[كانت مدرسة 6] بيت الشخِل.. لملم طلّاب حلة محيش من القرى المجاورة قصص عمرها 30 سنة لطلّاب ومعلمين.. وإيجار مبنى بـ 100 ألف ريال

من غرف ضيّقة بدأت حياتهم مع الطباشير والكراريس.. وفي الدروب الترابية ساروا على أقدامهم إلى مدارس بعيدة، تحت حرّ الشمس، ووابل المطر. بعضهم حفاة، بلا تذمّر ولا تأفّف. درسوا وحصّلوا ونجحوا، وأصبحوا على ما أصبحوا عليه، مشاركين في بناء وطنهم وخدمة مجتمعهم.

هذه هي القصة التي تسردها صُبرة بالتفصيل من ذاكرة ناجحين بدأوا حياة المدرسة في ظروف لم تكن متوفرة كما الآن. طلاب درس بعضهم في السطوح، وتلقّوا دروس الحصص مبللين، وعادوا إلى منازلهم جائعين منهكين.. ومع ذلك؛ ثابروا وثابروا.

كانت مدرسة“.. تلك هي القصة التي تعود إليها “صُبرة” مع الطلاب والمعلمين، في مدن القطيف وقراها، عبر سلسلة من التقارير الصحافية النابشة للذاكرة، والمُشيرة إلى الحاضر.. والمستقبل..

قصصنا تبدأ مع احتفال العالم باليوم العالمي للتعليم، الموافق 24 يناير من كل عام، وتتسلسل حلقات القصة، يومياً مع مبنى ـ أو مكان ـ كان مدرسة يوماً ما..

———–

مهدي الشخل

القطيف: شذى المرزوق

في حلة محيش، وتحديداً في الشارع العام، يختزن بيت الشخل بأعمدته العالية وواجهته الزجاجية، ذكريات عمرها 30 عاماً، أبطالها المئات من أهالي القرية، بين معلم وإداري وطالب، قضوا فيه أوقاتاً طويلة، عندما كان البيت مدرسة مستأجرة لطلاب المرحلة المتوسطة.

ولوهلة، كنا نعتقد انه من الصعب الخروج بقصص متكاملة الأحداث من هؤلاء، ولكن الحصيلة التي خرجت بها “صُبرة” كانت مُذهلة، عندما استرجع هؤلاء ذكريات قديمة، وكأنها “طازجة” حدثت بالأمس، وكانت مذهلةً أكثر عندما أجمعوا أن الدراسة في هذا البيت كانت ممتعة ومفيدة، بدا معها المنزل، وكأنه مدرسة نموذجية مزودة بكل الإمكانات اللازمة.

تحويل منزل الشخل إلى مدرسة، لم يكن الوحيد من نوعه في القطيف، وإنما كان ضمن منازل عدة، ارتدت حلة التعليم، وتحولت غرفها إلى فصول دراسية، وأفنيتها إلى ملاعب وساحات، يقضي فيها الطلاب والطالبات وقت الفسحة في اللعب والمرح، وذلك بعدما ضاقت المدارس الحكومية على قلتها ـ آنذاك ـ بالطلاب، وكان لابد من حل من خارج الصندوق.

مبنى بيت الشخل

وحتى يومنا هذا، مازال بيت الشخل شاهد عيان، على مسيرة التعليم في القطيف، لا يدرك قيمته إلا من عاصروه وهو مدرسة، تخرج فيها الطلاب الذين يتبوؤن اليوم مناصب عدة في القطيف وخارجها.

  التكدس السكاني

وتجسدت ظاهرة التكدس السكاني في القطيف، وتحديداً في القرى الزراعية الصغيرة، ومنها الجارودية، الملاحة، حلة محيش، وأم الحمام، واستشعر البعض وقتها أن من واجبهم أن يفتحوا أبواب منازلهم لتكون مدارس تستوعب طلاب المحافظة لحين افتتاح مبانٍ لمدارس نظامية.

وفي حلة محيش، كان بيت مهدي الشخل نموذجاً بين نماذج عدة، يفتح أبوابه للطلبة، فيما سبقه منزل موسى اليوسف، وبعده منزل مسلم البوري، وأقدم منهما كان بيت العمدة إبراهيم العجيان، الذي تخصص لتعليم المرحلة الابتدائية، هذا عدا البيوت التي ضمت الفتيات كذلك، فيما كان أبناء البلدة موزعين بين مدارس الجارودية، وأم الحمام، والحلة ذاتها. وأعفت هذه البيوت المستأجرة في الحلة الطلاب من قطع مسافات طويلة لتلقي التعليم في المدارس في القرى المجاورة.
مدخل البيت حالياً

حنين الذاكرة

لم يكن منزل الشخل الذي لايزال صامداً حتى اليوم في زاوية الشارع العام، في نظر طلابه مجرد منزل تحول إلى مدرسة، بقدر ما كانوا يرونه “مدرسة نموذجية” على حد تعبير بعض الطلاب الذين التقتهم “صُبرة” ممن تلقوا تعليمهم للمرحلة المتوسطة فيه، إذ تختزن ذاكرتهم الكثير والكثير من الذكريات.

