رائد الجشي يترجم “بعد المعركة” للشاعر الباكستاني حارث حليق قصيدة عن الحسين وقربة العباس
حذارِ
أيها الجنود
المقيدون بالأوامر
الماضون إلى الأبد وفق الأنظمة
حذارِ
لقد حلّ المساء
على جثث الأحرار
حذارِ
وانتم تلتقطون قربة الماء الفارغة
من الرمال المحروقة
خيوطها الممزقة
خدشت بشدة منكب العباس
جافة من الداخل
رَطِبٌ غلافها الخارجي
من عرقه
قُضِمَ حزام جلدها
كان يمسكها بأسنانه
حذارِ
عند لف رايته
بها بقع
من دم ممزوج بالترب
دم ابن
أبي تراب
حذارِ
ممن تركوا وراءهم
النساء المنتحبات
والأطفال اليتامى
لقد صفعتموهم
شفاههم الذابلة ستتصدع
خدودهم المتورمة ستستحيل الى كدمات
حذارِ
وأنتم تفصلون الرؤوس من الأجساد
خذو معكم احدّ الفؤوس
والسكاكين والسيوف
حبالهم الشوكية
أصلب من الفولاذ
حتى وهم موتى
حذارِ
وأنتم تحملون الرؤوس
على رماحكم
لا تحدقوا بأعينهم
ولو للمحة واحدة
سيحطمكم
الحب
وهذا ليس وقته الآن
حذارِ
إن ابن زياد
يعبث في رأس الحسين
بعصيّكم
رسول الله
مسح على هذا الحاجب
مسّد هذا الشعر
وقبل هذا الوجه
حارث خليق
أديب باكستاني معاصر مؤلف لثمان مجموعات شعرية. فاز بجائزة “ال يو بي إل” للأدب الرفيع في شعر الأردو. وهو أيضًا كاتب مقالات صحفية مميزة باللغة الإنجليزية. تَغيرَ نمطُ كتابته مع ازدياد وتيرة العنف والحروب في السنوات الماضية. آخر إصدارته بالإنجليزية كتاب “أوراق قرمزية ” من إصدارات جامعة هارفرد.