارب ويعرّض نفسه إلى آثار سلبية كثيرة، إما بارتداد الوزن أو الإصابة بأمراض في الجهاز الهضمي، أو تؤثر على صحته بشكل عام، ونحن هنا نهدف إلى زرع بذرة من التوعية أولاً، ثم إخبار الأشخاص أن هناك عيادة متخصصة بها أكفاء يقدمون النصح والبرامج المتخصصة لكل فرد، لا تُنسخ إلى الأشخاص الآخرين، كما أن العمليات التي تكلف المبالغ الطائلة ممكن تقديمها من خلال هذا النظام تحت إشراف مختصين من القطاع الأوسط وفي قطاع صفوى بهذه العيادة، وبإذن الله خلال الأشهر القادمة ستكون هناك مخرجات كبيرة نقارنها بما كان سابقاً”.
قياس السمنة
وتحدث العيد عن مدى انتشار السمنة في المجتمع وطرق قياسها “تقاس السمنة في جميع الدول عن طريق دراسة قطع عرضي، وأخذ مجموعة من السكان ودراسة معدل الكتلة، ثم تعميم هذا الرقم على بقعة جغرافية، فمثلا تأخذ منطقة معينة في المملكة بمختلف الأعمار والأجناس، كأن تأخذ 100 عينة وتحسب معدل كتلة الجسم لهم، فيكون هذا هو المعدل لسكان هذه المنطقة، ونلاحظ اختلاف كبير جداً خلال الـ10 والـ15 سنة الماضية بين المناطق، فبعض المناطق فيها معدل كتلة عالية، مثل المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية ومنطقة القصيم، وفي المقابل تجد معدلات هي الأكثر انخفاضاً كمنطقة جيزان والمناطق الجبلية والجنوبية”.
وأضاف “في بدايات التحول، عندما بدأنا بعمل دراسة تشريحية للمملكة سنة 2015/2016 لوضع استراتيجيات للتحول بدأنا نأخذ هذه المعلومات لصياغة ما يناسب سكان كل منطقة من ناحية تغذوية ومن ناحية أولويات البرامج، ووضع بعين الاعتبار حاجة هذه المنطقة، ووجدنا أن المناطق التي ترتفع فيها السمنة يرتفع فيها عاملين آخرين هما الإصابة بالأمراض المزمنة وكذلك الوفيات المرتبطة بالجهاز الدوري الدموي“.
الفئات الثلاث
ومن جهتها كشفت الدكتورة جوهرة الأحمد استشارية طب الأسرة ومنسقة العيادة عن طبيعة عمل العيادة بقولها “نستقبل الفئات المستهدفة، وهم المرضى الذين يعانون من السمنة، وستكون لهم متابعة في المراكز الصحية ومن ثم تحويلهم إلى العيادة، من عمر 18 سنة فما فوق لفئة البالغين، ويصنف مرضى السمنة إلى 3 فئات، الفئة الأولى هم من تكون كتلة الجسم عندهم من 30 إلى 35 وهي مرحلة السمنة الأولى، وهم الذين يعانون من فشل في نزول 5 إلى 10% من الوزن خلال متابعتهم مع المراكز الصحية.
الفئة الثانية التي نستقبلها، وتتراوح كتلة الجسم بين 35 إلى 40 وهم الذين تكون عندهم أحد الأمراض المزمنة، ويضاف إليهم كتلة 30 فما فوق ويعانون من عدم انتظام في مرض السكر.
الفئة الثالثة هم من تكون كتلة الجسم لديهم 40 فما فوق وهم فئة السمنة المفرطة، الدرجة الثالثة، ويتم استقبالهم، وسيكون لديهم فريق مختص بالتغذية العلاجية والطبيب المعالج، والممرضة، والمدرب الصحي، وستجرى لهم التحاليل اللازمة بعد أخذ التاريخ المرضي مع الفحص الشامل للمرضى، ومن ثم المتابعة معهم من 6 إلى 9 أشهر لتقييم استعدادهم النفسي ومدى التزامهم بنمط الحياة الجديد من تغذية صحية ونشاط رياضي، كما نعمل على تثقيفهم وتحفيزهم من أجل إنقاص الوزن.
وفي حال عدم الإستجابة يتم التواصل مع عيادات جراحة السمنة لأخذ الإجراءات اللازمة بعد مشاورة المريض، ورغبته”.
وأوضحت الأحمد “مبدئياً نعمل للمريض التحاليل، ثم تُجرى له الأشعة والمناظير، والمريض قد يتأخر في عملية المنظار، بسبب نقص أطباء المناظير، فإذا كان عند المريض تأمين صحي فبالإمكان أن يجري عملية المنظار في مستشفى خاص ثم يعود ليكمل العلاج في المستشفى”، وأضافت “التقييم النفسي مهم جداً بالنسبة للمريض كي نعرف هل سيتابع بعد العملية أم لا، فإذا كان لن يتابع فسوف تكون عنده صعوبة كبيرة، وهذا بناء على كلام المستشارين المختصين وتجاربهم مع الحالات الكثيرة، حيث يعتبر ذلك فشلاً للعملية، إذ أنها أنها تعتبر مساعدة، وماهي إلا خطوة أولى فقط في العلاج”
عمل العيادة
وبحسب الأحمد فإنه يتم تحويل المرضى من المراكز الصحية، ولحد الآن لا توجد أيقونة حجز للمرضى عن طريق (موعد)، ولكن يتم تحويل المريض من أي مركز صحي تابع له ويدخل مسار عيادة السمنة، الذي يبدأ في المراكز الصحية، وتعتبر هي المرحلة الثالثة بعد أن يمر على المركز الصحي ويتابع فيه لمدة 6 أشهر ولا يصل إلى نتيجة، فيحول إلى مسار عيادة السمنة.
وقالت اختصاصية التغذية فاطمة الصالح “يجب معرفة حال المريض، ونظام حياته هل يمارس نشاط رياضي يومي أم لا، هل عنده مشاكل صحية معينة، أو أمراض مزمنة، هل عنده حساسية من بعض أنواع الطعام هذه الأشياء يجب أن نأخذها بعين الاعتبار من خلال النموذج الخاص بالتقييم، بعد ذلك نحسب سعراته الحرارية التي يحتاجها في اليوم، ويتم تعديل الحمية بناء على اقتراحات المريض إذا كان ذلك ممكناً، ونظامنا الغذائي هو النظام المعتمد عالمياً، وهو حساب السعرات الحرارية”، وأضافت “وهنا سنشرح للمريض بعض الإرشادات الغذائية المبسطة، بحيث يمكنه اتباعها، لكن ذلك لا يغني عن الذهاب إلى عيادة التغذية، ليعمل له تقييم آخر، وهو التقييم الغذائي الخاص بنا، بعد معرفة علاماته الحيوية، والطول والوزن، ومحيط الخصر، نتكلم مع المريض عن سلوكياته الغذائية كاملة، لمعرفة أكله وحركته وعمله”.