من ذلك، ما يرويه معلم الرياضيات في ثانوية الجارودية صادق الباقر، وهو أحد تلاميذ البيت “انضممت إلى المدرسة تلميذاً في الفصول الثلاثة للمرحلة المتوسطة، وكانت المدرسة حينذاك تحت إدارة السيد هادي السادة، وهو أحد أبرز الإداريين الذين فرضوا احترامهم ومحبتهم في قلوب من انتسب لهذه المدرسة معلماً كان أم طالباً”.

ويقول “كنت ومثلي كثيرون، نرى في السادة مديراً مُحنكاً طيباً ومتعاوناً، خدم المدرسة ومن فيها بشكل كبير، ومرت السنون”.

صادق الباقر

ويتابع “تخرجت في هذا البيت، والتحقت بمدرسة البرهان الثانوية، ومنها إلى الجامعة، التي تخرجت فيها عام 1420هـ، ثم التحقت بعدها معلماً لمادة الرياضيات في ثانوية الجارودية، تحت إدارة السيد هادي السادة لمدة 6 سنوات، وصادف أن يكون السادة مديري وأنا تلميذ، ثم مديري وأنا معلم، وكنا نستحضر معاً سنوات من عمر مضى بين مدرسة وأخرى، حتى افتتاح مدرسة البرهان الثانوية، ثم مجمع المدارس لجميع المراحل في حلة محيش”.

شهران في الثانوية

ويقفز الباقر إلى مرحلة أخرى قائلاً “تلقيت تعليمي المتوسط في بيت مهدي الشخل، وبدلاً من أن أتخرج فيه، وأنتقل إلى مدرسة ثانوية في إحدى القرى المجاورة، عدتُ إليه من جديد، لأتلقى التعليم الثانوي فيه لمدة شهرين تقريباً، قضيتهما في فترة إعداد لمدرسة البرهان الثانوية في الحلة، التي التحقنا بها لاحقاً في دوام مسائي، حيث يستقبل البيت الطلبة صباحاً للمرحلة المتوسطة، ومساءً للثانوية”.

وجوه من الذاكرة

واسترجع الباقر بعض الوجوه في ذاكرته عن تلك المرحلة، عندما كان عمره يتراوح بين 13و15 عاماً. وقال “منهم معلم اللغة العربية عدنان أبو المكارم، وأخوه معلم التاريخ محمد أبو المكارم، ومعلم العلوم من محافظة الأحساء علي المبارك، ومعلم الرياضيات عبدالرؤوف المدن، وهو من سكان بلدة الجارودية، والمعلم عباس المصطفى من تاروت (دخل المحدود)، ومن أم الحمام معلم اللغة الانجليزية سلمان الزاير، فيما كان الوكيل هو جعفر الأمين”.

طبيب الأسنان

من بين ممن تخرجوا في هذا البيت، الذي استمر في مهمة التعليم قرابة 13 عاماً، طبيب الأسنان في مركز طب الأسنان التخصصي في الدمام علي الدمستاني، وهو أيضاً ناشط اجتماعي، وعضو مؤسس لجمعية التنمية الأهلية في حلة محيش، ومهتم بالمجال الإعلامي.

على الدمستاني

ويعود الدمستاني بالذاكرة لتلك المرحلة، بداية من انضمامه إلى الدفعة التي ضمت زميله صادق الباقر، حيث تعلما معاً في الفصول الثلاثة للمرحلة المتوسطة، وشهرين بدوام مسائي للمرحلة الثانوية، وبين المتوسطة والثانوية، انتقل علي الدمستاني إلى مدرسة أم الحمام، التي لم يمكث فيها طويلاً، حتى عاد إلى بيت الشخل للدراسة الثانوية، حتى انتقل إلى مدرسة البرهان الثانوية، على العكس من أخيه محمد الدمستاني، الذي تنقل بين الجارودية وأم الحمام.

وقال علي “كانت القرى قريبة من بعضها، لدرجة التنقل بينها على الأقدام، فيما كان البعض يذهب إلى المدارس بالحافلات المدرسية التي تمر في محطات بالحلة”.

