القرين.. رفيق الدرب.. محمد الماجد

شفيق العبادي

إلى رفيق الحرف والدرب الصديق محمد الماجد شاعراً وقريناً

1-

كان وحيداً

يغرسُ ظِلَّه في نهارٍ لا شمس لهُ

يلقي بحصاته لبركةٍ لا ماءَ فيها

يُسرجُ دروبه بمسافاتٍ لم تذقْ طعم جهاته

تطرقُ سمائَه غيومٌ خارجةٌ عن الأفق

كلَّما خلعَ قميصَ أسفاره قاذفاً بسنَّارته لاصطياد هدنةٍ مؤقتة

تصاعدَ إيقاعُها وكأنَّها حفلة زارٍ أفريقية

يُجبرُه على تهيئةِ جراره

2-

هكذا قرأتُه

منذُ أوَّل زهرةٍ ألقاها في حديقتي

كنتُ أغرفُ له موائدَ الحروف فيلتهمُها

يسكبُ لي أقداحَ الشعر فأستزيدُه

أحدِّقُ في عينيه فأراني أعومُ في امتداده الأزرق

أسألُه

هل ترى ما أرى؟

يجيبني

هل ترى ما أرى !

أفزعُ لوهلةٍ

وأُعيدُ تصويبَ بوصلتي مرةً أخرى

فأراه ما ثلاً بكاملِ بَرْقه وبَريقِه

كلما هوَّمتْ أسألتي أسرجَ تنُّورَها بحطبِ احتمالاتِه

فتنقدحُ شَهيَّتُها بألسنةِ الفضولِ لأبدأَ من جديد

كيف تَحسَّسْتَ مَزاجَ الريح ورهَنْتَ أشْرعتَها لرياحك

كيف أقنعتَ النهرَ أن يعبركَ مرتين

أن يأخذكَ بعيداً بعيداً

كيف لقَّنْتَ بوصلتَك أن تمخُرَ عُبابَ الجهات

نوارسَك أن تزفَّكَ ببشائرِ اليابسة

قمرَك أن يشُقَّ جدارَ الليل

3-

هكذا عرفتُه

كلما خانَني قمرٌ مدَّ ذراعيهِ لينتشلَ عتْمَتي

كلما تعثَّر بشمسٍ ألقيتُ له ظلي

كلما جفَّتْ خطواتُنا اصْطَدْنا غيمةً لنُعيدَها لبوصلةِ المطَرْ

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com