[مقال] جلال الجارودي: حظ جيد؟ أم حظ سيء؟
جلال الجارودي |
لعل أكثر ما يبعث على عدم الوعظ والنصيحة هو عدم التزام صاحبها بما يقول. ولكن كما نعلم فإن الأعمى يستطيع الإرشاد إلى الطريق لأنه حفظ وصفه ! فهذه قصة طريفة يستطيع كل منا إسقاطها على حاله وواقعه ..
جرت القصّة في كوريا .. وتحكي عن مزارعٍ مسنّ يعمل في مزرعته بمساعدة اثنين: ابنه، وحصانه الأثير. في يوم ما، كان الحصان، قد حلّ لجامه وانطلق عبر التّلال هاربًا من المزرعة. فاجتمع المزارعون حول صاحب المزرعة ليرْثوا حظّه السّيء، بينما اكتفى المزارع بتجاهل الأمر قائلاً: “حظٌّ جيدٌّ، حظُّ سيّء، من يعلم ؟”.
بعد أسبوع، عاد الحصان وبرفقته عدد من الخيول البرّية. فاجتمع أصدقاء المُزارع ليهنؤوه بحظه الرّائع، بينما اكتفى هو بترديد “حظّ جيّد، حظّ سيّء، من يعلم ؟”. كان المزارع يردد ذلك ويتجاهل المناسبة مهما كانت. في يومٍ ما، وبينما كانوا يهمّون بترويض الخيول، رفس أحدها ابنه بقوّة وكسر رجله. وكالعادة، اجتمع المزارعون ليلعنوا ذلك الحظّ السيّء الذي جعلهم يقومون بإيواء تلك الخيول، والمزارع مثل كل مرة، يردد: “حظّ جيّد، حظ سيء، من يعلم ؟”.
مضت أيام بعدها، وأتى الجيش الامبراطوري الكوريّ ليجنّدوا أبناء القرية الشّباب في المدفعية من أجل معركة قاسية، وتركوا ابن المزارع بسبب رجله المكسورة استنادًا إلى قانون ما. وبدلًا من أن يواجه الموت، بقي الولد مع أبيه المزارع. حظ جيد؟ أم حظ سيء؟