مدرسة نموذجية

وعن تفاصيل مبنى المدرسة، قال علي “يضم دورين للدراسة، بهما على ما أتذكر من 8 إلى 10 فصول دراسية، عدا غرف الإدارة”. وقال “رغم أنه بيت، إلا أنه كان بيئة تعليم نموذجية، لاتقل كفاءة وامكانات عن المدارس في المباني الحكومية، وكان مديرها هادي السادة، صاحب شخصية صارمة ومنضبطة”.

موظف أرامكو

وإذا كان الدمستاني والباقر قد درسا جميع سنوات المرحلة المتوسطة في بيت الشخل، فقد درس قبلهما موظف شركة أرامكو مصطفى الشعلة، وأخوه لوالده ماجد الشعلة موظف مركز التدريب في الهيئة الملكية لتحلية المياه في الجبيل، وهما ممن التحقوا ببيت الشخل للدراسة في الصفين الأول والثاني المتوسطين، وغادرا المنزل لاكتظاظه بالطلاب قبل دراسة الصف الثالث. وكان مصطفى وماجد متقاربين في العمر ومتلازمين في الدراسة بمختلف المراحل.

وبحسب ما ذكر مصطفى “درسنا الصفين الأول والثاني فقط، ثم انتقلنا إلى مدرسة البحتري في بلدة أم الحمام، التي تقع جنوب الحلة، واستكملنا فيها دراسة المرحلة المتوسطة”.

وتابع “بيت الشخل ضم كذلك أخي الأصغر عدنان الشعلة، وهو اختصاصي فني في إحدى شركات القطاع الخاص”.

توقيع المدير

ومما تسترجعه ذاكرة الشعلة أيضاً، توقيع مدير المدرسة هادي السادة. وقال “كان توقيعاً مميزاً في خطوطه ومنحنياته لفت انتباهي، وكان عمري آنذاك 14 عاماً، وبقي هذا التوقيع في ذاكرتي، وحاولت تقليده مرات عدة”.

مصطفى الشعلة

وتابع “بالتأكيد لا أنسى وزملائي احترامنا ومحبتنا الكبيرة لمعلم مادة الرياضيات عباس المصطفى، الذي كان قريباً من تلاميذه ومحبوباً بينهم، وأتذكر أنه كان غالباً ما يذهب للجلوس في  قطعة أرض صغيرة، تقع خلف المنزل لتدخين سيجارته، ولكنه مع ذلك، كان يحثنا على القدوم إليه، وطرح أي استفسار أو طلب أي شرح لفقرة في الدرس، وكنا نجلس معه في زاوية الحديقة، ويقوم هو بشرح ما استعصى علينا، وبالفعل كانت تلك اللحظات ممتعة لا أنساها”.

المعلم الشاعر

وبجانب من سبق، كان معلم اللغة العربية في مدرسة جعفر الطيار الابتدائية في أم الحمام علي المادح، وهو من شعراء القطيف، أحد خريجي بيت الشخل، وكان ضمن الدفعة التي ضمت الشعلة.

وتعلم المادح الصفين الأول والثاني المتوسطين في البيت، قبل أن ينتقل إلى متوسطة البحتري في أم الحمام، ليكمل فيها المرحلة، ومنها ذهب إلى مدرسة البرهان الثانوية.

ولا يغيب عن ذاكرة المادح كيف كان يمضي في البيت وقته. ويقول “كنت أجلس في رحاب المدرسة وملعبها الخارجي الذي كان عبارة عن قطعة أرض زراعية ملاصقة للمنزل من الخلف، وقريبة من ملعب “الكوع”، التابع لبيت اليوسف الذي كان مدرسة سبقت بيت الشخل”.

ويواصل “كان الطلاب يمارسون الرياضة برفقة معلم الرياضة المحبوب، الذي كان يشاركهم الجري حول المدرسة، وحقيقة لا أتذكر اسم هذا المدرس، وإنما كان من عائلة المياد”.

زملاء المرحلة

علي المادح

ويبين المادح أن أغلب المعلمين في المدرسة كانوا من القطيف. ويقول “منهم المعلمان عدنان ومحمد أبا المكارم، ويتولى الإدارة فيهاهادي السادة، ووكيلها جعفر الأمين”.
ويتابع “لم تقتصر المدرسة على المعلمين السعوديين فحسب، وإنما ضمت أيضاً معلمين مقيمين، منهم معلم اللغة العربية، من الجنسية المصرية محمد الشريف ـ رحمه الله ـ، ومن الطلبة، أتذكر السيد رمزي الفلفل الذي عمل طبيباً، وحمزة الشعله ـ رحمه الله ـ وماجد الشعله، وعبد الواحد المهدود، ومحمد معتوق طلاق، وموسى الخميس ـ رحمه الله ـ وصادق الغاوي، وعيسى وموسى الجنبي اللذان التحقا بسلك التعليم”.

