البكاء رياضة وعلاج
نادر الخاطر |
أثبتت دراسات علمية في مركز “باويل رامسي” بأمريكا في ولاية مينيسوتا أن بعض الهرمونات تنزل مع البكاء العاطفي في تنظيف العين و ازالة الإرهاق من العين و الجسم كما أثبتت الدكتورة “جودف أورلوف” الأمريكية في كتابها “الحرية العاطفية” بأن الدموع تقتل البكتريا وتخفف من هرمونات الإجهاد في الجسم، وعملية البكاء كأنها تمرين رياضي للقلب؛ حيث يؤدي إلى انخفاض دقات القلب بعد التوقف عن البكاء فالدموع تحتوي على بروتينات و انزيمات لها منافع صحية.
أقامت جامعة جنوب ولاية فلوريدا الأميركية وجامعة تيلبيرغ الهولندية تجربة وذلك بأخذ عينة من الناس، قسم منهم تعرض للبكاء و القسم الثاني لم يبك، وكانت النتائج تحسن في المزاج بعد البكاء و تدهور في مزاج من امتنع عن البكاء.
فالدموع ربما تكون أداة في تقوية الإنسان للحق في قوله تعالى (إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) و أحيانا تكون مصدر لتخفيف الحزن في داخلك كما اشار القران (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون).
فالبكاء يخفف آلام النفس من الهموم وكذلك يكون علاج الى الجسم، فاليوم العالم يمارس هذه الرياضة النفسية بالبكاء على سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) كما قال الشاعر نزار قباني البكاء يقربه إلى الامام:
إن لم يـكن بين الحــسين وبـيـنـنـــا
نـسبٌ فـيـكـفـيـنا الـرثاء له نــسب
أما الـبـكاء فــذاك مــصـدر عـزنا
وبه نـواسـيـهـم ليـوم الـمنـقـلـب
نـبـكي على الــرأس المـــرتـل آيـة
والــرمح مـنـبـره وذاك هو العـجـب
نـبـكي على الثـغـر المـكـسـر ســنه
نـبكي على الجـسـد السـليب الـمُنتهـب
نـبـكي على خـدر الفــواطـم حــسرة
وعـلى الـشـبـيـبة قـطـعـوا إربـاً إرب
الجمال و الحسن الذاتي للبكاء هو السبب في بكاء يعقوب عليه السلام لسنوات على فراق ولده، ونحن اليوم في العاشر من محرم نمارس هذا الجمال، وذلك على رجل ارتبط مع الله بكُلّ كيانه وأقبل نحو الشهادة بجميع أهل بيته ليقدّم تلك القرابين في سبيل الله في أعظم شعائر الله، والبكاء عليه في مجالس العزاء إنّما تُعتبر تعظيماً لإحدى أعظم شعائر الله.