[صفوى] 3 أبناء يتنافسون في منح أمهم “كُلية”.. ومعهم ابن شقيقها حسين الدخيل غادر المستشفى الليلة "ناقصاً" عضواً.. "زائداً" شرفاً

صفوى: أمل سعيد

3 أخوة، وابن خالهم، تسابقوا في عرض كُلاهم للتبرع بها لأم الثلاثة، وهي، أيضاً، عمة الرابع. تمنّى الأربعة أن يكون أحدهم صالحاً للتبرع، وإنهاء معاناة الأم التي أنهكها تعب مشاكل الكلى 12 سنة، ثم تدهور وضعها إلى أن ضعف عمل الكلية ووصل إلى مستوى 20% فقط من نشاطها.

الأخوة حسين، ويحيى، وأريج أبناء علي الدخيل الذين يعيشون في مدينة صفوى، ومعهم ابن الخال حسين عبدالله الدخيل.. هم المبادرون بالتبرع، وبعد خوض جولة في الفحوصات؛ جاء الاختبار على أحدهم، ففاز بشرف، دون أن يفوت الشرف شقيقيه، ولا ابن خالته.

الابن يحيى علي الدخيل

استمرت معاناة نزيهة الدخيل 12 سنة مع مشاكل الكلى والآلام التي لا تعرف هوادة، ولا تراعي وقتاً. ولم يدر بخَلَدْ الأم أن خَلاصها من تلك الأوجاع سيكون على يد فلذة كبدها. كانت نزيهة تراجع مستشفى القطيف المركزي، وقبل سنة من الآن أخبر الطبيب الأسرة بأن حالة الأم الصحية تسوء، وأنه لم يعد بمقدور الكلى القيام بعملها، ولابد أن تحصل على كلية بديلة أو أن تخضع لعملية غسيل كلوي دوري.

وحين تسابق الأولاد في بِرّ والدتهم، انضمّ إليهم ابن أخيها، لعلّه يستطيع كشف كربة عمته، وإنقاذها من أوجاعها.

يقول حسين علي الدخيل ابن المريضة “ذهبت أنا وأخي يحيى وأختي أريج وابن خالي حسين عبدالله الدخيل لعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة، وكنت أدعو الله أن يحصل التطابق مع أحدنا، لتعود إلى أمي عافيتها وتعود هي إلى سابق عهدها”.

ابن أخ المريضة حسين عبدالله الدخيل

جاءت نتائج الفحوصات لتنتخب حسين لينال شرف هذه المنحة، كان التطابق بين حسين ووالدته داعياً لأن يُسرّع الطبيب في إجراء العملية “سعدت كثيراً بأن منحني الله هذا الشرف، فمهما أعطينا أمهاتنا فعطاؤنا قليل مقابل كل ما بذلنه لنا”. وأضاف “قبل أسبوعين أخبرنا الطبيب بموعد العملية، وفي يوم الخميس الماضي دخلنا غرفة العمليات، في مستشفى الملك فهد التخصصي، وخرجنا بعد نجاحها إلى غرفة العناية المركزة حيث بقينا فيها لعدة ساعات، ولله الحمد والمنة نحن الآن بخير، أنا وأمي، وقد سُمح لي بالخروج من المستشفى هذه الليلة (مساء السبت)، أما أمي فقد حدد الطبيب يوم الاثنين موعداً لخروجها وعودتها لتنير بيتها”.

المتبرع حسين الدخيل شاب ثلاثيني (34 سنة) متزوج وله من الأبناء سجاد وجواد، وهو الإبن الثاني من الذكور لنزيهة الدخيل، ويعمل في مجال النقل السياحي داخل وخارج المملكة.

المقبول للتبرع حسين علي الدخيل قبل العملية وبعدها

حسين الدخيل وصديقه مؤيد العوامي

ومن جهة أخرى؛ قال مؤيد العوامي صديق حسين الدخيل “لقد كان حسين وأخوته قلقين على والدتهم، فالكلى كانت تعمل بـ 20% فقط من طاقتها، وعندما قرر الطبيب أنه لابد من حصولها على متبرع، ذهب لإجراء الفحوصات وهو يدعو الله أن يوفق لأن يعطي كليته لأمه”، وأضاف العوامي “عندما علم حسين بحصول المطابقة بينه وبين أمه فرح كثيراً، وشعر أن بمقدوره إبعاد الألم عنها، والجميل أنه كان يفكر بأمه ولم يخف ولم يتردد في قراره، بل كان يريد أن يجري العملية سريعاً”.

“صُبرة” تدعو للسيدة نزيهة الدخيل وولدها حسين الدخيل بالشفاء العاجل، وأن يلبسهما الله لباس الصحة والعافية.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×