معلم بيت الشخل

ومن زاوية أخرى، تناول محمد أبو المكارم أحد معلمي البيت، ذكرياته في المدرسة بكثير من السعادة “كنت معلماً لمادتي التاريخ والتربية الوطنية، إضافة إلى أنني كنت رائداً للنشاط المدرسي، بدأت العمل في مدرسة حلة محيش (منزل مهدي الشخل) عام 1414هـ، ويرجع الفضل في ذلك إلى مدير المدرسة السيد هادي السادة، ومكثنا في بيت الشخل قرابة 13 سنة، حتى انتقلنا إلى مبنى حكومي في القرية نفسها، ولم نلتحق بأي مدرسة أخرى”.

ويصف أبو المكارم هذه الفترة بأنها كانت أفضل فترة تدريسية عاشها “لي في هذا البيت ذكريات كثيرة وجميلة، سواء مع الزملاء المعلمين أو الطلاب، لا يمكن أن أنساها”.

محمد أبو المكارم

ويقول عن المبنى “كان يحوي 10 فصول دراسية، وإدارة، وغرفة للوكيل، وغرفة للمعلمين، وصالة صغيرة، وملعب ترابي خارج البيت، ومع كونه منزلاً، إلا انه كان افضل فترة تدريسية لنا جميعا، وما زلنا نتذكره بين الحين والآخر، ونتذكر المعارض الفنية التي تقام فيه، إضافة إلى الأنشطة الرياضية والثقافية”.

ويعتصر أبو المكارم ذاكرته لاسترجاع أسماء الشخصيات في المدرسة، قائلاً “تعاقب على إدارتها هادي السادة، ونادر مهدي الزاير، وهاشم الهاشم، وعلي مبارك الخالدي، وفي قائمة الوكلاء، كان هناك جعفر منصور آل أمين، وحسن أحمد الزراع، أما الزملاء، فقد حظينا بوجود عباس المصطفى معلم الرياضيات، وسلمان الزاير معلم اللغة الانجليزية، وعبد الرؤوف المدن معلم الرياضيات، وحسين المسعود المرشد الطلابي”.

زملاء في الذاكرة

وتمتد ذاكرة أبو المكارم لما بعد انتقال المدرسة من بيت الشخل، إلى مبنى حكومي، ويقول عن هذه المرحلة “من الزملاء الذين انتقلوا معنا عدنان أبو المكارم، ومحمد علي الشيخ جعفر، وسلمان السعيد، وعلي الراشد، ومنصور آل خواهر، وخضر العيسى، وطاهر الجراش، وعيسى الشاوي، وعلي الموسى، كما لا ننسى الزملاء من مصر محمد شريف، وابراهيم الديب، ومسعد العزب، بجانب شموع المدرسة مهدي سياب (رحمه الله)، وعبد الباقي العرب”.

وتستعصي ذاكرة أبو المكارم أن تصل إلى أسماء الطلاب “أستطيع أن أؤكد أننا كسبنا حبهم وحب آبائهم قرابة 30 سنة مضت، ولذلك من الصعب أن أذكر أحداً دون الآخرين، ولكن يبقون جميعهم أحبة على قلبي”.

حكم شرعي

ووسط حديثه، يبتسم أبو المكارم فجأة، متذكراً موقفاً، وصفه بـ”الطريف” وقع له قبل الانتقال إلى المدرسة. وقال “طُلب مني مدير المدرسة السيد هادي السادة الانتقال إلى المدرسة، فقلت له كيف أكون في مدرسة فيها أخي عدنان، فوجه لي سؤالاً أدهشني وهو “هل هناك حكم شرعي يمنع ذلك؟”، وبالفعل انضممت لسلك التعليم، وتحديداً في ذات المدرسة، وفيما توجه أخي لتعليم اللغة العربية، كنت أنا معلماً لمادة التاريخ”.

من الذكريات التي لا ينساها أبو المكارم “كنا نجتمع كل أربعاء بعد انتهاء الدوام الرسمي، في نخل أبو علي سياب (رحمه الله) لتناول الغذاء في أجواء جميلة”، مضيفاً “كنا نحن المعلمين، نعمل وكأننا أسرة واحدة، وأتذكر أننا كنا نمضي وقتاً طويلاً في المدرسة لاستخراج النتائج النهائية للاختبارات، وأحياناً يمتد الوقت إلى آخر الليل”.

