المنتخب في مواجهة بولندا.. قامات طويلة.. تمريرات عرضية.. والأخضر “قدْها” شخصيات رياضية تؤكد الثقة في رينارد وتعويض غياب الفرج والشهراني

القطيف: شذى المرزوق، أفراح ال شويخات

فوز الأخضر على الأرجنتين لم يكن صدفة، بل جدارة لم نتوقّعها حتى نحن السعوديين. وعصر اليوم؛ يضع منتخبنا الوطني نفسه أمام امتحانٍ جديدٍ، ومثلما أبكى الأرجنتيني ميسي؛ فإن على الصقور الخُضر أن يضعوا مهاجم بولندا الشرس روبرت ليفاندوسكي في الحسبان.

في النزال الثاني في أكبر محفل عالمي رياضي؛ يعلّق السعوديون آمالهم على صناعة تاريخ، وأن تتضاعف نقاطه؛ ليضمن بطاقة الصعود إلى الدور الثاني، كما سبق أن فعلها الأخضر في 1994، خاصة أنه متصدر المجموعة الثالثة بـ 3 نقاط، وخصمه اليوم لا يملك إلا نقطة واحدة من تعادله مع المكسيك؛ أما المرشح لنيل الكأس، الأرجنتين، فما زال في آخر المجموعة بلا أي نقاط.

مباراة اليوم هي مواجهة الصقور الخضراء والنسور البيضاء، على استاد المدينة التعليمية، وقد سبقت التوقعات الساعة الرابعة بتوقيت الرياض، بسيناريوهات تُمكن المنتخب السعودي وترفع سقف الطموح ومواصلة التألق في المونديال القطري.  

سيناريوهات الفوز والهزيمة

حظوظ الأخضر في حال الانتصار هذا اليوم على بولندا وتعادل الارجنتين والمكسيك في لقائهما تعني التأهل المستحق للدور الـ 16، أما في حالة التعادل فيبقى الحظ مسانداً للأخضر للوصول إلى دور ثمن النهائي، فيما يتوجب عليه ـ في حال الهزيمة لا سمح الله ـ من بولندا أن تنتصر أو تتعادل على الأقل مع المكسيك ليضمن مقعد التأهل، ويبقى السيناريو الأخطر هو هزيمة المنتخب أمام بولندا والمكسيك.

 

تحديات وآمال

فضلاً عن صعوبة مباراة اليوم، وأهميتها؛فإن ما يثير قلق عشاق الأخضر هو خوض مباراة اليوم من دون أبرز لاعبيه، قائد المنتخب سلمان الفرج، و والظهير المميز ياسر الشهراني، بعد إصابة الاثنين في مباراة الارجنتين، و هو ما يمثل ضغطاً ـ إن لم يكن تحدياً كبيراً ـ أمام آمال عشاقه الذين ينتظرون منه مفاجآت أكبر في هذا المحفل.

آراء رياضية 

“صبرة: استطلعت آراء، و توقعات شخصيات رياضية بارزة، قبل مباراة اليوم لتقف على استعدادات المنتخب، والتوجيهات الرياضية، وأبرز التحديات التي سيواجهها المنتخب.

خليل الزياني

التزام واحترام الخصم

عميد المدربين الوطنين خليل الزياني قال “في حال وضع المدرب هيرفي رينارد الاستراتيجية المناسبة، كما هو حال المباراة السابقة، فبلا شك ستكون استراتيجية ناجحة بشكل كبير؛ حيث حدت من قوة وحماس الارجنتين، وقلّصت من نشوة الفوز لديهم، وهو ما أسهم في تسجيل هدفين سعوديين مؤثرين في الشوط الثاني، هذا الالتزام بالاستراتيجية بكل تأكيد هو الركيزة التي أسهمت في تحقيقنا هذا الفوز المميز، أما في حال العكس، ولم يلتزم الفريق بفلسفة المدرب، واستراتيجيته وخططه هنا سيكون الثمن غالياً”.

وأكد الزياني أن مباراة اليوم “تحتاج إلى مثل هذا الالتزام، ودقة التنفيذ من اللاعبين، و الحقيقة هي أن فريقا المكسيك وبولندا ليسا سهلين، ولا يمكن الاستهانة بهما، و هنا لابد أن اشدد على عدم التساهل، وضرورة الالتزام، واحترام الخصم المقابل، و أخذ الحيطة والحذر في اللعب أمامه، والتعامل معه في الملعب”.

