أبطال وإن لم يبلغوا المباراة النهائية
جمال الحمود
مستوى مشرف لأسود الأطلس نجوم المنتخب المغربي من بطولة كأس العالم بعد تحقيقهم لأول إنحاز تاريخي عربي ببلوغهم نصف النهائي. فقد أدى لاعبوا المنتخب أفضل مستوى في مبارياتهم وكانوا نداً قوياً وخصماً صلباً للفرق التي واجهوها ونالوا إعجاب الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج وأمتعوا هذه الجماهير بمستواهم.
وفي اعتقادي الشخصي ومن متابعة مجريات اللقاء فقد كانت فرصة فوز الأسود والظفر بنتيجة المباراة والتأهل للنهائي أكبر من فرصة الديوك، حيث كانوا الأكثر سيطرة واستحواذاً بل وإبقاء المنتخب الفرنسي تحت الضغط طوال الشوط الأول والذي ضاعت فيه على الأسود أكثر من فرصة للتسجيل.
وكانت الفرصة وحتى نهاية اللقاء قائمة، بل وكان من المتوقع أن يعدل الأبطال النتيجة ومن ثم الفوز والتأهل للمباراة النهائية، لكن كان للحظ كلمته ولأنانية اللاعب عبد الرزاق حمد الله دوراً في خسارة اللقاء نتيجة الاحتفاظ المبالغ فيه بالكرة خصوصاً داخل منطقة جزاء المنتخب الفرنسي عوضاً عن التمرير لأكثر من أربعة لاعبين من زملائه كانوا يتواجدون دائماً داخل خط الثمانية عشر للمنتخب الفرنسي في كل هجمة للمنتخب المغربي.
لكن وبأي حال لقد اكتسب أبطالنا الأسود احترام وحب كل الجماهير العربية ومتابعي المونديال حول العالم. كما وأنهم أيضاً حققوا إنجازاً آخر غير مسبوق بتوحيد الأمتين العربية والإسلامية في تشجيعهم لهم.
ولم يكن هذا فحسب بل إنهم والجمهور المغربي والجماهير العربية وجماهير بعض المتخبات الأخرى انتصروا لفلسطين الحبيبة من خلال رفع العلم الفلسطيني في كل لقاءاتهم دعماً وتأييداً لهذا الشعب المظلوم.
نعم لم يبلغ الأسود المباراة النهائية لكنهم بلغوا مرتبة تفوق الحصول على كأس البطولة وحجزوا لهم مكاناً في قلوب كل العرب والمتابعين للبطولة حيث بادرتهم الجماهير بالهتاف فرحاً بما قدموا والتصفيق لهم لأنهم أسعدوا هذه الجماهير وزرعوا في نفوسهم الفرح.
نبارك لأشقائنا في المغرب ونبارك لكل العرب هذا الإنجاز وهذا المستوى المشرف الذي منح هذه الأمة بريقاً، ورسم الفرحة بما حققه الأسود من خلال مشاركتهم في هذه البطولة