[شعر] حبيب محمود: مالي وماللحسين يا ولدي..؟!

حبيب محمود

مالي وماللحسين يا ولدي..؟!

ليس ابن عمّي، وليس من تلَدي..!

أسمعُ عنهُ، ولستُ أعرفهُ

إلا كما يذكرون في البلدِ..!

مقطّعاً بين شفرتَيْ جدَلٍ

مشرَّداً في مفاصلِ البدَدِ..!

مضرّجاً بالضبابِ، نبحثُ عن

جراحهِ، وهْيَ في دم الأبدِ..!

كيف أجلّيهِ، وهْوَ يمنعني

عنه..؟ ومن جاهليهِ مُعتقدي..!

سألتُ عن خيمة الحسين أبي

فلم يُزِحْ إصبعاً، ولم يُفِدِ..!

تأوّهَتْ دمعتاه، ثم مضى

نشيجُهُ، مثلَ جارهِ الجلِدِ..!

***

هل آمنَ المُحتفي بعشرتهِ..؟!

أم أهرقَ الوقتَ دونما رشَدِ..؟!

لستُ أجُيدُ الظنونَ عن كثبٍ

فكيف أُفتيكَ خَرصَ مبتعدِ..!

لو كان يومُ الحسين في زمنٍ

منا، لصرنا كتيبة الرَّصَد..!

وأسرَقَ النّاهبين نسوتَهُ

وأسبَقَ العابدين للمِـعَدِ…!

***

صوتُ اليزيدِينَ في منابرهِ

أشجنُ من والدٍ على ولدِ..!

ورملُ أطفالهِ، وقِربتُهُ

ونهرُ عبّاسهِ، يداً بيد..!

وبين عينيهِ سَهْمُ حرملةٍ

يبكي رضيعاً مفتَّتَ الكبدِ..!

أميَّةٌ، هاشمٌ، ونحن هنا

نبكي على قاتلٍ.. بلا قوَدِ..!!

تسريَلتْ صورة الحسين بنا

وعاش وجهُ الحسين في جسَدِ..!

واعتركت دمعةٌ بحُرقتِها

واعتصرت شجْوَها من المدَد..!

***

مالي وماللحسينِ..يا ولدي..؟!

مالي وماللحسينِ..يا ولدي..؟!

دعني؛ فإن الحسين في شجَني

وجهُ غريبٍ مضى.. بلا أحدِ..!

23 سبتمبر أيلول 2017

محرم 1439.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×