مواقف عابرة وآثار مهمة

مفيدة اللويف

 

مجرد مواقف بسيطة و كلمات عابرة لكن لها أثر

do you have change هل تملك فكة

have a nice day أتمنى لك يوماً سعيداً

take care انتبه لنفسك

هذه العبارات التحفيزية سمعتها ذات صباح من شخص لا يملك سكن ويسمى homeless، وبالرغم من أنه شخص يتسول فمن المتوقع أن يكون تعيساً إلا أن ملامحه كانت سعيدة جداً وهو يردد هذه العبارات بشكلٍ متواصل ويُسعد مَن حوله بكلماتٍ لا تُكلفهُ شيئاً، ولو لم يعطوه مايسأل من المال فقد كان مبتسماً طوال الوقت ويتمنى للجميع يوماً سعيداً، كان مجرد موقف لثوانٍ ولكنهُ تركني سعيدةً صباح ذلك اليوم.

وذات يومٍ كنت أنتظر في محطة الباص وجاء شخصٌ آخر من homeless وطلب أيضا مالاً بقوله Do you have change “هل لديك فكة” فقلت له بأدب أنني لا أملك المال، فأخرج له ولدٌ كان بقربي قطعة شوكولاتة من جيبهِ بدلاً من النقود فأخذها الرجل وفتحها وهو مبتسم وصافح الولد بأسلوب لطيف جداً وكأنه يمازحه وشكره وذهب وهو يأكل قطعة الشوكولاتة، لقد ترك أيضاً هذا الموقف أثراً في نفسي وصرتُ أفكر كيف أن هؤلاء الأشخاص سعداء جداً بالرغم من أنهم ينامون في الشارع و لا عمل لهم وملابسهم بالية!!!

أظن بأن البيئة و الناس المحيطة لهم دور كبير على نفوس تلك الأفراد فترى الفقير يبتسم بالرغم من الظروف القاسية التي يواجهها، والمريض تجده يضحك رغم معاناته، والعجوز الذي لايقوى على الحركة يخرج من بيته مبكراً ليتمشى بالسوق دون أي مساعدة و ابتسامته لاتفارق وجهه.

في المقابل فنحن نعيش في بيئةٍ عكس تلك تماما فقط نسمعُ فيها أناسٍ يرددون عبارات محبطة بإستمرار وقد تقودُكَ لليأس، مثلاً تُقدمين على وظيفة فيقولون حتماً لا يوجد وظائف!! حتماً لستي مؤهلة لتلك الوظيفة !!!

إننا دائما نسمع تلك العبارات المحبطة التي قد تدفعنا وأطفالنا للوراء بدلاً من التقدم والنجاح ولربما نحن كذلك نتعامل مع مثل تلك العبارات دون وعي؛ مثل أن نقول للطفل “أنت لافائدة منك”،  “أنت غبي”، “أنت لن تنجح”!!!

فترى أغلب الناس مُحبَطين ولايوجد لديهم أحلام أو أهداف معينة يعيشون من أجل تحقيقها،  ولربما تسمع عبارات من أطفال تدل على اليأس بالرغم أن الحياة أمامهم.

والدي العزيز كان يسميني منذ صغري ابنتي الدكتورة وكنت سعيدةً جداً و متحمسة دائماً في الدراسة بسبب تلك الكلمات التي كان لها أثر كبير في نفسي وهي من دفعتني لإكمال دراستي.

سأذكر لكم قصة صيدلانية عراقية، كانت تدعم أطفال مصابين بالسرطان، حيث كانت تقول بأن هؤلاء الأطفال محبطين في تلك المستشفى و يكررون دائما بأنهم سيموتون ولكنها عملت عملا رائعا فقد لونت المستشفى و أعطتها الحياة لدعم تلك الفئة من الأطفال، وكانت تدخل على كل طفل و تدعمه بأسلوبها التحفيزي الرائع؛ خصوصا الأطفال الذين يحتاجون عناية فائقة.

واختتم بتلك العبارات الرائعة التي قالتها تلك المرأة: “لو تيقنت من الموت ومنحك رب العالمين ساعة وحدة بس تعيش فيها لابد انك تستغل هالساعة بتحقيق حلم جديد وتأكد لو منحت الحب الكافي خلال هذي الساعة راح يكون كفيل أن يرجعك للحياة”.

أعزائي فلننظر لهذه الحياة بجميع الألوان ولنثق بالله تعالى ولنبذل جهدنا لتحقيق هدفٍ أو غايةٍ ولو كانَ صغيرا فمشوارُ الألف ميل يبدأُ بخطوة.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×