الشيخ يوسف المهدي لـ “صُبرة”: وضع الطعام للطيور في مقبرة صفوى “صدقة جارية” إطعام الحمام يجلب القطط.. والزوار يشيدون بالخدمات.. ولديهم ملاحظات
صفوى: أمل سعيد
وصف الشيخ يوسف المهدي وضع الطعام للطيور والحمام في مقبرة صفوى بأنه “من الصدقة الجارية”، مقارناً بين ما يفعله بعض زوّار المقبرة وبين زوار مقابر البقيع في المدينة المنورة، أو قبر الحمزة، عليه السلام.
كلام الشيخ المهدي؛ جاء ردّاً على سؤال لـ “صُبرة”؛ بعد انتشار ملاحظات في صفوى حول وضع أطعمة عند القبور، وجوانب المقبرة بهدف إطعام الطيور، طلبا للأجر والثواب، ولكنه تسبب في دخول القطط والكلاب إليها، حسب بعض الإفادات.. وبالتالي أنتج حالة من الخوف عند بعض الزائرين من تلك الحيوانات وكراهتهم لرؤيتها حول القبور.
وفي هذا التقرير وقفت “صبرة” على حقيقة الوضع في المقبرة في زيارة ميدانية استمرت ساعتين من النهار حاورت خلالها بعض الزوار، كما أخذت إفادة المسؤولين عن المقبرة..
تبتسم زينب عبدالوهاب آل عواد بعد سماع السؤال الموجه لها من “صُبرة” وتجيب بمنتهى التلقائية “نعم هناك من يضع طعاماً على القبور، وأنا منهم، وعادة يكون عبارة عن حبوب الشعير أو الرز، لكن ليس كما يصورون الموضوع، ويبالغون فيه، فلا طبيخ ولا لحوم ولا أسماك، إنما ننثر الحبوب الجافة والرز المطبوخ أحياناً على القبر لتلتقطه الطيور، وفي الغالب يأتي الحمام ليأكله”.
تضيف “وننوي فيما نفعل أن يكون صدقة جارية يُهدى ثوابها لروح المتوفى”.
وعن وجود القطط والكلاب تقول “وهذه أيضاً مبالغة، فلا وجود للكلاب، فأنا آتي باستمرار إلى المقبرة لزيارة والدي المتوفى قبل 40 سنة وأمي التي توفيت قبل سنتين، ولم أر كلباً قط”، وتستدرك فاطمة عبدالوهاب آل عواد على كلام أختها “نعم لم نر كلاباً، لكن (السنانير) تدخل المقبرة و(تحوس) أحيانا بين القبور، غير أن عددها قليل ولا نراها في كل مرة، وفي الغالب تبقى القطط على الممرات في جانبي المقبرة إلى حين خروج الزوار، فإذا قل الناس عند الغروب تتحرك بصورة أكبر”.
وعن الإصلاحات والتنظيمات التي تقوم بها إدارة المقبرة تقول آل عواد “الإصلاحات في المقبرة كبيرة، وكل زوار المقبرة لمسوا فوائدها، يكفي أننا كنا نحمل (أغراش) الماء من بداية المقبرة حتى نبلغ القبر، ولكم أن تتخيلوا مقدار التعب لزائر يحمل أكثر من قارورة للماء وحجم المشقة عليه، وغير ذلك من التسهيلات، فكل الشكر لهم على ذلك، وفي ميزان حسناتهم كل ما صنعوا”.
وتضيف زينب آل عواد “غير أن عندي ملاحظة مهمة أرجو أن ترفع لإدارة المقبرة:
في تخطيط القبور الجديدة نتمنى أن يتركوا مسافة متر على الأقل بين القبر والقبر الذي يليه، خاصة إذا كان القبر يزار، ولم يَدرُس، ليتمكن زواره من الجلوس بجانبه والدعاء له، كما نرجو أن يُراعىْ عند حفر القبر الجديد حرمة القبور المجاورة، فليس هيناً علينا أن نأتي لزيارة قبر أمي فنرى الحجارة التي وضعناها على حافة قبرها قد رميت، والأعظم أن نشاهد خطوات أرجل على قبرها، وهذا كله لأنهم حفروا قبراً بجانب قبرها”، تستدرك آل عواد “نعلم أن هذا تصرف فردي ممن جاءوا لحفر القبر، لكن يا حبذا التنبيه على حافري القبور بمراعاة ذلك مستقبلاً”.
