القتل “تعزيراً” لقاتل صديقه بالبنزين

القطيف: صُبرة

مازالت جريمة إقدام مواطن سعودي على إحراق صديقه في جدة، حديث الأوساط الاجتماعية في المملكة، خاصة بعد نشر تفاصيل الحادث، التي قام فيها الجاني قبل نحو شهر ونصف الشهر، بربط صديق عمره بندر القرهدي في سيارته، وسكب البنزين عليه وإشعال النار فيه وفي سيارته.

وزاد من اهتمام الشارع السعودي بالجريمة، ما كشفت عنه مصار صحافية اليوم (الخميس) عن صدور حكم بالقتل “تعزيراً” على الجاني.

وبمجرد انتشار معلومات عن حكم المحكمة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات التي ركزت على الحكم، وتناول مغردون كُثر التعليق على الجريمة، وما شهده من وحشية في تفاصيله، متسائلين “كيف يتخلص رجل من صديقه بهذه الطريقة اللإنسانية؟”.

ديسمبر الماضي

وكانت شرطة محافظة جدة ألقت القبض نهاية شهر ديسمبر الماضي، على الجاني، لإضرامه النار في سيارة صديقه وهو بداخلها، ما أدى إلى وفاته متأثراً بحروقه. وأرجعت المصادر الصحافية، ومن بينها “عكاظ” الواقعة إلى خلاف سابق بينهما.

وأوضح القاضي السابق في محكمة جدة الجزائية الشيخ الدكتور يوسف الغامدي أن هناك خلطاً بين القتل حداً أو تعزيراً أو قصاصاً لدى الكثير. وقال “القصاص من الناحية الفقهية هو مجازاة الجاني بمثل فعله، فيما الحد عقوبة مقدرة شرعاً لا يجوز إسقاطها متى توفرت شروط إقامتها ولم تكن هناك شبه تدور بها، أما التعزير فهو عقوبة غير مقدرة في معصية لا حد فيها ولا كفارة”.

القتل قصاصاً

وأضاف الغامدي «الجاني قد يقتل قصاصاً أو حداً أو تعزيراً، سواء بالسيف أو الرصاص، فعندما يقتل الجاني شخصاً ويحكم عليه بالقتل بعد توفر الشروط فإنه يكون محكوماً بالقتل قصاصاً، وعندما يقطع جان آخر مثلاً الطريق لأخذ المال أو يغتال أحداً ينزل فعله على أنه حرابة ويحكم عليه بالقتل لأجل ذلك الفعل، يكون قتله هنا حدّاً كون الحرابة من الحدود الشرعية وعقوبتها مقدرة شرعاً، وعندما يهرب الجاني مخدرات وتثبت عليه هذه الجريمة ويحكم عليه بالقتل فإن قتله هنا يكون تعزيراً، وعقوبة قتل المهرب يراها ولي الأمر قطعاً لدابر المخدرات وما تسببه من آثار مدمرة».

واختتم الشيخ الغامدي تعليقه موضحاً: «هناك فرق بين هذه الأنواع بأن المحكوم عليه بالقتل قصاصاً لا أحد يملك العفو عنه سوى ورثة الدم، والمحكوم عليه بالقتل تعزيراً لا أحد يملك العفو عنه سوى ولي الأمر، أما المحكوم عليه بالقتل حداً فلا يملك أحد العفو عنه كونه عقوبة حدية مقدرة».

سكب البنزين

وأبدى الناشط فالح بن صقر سعادته بحكم المحكمة، وتساءل في تغريدته “هل عرفتموه؟.. هذا الذي ربط صديق عمره في سيارته، وسكب عليه البنزين، وأشعل فيه وفي سيارته النار حقداً وغلاً في جريمه هزت المجتمع السعودي مم ادنا لأقصاه”.

وتابع “اليوم الحكم على الجاني (بركات) قاتل بندر القرهدي بالقصاص تعزيرا..والحمدلله رب العالمين”.

التعليق شعراً

وعلق يحي رياني على الحادث بأبيات شعر قال فيها:

رحمه الله مؤلمة للقلوب غدر الأصحاب

ماهزهم صوتٌ ينادي أنا أخوكْ

 لاعاشَ من بعد اغتيالك قاتلوكْ

 قد أحرقوا قلبَ الجميع بفعلهمْ

 سحقا لهمْ إذ أحرقوها وأحرقوكْ

 وتركتَ في هذا المصاب رسالةً

 كل الحقارةِ أصدقاءٌ يغدروكْ

الكلمات الأخيرة

وقال مغرد أطلق على نفسه inzaghi_alsuwiq قائلاً “الكلمات الأخيرة من بندر القرهدي توجع،

ياعيال قولو انا ايش سويت..

وصل الحال إلى ان الشخص يعاقب ولايدري لماذا عوقب، ويأتي زمان يكثر فيه الهرج (القتل) لايدري المقتول لماذا قتل..(بأي ذنبٍ قتلت)

رحمك الله يابندر نسأل الله أن يجعلك في منزلة الشهداء يارب

حسبى الله ونعم الوكيل”.

بشاعة الجريمة

وفي تغريدته، قال الناشط جمال النهري  “القضية ماتحتاج محامي ادعاء.. فقط النائب العام يطلب حكم الإعدام للقاتل لبشاعة الجريمة وانتهى.

والحكم بالتعزير، يعني حتى لو تنازل أهل الدم، ينفذ الحكم، ولولي الأمر (الحاكم) وحده هو حق الإعفاء.

أسأل الله أن يبرد قلبك وقلب أم بندر القرهدي ومن يحبه”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×