ماذا تعني كلمة صُبرة..؟

“صُبرة” اصطلاحٌ زراعي انقرض بانقراض الحاجة إلى استعماله بين الفلاحين والمُلّاك في “تشغيل” البساتين.

“الصُّبرة” هي مجموع ما يسلّمه الفلاح القديم للمالك من قِلال التمر في نهاية موسم النخيل. أو لنقل هي مجموع ما يحصل عليه مالك البستان من الفلاح من قِلال التمر في نهاية الموسم. يتفق الطرفان على ذلك منذ بداية التعاقد. ولكل بُستان “صُبرته”.

هناك بستان صُبرته 500 قلة، وآخر 300 قلة، وثالث 1500 قلة.. حسب مساحة البستان وعدد نخيله.

وقد اخترنا هذا الاسم لأن كلمة “صُبرة” ترمز، في المفهوم الاجتماعيّ القديم، إلى مزيج من الثقة والالتزام والصبر. الثقة يمنحها مالك البستان فلّاحاً محترفاً يتولّى أمر بستانه، ويُنتج منه التمور على أنواع كثيرة.

والالتزام يحرص عليه الفلاح. والصبر يتبادله الطرفان. وفي نهاية الموسم؛ يُقدّم الفلّاح للمالك العدد الذي اتفقا عليه من قلّات التمر، ليحصد كلٌّ منهما ما هو حقٌّ له في شروط التعاقد.

هكذا اختزلت كلمة “صُبرة” كلّ هذه المداليل، لتكون عنواناً رئيساً لكل عقد تضمين (إيجار) بين مالك وفلاّح. كلا الطرفين يصبر، وكلاهما يثق، وكلاهما يلتزم.

يصبرُ المالك على الوقت وعلى إجراءات الفلّاح وطريقته في “تشغيل” الأرض، وفي النهاية يأخذ صُبرة بستانه صافية.

يصبر الفلّاح على شروط الطبيعة وتطلُّب الحرفة وصعوبات المواسم، لكنه في النهاية يحصل على ما يفيض عن الصُبرة من نتاج كدّه وتعبه في الأرض.

اخترنا اسم “صُبرة” للصحيفة تأسيساً على فهمنا لهذا الارتباط الإنساني القائم على ثلاثيّ الصبر، والثقة، والالتزام. خاصّة أن استعمال هذا المصطلح، وآلياته، لم يكن محصوراً في القطيف، بل هو شائعٌ على مستوى عريض في واحات المنطقة الشرقية السعودية وكثير من مناطق النخيل في المملكة، إضافةً إلى مملكة البحرين.

اخترنا اسم “صُبرة” لأنه ذو مداليل لا يمكن خنقها بحالة إقليمية أو مذهبية أو فئوية، أو حتى طبقية. حكم نظام “الصُّبرة” علاقة الإنسان بالإنسان، على أساس الشراكة والالتزام.

هذا ما يعنيه اسم “صُبرة” ببساطة.. اسمٌ من موروث الإنسان واتصاله بالأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×