غياب مؤثر

وحول غياب أسماء لها مكانتها من المنتخب جراء الإصابات قال ” هو غياب مؤثر بكل تأكيد، كونهما لاعبين لهما مكانتهما في الملعب، و أدائهما الخاص، والدور المميز، فسلمان الفرج وسط الملعب يجول ويناور، وياسر الشهراني ظهير أيسر يتقدم ويهاجم، ولكننا نأمل في أن يكون البدلاء على قدرٍ عالٍ من المستوى الذي يؤهل المنتخب لسد هذا النقص، وتحقيق المأمول مع بقية الفريق في المنتخب”. 

روح قتالية 

بدوره أشاد المعلق المخضرم، رئيس القسم الرياضي ونائب رئيس تحرير صحيفة “اليوم” سابقاً محمد البكر بفوز المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني في المباراة الأولى وقال “نتيجة غير متوقعة، ولكن مستوى منتخبنا في اللعب أكد أنه ليس فوز الصدفة بل فوز مستحق”. 

و قال البكر إن “الفوز على منتخب كبير مثل البرازيل أو الارجنتين قد يكون صدفة، ولكن فوزنا على الارجنتين كان عادلاً، بفضل قتالية 11 لاعباً داخل الميدان، ودور المدرب في هندسة الفوز”. 

وأضاف “بعد لقاء الارجنتين كانت هناك ردود أفعال قوية من جميع أنحاء العالم الذي سلط الضوء على الأخضر السعودي، مما جعل المنتخبات الأخرى متأهبة أكثر للقاء الأخضر السعودي”. 

وعن لقاء اليوم قال “نحتاج إلى نقطة واحدة فقط، وهي كفيلة بتأهلنا إلى الدور  الثاني.. كل ما نحتاجه هو الروح القتالية التي تحمست أمام الارجنتين لنفوز أمام بولندا أيضاً بإذن الله، حيث تكمن قوة المنتخب البولندي في قوة البنية، و شراسة الدفاع وخشونة اللعب، فيما أتمنى أن يكون حكم المباراة منصفاً وعادلاً لنرى المنتخب في يوم سعده، مع الأخذ بالاعتبار أن كرة القدم قابلة لكل التوقعات “.

و عن الآمال والطموح قال “تأهل المنتخب من مجموعه تضم الارجنتين، المكسيك، بولندا، ليس بالأمر السهل وسيكون له مكاسب عديدة حتى في تغير مركز المنتخب عالمياً”. 

بنية قوية    

بدوره نبّه رئيس القسم الرياضي في صيحفة “اليوم” عيسى الجوكم إلى أن “أمام المنتخب مباراة صعبة ونداً قوياً نظراً لمستوى البنية الجسمانية “. 

 وقال “في أغلب المواجهات التي تقابل فيها المنتخبات الخليجية ـ بما فيها المنتخب السعودي ـ المنتخبات الأوروبية التي يمتلك لاعبوها بنية جسمانية قوية؛ كما تواجه بالمقابل كرات عرضية خطرة، وهو ما نأمل  أن يلقى التفاتة من المدرب رينارد، لسدّ هذه الثغرة المهمة، حيث تتضح بشكل كبير في نتائج المباريات الودية التي خاضها المنتخب سابقاً أمام بولندا وانتهت بهزيمته، فيما سيخوض اليوم أولى مبارياته الرسمية أمام المنتخب البولندي الذي يقابله الأخضر بروح معنوية عالية بعد تحقيقه الفوز التاريخي أمام الارجنتين”. 

وأشار الجوكم إلى استثمار هذه الدفعة المعنوية في الجانب الايجابي الذي به يخطف المنتخب 3 نقاط الفوز، ويضمن التأهل، مع ملاحظة أن التعادل في النتيجة أيضا أمر ايجابي للمنتخب مع احتساب نقاط المباراتين، فضلاً عن حسابات المنتخبات الأخرى من المجموعة الثالثة” 

وعن ما يميز المنتخب البولندي قال الجوكم ” البنية القوية للاعبين مع طول القامة مؤثر جداً في مستوى أداء اللعب الذي يعتمد فيه المنتخب البولندي على قوة الكرات العرضية،  فهو يتمتع بطول قامة لاعبيه داخل خط الـ 18.. داخل الصندوق؛ حيث ستكون مهمة الدفاع والحراسة مضاعفة بشكل كبير، وهو ما يتطلب هدوءً  وتركيزاً أكبر كما كان مستوى اللعب أمام الارجنتين”.

