[شعر] عقيلة الربح: ذاكرةٌ في الوحي
عقيلة الربح |
أَبْلِغْ صَدَى الجُرحِ ما جفَّتْ قَصَائِدُهُ
إذْ أقْسمَ العَهدَ مِنْ دَرْبٍ فيُبصِرُهُ
أطْلِقْ هواهُ فَوجْهُ الصّبرِ نَافِلةٌ
تُحْيي الْوجُودَ على مَحْيَاهُ تُزْهِرُهُ
كَأَنَّهُ الْبَدْرُ حُسْنُ اللهِ يَعْصِمُهُ
والشّمْسُ شاحِبَةٌ تَاهَت فتُصْهِرُهُ
وفِتْيَةُ الليلِ نبضٌ مِنْ مَصَارِعهِم
عَرْشٌ كما الطّودِ أمْضَتْ فِيهِ تَنصرُهُ
تأْبَى الخنُوعَ بِذلٍّ ليْسَ تعْرِفُهُ
فالسيفُ إذ ماجَ بالإخفاقِ تُشْهِرُهُ
والخيلُ بالآهِ دلتْ في معَالِمُها
تواكِبُ الريحَ قدْ جاءتْ ستُخبرُهُ
تَشْكو بظلمِ على الآهاتِ تنْظِمُها
تُراقبُ الوصلَ نيلُ الحلمِ تعبرُهُ
قِنْدِيلُهُ الوحيُ وجهُ النُّورِ نُدبتُهُ
مَا أعْجبَ الدَّهرَ مِنْ شَوقٍ فيُظْهِرُهُ
هَلْ يَجْرُؤ الْمَوتُ مِنْ لُقْيَاهُ يدْفَعُهُ
ويُوغلُ السّهمُ ما في النحْرِ يشطُرُهُ
أم أنّ ذاكَ الذي مُدّتْ فضائِلُهُ
أحنى عليهِ بدمعِ الكونِ ينظُرُهُ
تَرَاقَصَ الْمَاءُ في كَفٍّ يَجُودُ بِها
ليُرْشِفَ النّهْرُ ما في الجُودِ يُمْطِرُهُ
ويسكبُ الهَمُّ ما في العمرِ مِنْ وجعٍ
يُلقَى إليهِ بصَبْرٍ كادَ يُنْهرُهُ
لو يَلْتَقِي الْمَوتُ بالأوصالِ تجْمَعُها
حدُّ النّهاياتِ عادتْ فيهِ تُحضِرُهُ
ما أقْسَمَ النبضُ مِنْ آفَاقِ نعمَتهِ
إلا ليُروى بدمعٍ كانَ يذكرُهُ
سرُّ الجلالِ وصوتٌ ذابَ في شجنٍ
ليعبرَ الكون ما في الروحِ يُشعرُهُ
تَواتَرَ النَّهجُ والإيهامُ منبعُهُ
ما الفِكْرٍُ إلا مداداً أنْتَ مصدرُهُ
تُسقي الحياةَ إذا ما مرَّها حزنٌ
سقيا على الصبرِ من مسعاكَ تؤثِرُهُ
ما أسبغَ الدهرَ في إيواء جنّتِهِ
إلايقيناً بجرحٍ منكَ تُجبِرُهُ
صلّى عليكَ نعيمُ الوحيِ مُنبثِقًا
عطرَ الصَّلاةِ بها قد باتَ مئزَرُهُ