ولا تغفل ذاكرة أبو المكارم تفاصيل الانتقال من مبنى إلى آخر في مسيرته التعليمية. ويقول “كان التعليم للمرحلة المتوسطة ملحقاً بمدرسة الحلة الابتدائية، ومن ثم انتقلت إلى منزل أبو هشام اليوسف، وبعدها إلى منزل مهدي الشخل، وبعدها، أقيم المبنى الحكومي، وأصبح يضم أيضاً ثانوية البرهان”.

ويلخص أبو المكارم تجربته في مدرسة الشخل “لا أبالغ إذا قلت إنني أحببت التدريس في البيت المستأجر، فقد كان الطلاب يحبون مادة التاريخ، ويعشقون القصص والحوادث التاريخية، وكنا لا نشعر بالملل والضيق، وهذا الكلام ينطبق علينا وعلى الطلاب أيضاً”.

100 ألف ريال

وبذكريات مالك المنزل، يقول مهدي الشخل “فتحت أبواب بيتي لاستقبال الطلبة بعد فترة من تعليمهم في بيت اليوسف، وأتذكر أن مبلغ الايجار السنوي للمنزل آنذاك كان 100 ألف ريال”.
وأكمل “تعاقبت على البيت إدارات كثيرة، في فترة تتراوح بين 10 و13 عاماً، وتخرج في المنزل الكثير من أبناء القرية، كان من بينهم اثنان من أبنائي، هذا قبل أن تفتح المدارس النظامية في الحلة أبوابها، ويقفل البيت أبوابه، ويتم تحويله إلى منزل عائلي، يضم شققاً لأبنائي”.

ورغم مرور الأعوام، إلا أن بقايا المدرسة وعلاماتها مازالت باقية على منزل الشخل، ويظهر هذا في ساحة البيت التي كانت ملعباً للطلاب، وفضلاً عن دورات المياه الخارجية، والصالة الصغيرة التي ضمت معارض فنية ومشاريع ثقافية للطلاب.

ويعتز مهدي بفكرة استئجار المنزل للتعليم. ويقول “كان لزاماً أن يتبنى أحد من القرية فكرة احتضان الطلاب الذين كانوا موزعين في المدارس القريبة من القرى، فعلى امتداد الشارع الذي كان يقع فيه البيت، كانت هناك بيوت رغم قلتها سابقاً، إلا أنها لا تصلح لأن تستوعب عدداً كبيراً من الطلاب والطالبات، ولذلك كان لابد من التعاون من الأهالي وتسهيل تعليم الطلاب آنذاك، وبالتالي كان منزلي بين منازل عدة في الحلة، فتحت أبوابها للطلاب، وهو أمر أسعد أهالي الحلة وأسعدني”.

تعليق واحد

  1. فعلا أيام وذكريات جميلة
    لكنها لم تكن بأصعب من سابقتها
    ففي تلك الفترة وانا أحد من عاصرها
    كان بداية المرحلة الابتدائية في بيت
    العمدة (ابن عجيان) ولنا فيه ذكريات
    لاتنسى وخاصة وقت نزول المطر
    لكون المبنى متواضع جدا وفي الغالب يكون
    ذلك اليوم إجازة ينتظرها الطلاب
    أما المعاناة الاكثر عند الانتقال الى المرحلة
    المتوسطة وكان أغلب لطلاب يذهب
    إلى أم الحمام والدراسة كانت في بيت مستأجر (بيت الحايك) وهنا كانت تكمن الصعوبة لان في البداية لم تتوفر وسيلة مواصلات إلا مشيا على الاقدام أو بواسطة دراجات عادية أغلبها قديمة(مستعملة)
    وكانت الشوارع حينها اللي تربط الحلة بأم
    الحمام غير مسفلتة (شوارع مشروع الري والصرف وتسمى بالسدود وعند نزول المطر
    تتحول الى طين لاتستطيع المشي فيها
    وكان وقتها نضطر إلى الذهاب الى الشارع
    الوحيد والرئيسي وهو الشارع العام (عنك الدمام) ولم يكن إلا مسارا واحد مما يشكل خطراً على الطلاب عند العبور عليه
    وهنا لفتة وذكرى جميلة اتذكر للسير على الشارع العام كانت عدد الدراجات تقريبا ٤٥دراجة
    كانت شبيهة بالقطار بإعتبار الكل لازم يسير
    خلف الآخر لخطورة وصغر الشارع وبعد فترة لم تكن بالطويلة تم توفير حافلة حكومية (باص أصفر)

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×