خالد الدوسري

طول القامة عاملاً

من جانبه أشار حارس المنتخب ونادي النهضة سابقاً خالد الدوسري (خالدين) إلى أن سبب تفوق المنتخب السعودي أمام الارجنتين هو  انسجام اللاعبين و الاحترافية في اللعب.  

وقال “لقاء اليوم أمام المنتخب البولندي ليس سهلاً نظراً لقوته في الدفاع، و طول قامة لاعبيه الذي قد يعد عاملاً من العوامل المؤثرة في الملعب،  ولكننا على ثقه برجالنا وعزيمتهم”. 

محمد الشيخ

مباراة تكتيك

أما الإعلامي والناقد الرياضي محمد الشيخ فيلفت النظر إلى صعوبة المواجهة البولندية قائلاً إن “المواجهة صعبة، بل هي اليوم أصعب من مواجهة الأرجنتين رغم فوارق القيمة الفنية، والطموحات، والترشيحات بينهما التي تصب لمصلحة منتخب التانجو كمرشح أول للقب”. 

وأضاف “الزلزال الذي أحدثه نجوم منتخبنا بفوزهم على ميسي ورفاقه في مباراة الثلاثاء الماضي في جولته الأولى، رفع مستوى الحرص لدى البولنديين، فضلاً عن أن عنصر المفاجأة لم يعد موجودًا، فالمباراة تكتيكية بامتياز”. 

وأكمل مؤكداً مدى تأثير غياب ياسر الشهراني، وسلمان الفرج من منظومة الفريق اللذان يعتبران من أبرز وأهم الأسماء في  التشكيلة الخضراء. 

ولكنه استدرك قائلاً “كلنا ثقة في لاعبينا، ودور مدرب المنتخب هيرفي رينارد في تحقيق الفوز، وفي الحد الأدنى الخروج بالتعادل، وفي الحالتين ستكون النتيجة إيجابية، وشخصياً أتوقع أن تؤول النتيجة إلى التعادل”.

تأكيد وتعويض 

وفي السياق الذاته أكد المحلل والمدرب الوطني عبدالله المسند أن “مباراة صعبة جداًِ سيخوضها المنتخب هذا اليوم”. و أرجع السبب في ذلك إلى تراتبية المباريات وتأثيرها مبيناً “غالباً المباراة الثانية تكون بين التأكيد و التعويض، فأمام المنتخب الآن مهمة تأكيد تفوقه وموقعه بعد المستوى المميز الذي قدمه في مباراته الأولى أمام الارجنتين، فيما تعمل بولندا على جانب التعويض عن تعادلها السلبي السابق، وهو ما يجعلها تنظر لهذه المباراة من زاوية الفرصة الأخيرة لها، وعلى الأخص أنها مدركة صعوبة مواجهتها القادمة التي ستكون أمام الارجنتين الذي لن يفوت فرص النجاح أمام المكسيك وبولندا للصعود للدور الثاني”. 

وأردف “بلا شك أن ما قدمه الأخضر أمام الارجنتين رفع سقف الطموح لدى الشارع الرياضي واللاعبين، الذي نعول على استمرار تألقه لوجود مدرب عظيم يمتلك الصفات القيادية المؤثرة بقوة في مستوى لعب اللاعبين، و جاهزيتهم البدنية والنفسية والفنية ” 

ونوه المسند قائلاً “رغم الاطمئنان إلى مستوى عمل  المدرب هيرفي رينارد،  فإن عوامل الخوف الموجودة تعود إلى غياب الفرج والشهراني، والأمل في أن يعوض البدلاء هذا الغياب، ومع أني اتوقع التعادل في نتيجة المباراة إلا أن ما قدمه المنتخب أمام الارجنتين يمنحنا طموحاً أكبر بنتائج مبهرة قد يفاجأنا بها الأخضر”. 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×