الفيلسوفة الصغيرة فاطمة القديحي.. ابنة شهيد المسجد ترى “العالم جميلاً” المركز الأول من هيئة الأدب وجمعية الفلسفة

القديح: جود الشقاق

بجدارة واستحقاق؛ حقّقت فاطمة عبدالله القديحي المركز الأول في مسابقة “الفيلسوف الصغير” التي نظمتها جمعية الفلسفة، تحت مظلة هيئة الأدب والترجمة والنشر. وقد نشرت الجمعية أسماء فائزات ثلاث في حسابها، وجاءت ندى عبدالرحمن الخويلدي ثانياً، ودانة محمد فلاتة ثالثاً.

العمل الذي فازت به القديحي هو قصة حملت عنوان “لأن العالم جميل“، وهي موجهة للأطفال،

“ليستشعروا خلالها الجمال في كل ما يحيط بهم”، حسب كلام والدتها زكية أبو الرحي.

الفيلسوفة الصغيرة ذات ١٧ ربيعاً، طالبة الثالث ثانوي في مدرسة الثانوية السادسة بالقطيف، وإحدى طالبات صفوف “موهبة”.

ابنة أبيها

وحسب كلام والدتها، فإن الفضل الكبير يعود لوالدها عبدالله علوي القديحي الذي استُشهد في الجريمة الإرهابية التي وقعت في مسجد الإمام علي في القديح 2015م. فقط كان “يجهز لها الكتب التي تسبق عمرها، ويخصص يوماً لزيارة المكتبة بصحبتها، لشراء الكتب”. وقد ظهرت علامات شغفها بالقراءة والكتابة منذ سن الروضة.

عملها الفائز في جمعية الفلسفة اطلعت عليه والدتها، واقترحت عليها إرساله إلى المسابقة، تقول “كان كلي ثقة في أن فاطمة قادرة على خوض التجربة”.

وعما يجول في القصة؛ تقول أبو الرحي “لأن العالم جميل وتشعر به فاطمة الجميلة أحبت أن يشاركها هذا الجمال ويستشعر به كل منهم حولها بهذا العالم، وخصوصاً الأطفال”. تضيف “تحوي القصة تساؤلات وتعتمد على التفكير بجمل سلسه وسهله الفهم. كما تحوي صوراً جميلة ومعبرة، وليست القصة لعمر محدد، فيمكن لأي قارئ أن يستمتع بها، بحيث نأخذ منها حواراً ونقاشاً يجعل من التساؤل تفاؤلاً وحديث وتعريف بالجمال”.

جوائز إنجاز

عن اهتمامات الشابة الصغيرة تقول الأم إن جائزة جمعية الفلسفة “ليست الجائزة الأولى التي تحصل عليها فاطمة، فحين كانت في سن الثانية عشرة؛ حصلت على جائزة القطيف للإنجاز بقصة “جولة في مجرة” التي نُشرت مع حكاية قمر، وكان فوزها بجائزة الناشئ المنجز”.

تضيف أبو الرحي كما فازت في “مهرجان التألق الثامن في القديح، وهي سفيرة للتوستماسترز للإلقاء. كما شاركت في دورات لمكتبة حكاية قمر مع كتاب، وفازت بالعديد من الميداليات وشهادات الشكر والدروع”.

القارئة منذ الصغر

من زاوية أخرى تحدثت فاطمة نفسها لـ “صُبرة”؛ وقالت إن “القراءة هي المساند الأكبر لها لوصولها إلى هذه المرحلة”. وأكدت أن والدها “هو الداعم الأول، وكذلك الأهل والصديقات”. أما بداياتها؛ فكانت ـ كما تقول ـ مع “قصص الاطفال والموسوعات، ثم الروايات”. ومن الذين تذوّقت أساليبهم “أروى خميس وعبدالكريم الشطي”، حسب كلامها.

وتقول فاطمة القديحي إن من أصعب الأسئلة التي توجه اليها: ما هو نوع القراءات والكتب التي تفضلينها؟ وي ـ حسب كلامها ـ لا تحبذ أن ترشح كتباً محددة لأن ذلك يعتمد على الحالة المزاجية المتغيرة لدى القارئ.

وعن شعورها بالفوز قالت “سعيدة، ولكن الفوز الحقيقي عندما تصل القصة الى أكبر عدد من الأطفال ليقرؤوها، ويجدون فيها الكثير من التساؤلات، وذلك أهم من السؤال عن فوز القصة.

والدة الفيلسوفة الصغيرة تعمل في رياض الأطفال ومهتمة بأدب الطفل.. تقول “عندما قرأت القصة شعرتُ بقوة بأنها سوف تفوز. القصة تستحق.. هي قصيرة؛ ولكنها تحمل أفاقاً من التفكير، والهدف أن يبدأ الطفل في التفكير الصحيح.. الطفل إذا فكر تتفتح له آفاق كثيرة”.

وعن قلق انتظار نتيجة إعلان المسابقة تقول أبو الرحي “تأخر إعلان نتيجة المسابقة.

وفي ونهاية كلامها مع “صُبرة” قالت أبو الرحي “دماء الشهيد ما زالت تعطينا بركات كثيرة، الحمد لله أنني قادرة على المحافظة على الهدايا القيمة التي وهبني إياها الشهيد”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×