ظلٌّ خفيف في القطيف.. مطار للحمير.. وفريق للقرود.. وآخر للأكراد و “لفّة” لإبليس وقرية للسوفييت روح الدعابة تولّد أسماء جغرافية ظريفة على مواقع صغيرة.. و "بدون زعل"

القطيف: صُبرة، خاصّ

على سبيل روح الدعابة التي تبحث عمّا يُحرك الضحكة والبسمة في المجتمع الصغير؛ تناثرت تسميات طريفة في بعض مدن القطيف وبلداتها، على ألسنة سكانها، للإشارة إلى أماكن بعينها. التسميات الطريفة أطلقها أبناء كلّ بلدة أنفسهم، دون تدخل أحد من خارجها، ولأسباب بعضها واضح، وبعضها غير واضح.

لكنّ الشهرة غلبت، واستقرّت، لدى عامة الناس، جدّاً أو هزلاً.. وفي هذا التقرير استعرض بعض المواقع التي اكتسبت تسمية غريبة..

في سنابس.. مطار للحمير…!

لدى السنابسيّين روح ساخرة، خفيفة، تتهكّم على الأمور بخفة وبساطة. والسنابسيون هم سُكان بلدة سنابس المستلقية على الشاطيء الشرقي من جزيرة تاروت في محافظة القطيف السعودية..!

سُخريتهم البشوشة منحت “مربط حمير” صفة “مَعْلَم” في البلدة البحرية. كان المربط مفتوحاً على طريق ضيقة تحاذي مسجد “الشيخ محمد”. وكان المارّة يشاهدون الحمير رابضة في ذلك المكان المنزويْ. ولكثرة ما كان المنظر ظريفاً أطلقوا على “المربط” اسم “مطار الحمير”..!

المنظر اختفى الآن، لكن الحمير كانت “متسدّحة” ببرود. ترمق الصغار بنظرات لا لغة فيها. بعضها سمين حدّ تدلّي لُحم رقابها، وانتفاخ كروشها. وقد اختفت الحمير، وبقيت الأرض جرداء. لكنّ السنابسيين لا يزالون يسمّون المكان “مطار الحمير”..!

لإبليس “لفّة” في صفوى…!

مرّت عقود طويلة، وما زال سكان صفوى لا يعرفون المكان إلا باسم “لَفّة إبليس”..! بدأ الاسم مزاحاً، ثم تحوّل جادّاً، ثم عاد مزاحاً. لكن إبليس ما زال “كامناً” في تفاصيل المكان اليومية، قادراً على الإيقاع بالمارّة في احتكاكات وصدامات عابرة.. هذه الاحتكاكات العابرة؛ كانت في سالف الأعوام صدامات دامية.. أحياناً..!

معظم الأحيان يبادر أحد السائقين إلى الرجوع نحو الخلف ليسمح للسائق الآخر بالعبور وينتهي الجدال.. هذا ما يقوله السيد هاشم الشرفا الذي يضيف “لكن في بعض الأحيان يرفض كلا السائقين التنازل والرجوع إلى الخلف، وهنا يأتي دور ” إبليس”  اللعين الذي يوسوس لكل منهما: لماذا أنت من ترجع للخلف..؟ اطلب منه هو أن يرجع، فيكون السائقان تحت إمرة إبليس، و يصل الأمر إلى أن ينزل السائقان من سيارتهما و يبدأ العراك بالأيدي و قد يصل الأمر بعض الأحيان لتدخل الشرطة”.

أكراد العوامية

وفي مجتمع العوامية حسٌّ أصيل في صناعة الوصف الساخر، واللاذع أحياناً. وبإمكان أيّ حدث أن يكون مخاضاً لولادة صفة ذات طابع تهكمي تلخّص طريقة نظرة الناس للأمر.

في التسعينيات الميلادية؛ شاع في بلدة العوامية وصف للمنطقة الشمالية منها، هو “الأكراد”، وسبب التسمية مجهول، ولكنه وُلدفي مناخ أحداث شمال العراق في تلك الفترة، بين الكتلة الكردية والكتلة العربية.

قرود.. وورد.. في القديح

وفي جارتها الجنوبية، بلدة القديح، التصق وصف “فريق القرود” بحيّ يقع في الشمال أيضاً. وُلد الوصف ـ أولاً ـ في أحاديث الصبية فيما بينهم. لكنّ سرعان ما كانت الإشارة إلى “الفريق/ الحي” علامة في البلدة كلها، وقد استمرّ ذلك لسنوات.

وفي السنوات الأخيرة؛ أوجد بعض سكان الحيّ حلّاً ذكياً لتغيير الاسم، فجاء اسم “فريق الورود”، للإشارة الحي.

التوبي.. السوفييت في القطيف

غرب مدينة القطيف تقع بلدة “التوبي” الريفية.. كانت قرية صغيرة جداً، وهذا الصغر المتناهي ولّد اسماً ظريفاً لها.. “السُّوفَيْتْ”، والمغزى هو مقارنة قرية صغيرة جداً بأكبر دولة في العالم “الاتحاد السوفييتي”. ومن ظُرف الانتشار حذف الناس الياء الثانية من كلمة “السوفييت”.

الأشدّ ظرافة؛ هو أن سكان القرية ـ التي تحوّلت إلى بلدة ـ لا يتحسسون من هذه التسمية، بل يتقبلونها باستلطاف، ويُشيرون إلى أنفسهم بها.

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انا أتعجب هل هذا الموضوع يخدم المجتمع
    وهل ان المواضيع التي تخدم المجتمع وتنهض به قد انتهت حتى يتسنى لكم كتابت موضوع لا يخدم المجتمع في شي بال قد يسئ الي المجتمعات المشار لها بدون قصد وتاخد عليهم بالفكاه وسخريه بدون علم حتى وان كان في الماضي هم مذكروا هذا الشيء فالي كل زمان ومكان عنوان ومثال لا يتناسب مع زمن ومكان اخر والسلام عليكم

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×