أما هاشمية آل السيد حسين التي اعتادت أن تذهب فجر كل خميس إلى المقبرة فتقول “آتي إلى المقبرة منذ 10 سنوات لزيارة قبر والدي، وأمر على قبور أفراد عائلتي هناك، وصدقاً لم أصادف كلباً ولا مرة واحدة، علما بأني آتي مبكراً، قبل شروق الشمس، وقبل أن يكثر الناس في المقبرة، وسمعت كلاما كثيراً عن وجود القطط والكلاب والأطعمة، فأما القطط فنعم هي موجودة ونراها دائما، وأما الكلاب فغير صحيح، على الأقل بالنسبة لي، ولا أرى علاقة بين الحبوب التي ينثرها الناس ووجود القطط والكلاب، فلا أحد يحضر اللحوم أو الطعام المطبوخ الذي قد يجلب هذه الحيوانات”.
وأيدت زهراء آل دهيم كلام آل السيد حسين حول وجود حيوانات في المقبرة لكنها أثنت على إدارة المقبرة بخصوص التعديلات والإضافات التي أحدثتها فتقول “الشكر لإدارة المقبرة وللمسؤولين عنها عن كل ما عملوه لتسهيل الزيارة علينا، وإنشاء خدمات لا غنى عنها هناك، كتوفير مياه للشرب ودورات مياه منفصلة”.
من جهة أخرى يقول جابر عبدالله آل حمدان المشرف والمنسق والمتابع لشؤون المقبرة، رداً على الكلام المنتشر من دخول الكلاب والقطط إلى المقبرة “ربما تدخل القطط إلى المقبرة، وهذا شيء لا نستطيع التحكم فيه والسيطرة عليه، حيث إن بمقدور القطط أن تتسلق أسوار المقبرة وتدخل إليها، أما الكلاب فلا وجود لها، ولا سبيل تدخل من خلاله، فكل أبواب المقبرة مزودة بـ (دفاش) يعمل على إغلاق الباب بعد فتحه وبذلك نمنع الحيوانات من الدخول”.
يكمل “أما بالنسبة لفتات الخبز والرز والحبوب التي يضعها الناس على القبور فهذا شأن عام، فلا نحن نرى من الذي يضع هذا الطعام، ولا نستطيع منعه حتى لو عرفناه”، ويضيف آل حمدان “نحن نأمل من زوار المقبرة التعاون معنا، لنستطيع معاً المحافظة على نظافة المقبرة وجودة الخدمات المقدمة فيها، فإدارة المقبرة لم تقصّر في توفير سبل الراحة الممكنة، سواء في إنشاء دورات المياه بقسميها الرجالي والنسائي، وأيضاً إنشاء الممرات المرصوفة لتسهيل وصول الناس إلى أحبائهم وذويهم، إضافة إلى توزيع خزانات المياه في أماكن متعددة من المقبرة لرفع المشقة عنهم في نقل المياه، ووضع برادات لمياه الشرب بالقرب من البوابة الرئيسية، كما وضعنا حاوية كبيرة للنفايات في بداية المقبرة”.
يكمل “كل هذه الأمور من أجل راحة الناس، ولا أقل من شكر النعم لتدوم، فليس من اللائق بزائر أن يترك أوراق وقراطيس على الأرض، أو أن يترك حنفيات المياه مفتوحة، كما أننا زودنا بوابات المقبرة بـ “دفاشات” من أجل إغلاق الباب بعد الدخول أو الخروج فجدير بأخواننا الزوار أن يحققوا معنا ذلك لا أن يتعمدوا ترك الباب مفتوحاً”.
وكم نتمنى من الجميع التعاون حين ينتهون من زيارة قبور العزيز والعزيزة المساعدة في رفع كسارات من البلاستيك المتهالك والمتكسر جراء الشمس الحارقة، ويحتسبون أجر ذلك عند رب كريم .. صدقة لموتاهم والنتيجة نظافة ومنظر راقي و نظيف حيث يرقد أحبتنا.. ثقافة مجتمعية تتطلب التآزر والتعاون من الجميع، ولن تمر سوى اسابيع معدودة لتكون المقبرة أنظف وبشكل ملحوظ… دمتم بعين الله