ثلاث مرات تفتيش.. وأقول: شكراً

حبيب محمود

في العادة؛ أحتاج إلى 15 دقيقة بين القديح وصفوى. لكنني استغرقت قرابة 40 دقيقة قبل ليالٍ. والسبب هو زحام نقطتيْ تفتيش. ومنذ بداية شهر محرم؛ خضعت السيارة التي أستقلُّها إلى ثلاث مرّات من التفتيش. أولاها؛ حين سألني العسكري عن ملكية السيارة؛ فأجبت: إنها سيارة ابني؛ فطلب مني إيقاف السيارة جانباً، وبدأ التفتيش، لأعرف أن السيارة ملك ابني، ولكنها باسم أخته..!

في المرّات الثلاث؛ شعرتُ بامتنان حقيقي لرجال الأمن. وأعرفُ أنني ـ ربما ـ من كبار “المتحلطمين” من تفتيش سيارتي في النقاط. أتذكر أنني تذمّرتُ غير مرة من هذا الإجراء. لكنني في المرات الثلاث؛ شعرتُ بامتنانٍ، ولولا بعض التردُّد؛ لألقيتُ خُطبةً أمام كل رجل أمن استوقفني جانباً وفتّش بتدقيق مشدّد..

أشعرُ بامتنانٍ؛ لأنني ما زلت أتذكر “الدالوة”، وسيهات، والدمام، ومسقط رأسي القديح، حين استهدف الإرهابيون المواطنين الشيعة في مسجدين وحسينيتن. وأعرف بوضوح أن الجندي القادم من شمال البلاد، أو من جنوبها، أو من وسطها؛ لم يفتّشني إلا لأنه يعرف الدالوة وسيهات والقديح والدمام، مثلي.

وحين دخلت صفوى ليلة العاشر؛ وجدت 5 دوريات في محيط مسجد الرسول الأعظم في شارع الإمام علي. وأعرف أن هناك دورياتٍ أخرى منتشرة في محيط كثيرٍ من الحسينيات وحول أماكن تجمّع “المستمعة” و “المعزين”. وأظنُّ أنّ بإمكاني أن أقولها بصراحة: جنود سُنة موجودون لحماية الشيعة. لكن الأليَق والأجمل والأنقى؛ هو أن أقول: مواطنون يحمون مواطنين.. وهذا هو الطبيعي.. مواطن من الشمال أو الجنوب أو الغرب أو الوسط يحمي مواطناً من الشرق، وبإمكاننا تقديم الجهات كيفما نشاء؛ فالمحصّلة تؤول بنا إلى المعنى ذاته؛ معنى المواطنة، ومعنى الأمن.

حفظ الله بلادنا وقيادتنا وشعبنا من كل سوء.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×