[تحليل] السعوديون ليسوا صيداً.. ملعب مقلوب بين أقدام لاتينية راقصو التانجو "زعلانين" من الأخضر واجد
القطيف: أفراح آل شويخات
مستطيل أخضر مقلوب بين أقدام لاتينية.. ولو كان أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا حياً إلى اليوم، لبكى خسارة منتخب بلاده أمام السعوديين مئة مرة. إنها المفاجأة التي صدمت مشجعي التانجو ومحبيه حول العالم، ومنحت الثقة والأمل للمنتخب السعودي العربي في صنع معجزة سعودية جديدة في مونديال قطر.
اليوم.. أثبت الأخضر أنه ليس صيداً سهلاً لأي منتخب آخر، ولو كان في المنافسين ميسي الذي شبع الجمهور تهكماً عليه في وسائل التواصل، بعد مشاهد البكاء التي ظهر فيها.
اليوم.. أعلن الصقور الخُضر أنهم قادمون، وسيواصلون مشوار التألق، وعلى المنتخبينالآخرين في المجموعة الثالثة (المكسيك وبولندا) أن يدركا أن الأخضر لن يكون استراحة لهما للترفيه وحصد النقاط، كما توقع البعض.
الإثارة في مباراة اليوم ليس في فوز الأخضر السعودي على نظيره الأرجنتيني في مباراتهما الافتتاحية فحسب، وإنما في العزيمة والإرادة التي تسلح بها الصقور الخضر، وقدرتهم على تحويل الهزيمة (صفر ـ 1) إلى فوز مستحق أمام أفضل لاعبي العالم، وسط ذهول الجميع من الطوفان السعودي، الذي نجح في قلب الملعب على رأس راقصي التانجو ومشجعيهم الذين ظنوا أن مباراة اليوم رحلة ترفيه، وتسلية لمنتخبهم، استعداداً لما هو قادم.
15 تسديدة
جميع الصقور كانوا أبطالاً بكل ما تعنيه الكلمة، دفاعاً وخط وسط وهجوماً، يضاف إلى ذلك عناد الحارس الوطني محمد العويس الذي تصدى لـ15 تسديدة، باستثناء تسديدة واحدة، حقق منتخب الأرجنتين منها هدفه الوحيد، ووصلت نسبة استحواذ التانجو على الكرة 70%، مقابل 30% للأخضر. ودفع الصقور الخضر ثمن الفوز بحصول 6 من لاعبيه بطاقات صفراء، بجانب بعض الإصابات.
مصيدة التسلل
وفيما استطاع اللاعب ميسي تسجيل هدفه الأول بضربة جزاء في الدقيقة العاشرة من وقت المباراة، صمد المنتخب السعودي، ولعب على مصيدة التسلل، ونجح في نصب شباكه فيها تكتيكياً، وقدر الحكم عدد حالات التسلل لمنتخب الأرجنتين بـ10 حالات، أرهقت فريق التانجو، رفعت حظوظ المنتخب السعودي، الذي أنهى الشوط الأول بهدف الأرجنتين اليتيم.
صرخات الحماس
في الشوط الثاني، وما أدراك ما الشوط الثاني، كتب الأخضر شهادة انطلاقه من جديد، وعاد بقوة هجومية أكثر تجانساً، وثقة وتماسكاً دفاعياً، وفي الدقائق الأولى من هذا الشوط، تقدمت السعودية بهدفين مقابل هدف وحيد للخصم، وهزت أصوات الجمهور الملعب، وسط صرخات الحماس التي أثارت حماس اللاعبين السعوديين، وعززت فيهم الروح القتالية أكثر للحفاظ على شباكهم نظيفة من تداعيات أي هجمات أرجنتينية مرتدة، قد تربك الموقف.
5 دقائق
وصنع صالح الشهري الهدف الأول للأخضر في الدقيقة 48 من الشوط الثاني، وبعد 5 دقائق، لحقه سالم الدوسري بالهدف التقدم من تسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء، ليتلقى المنتخب الارجنتيني صدمة تسجيل هدفين في شباكه للمرة الأولى في أول مباراة افتتاحية له في تاريخ بطولات كأس العالم.
بعد هدف السالم، اعتمد الأخضر على الهجمات المرتدة، مشتتاً هجمات الارجنتينيين وأذهانهم أيضاً، وكانت الهجمات السعودية متبادلة يميناً عن طريق سعود عبد الحميد، ويساراً من خلال فراس العبيكان.
التحدي والإصرار
ومرة أخرى، لفت الحارس محمد العويس الأنظار له، بعد تصديه البطولي للهجمات الارجنتينية المتتالية على شباكه، وجاء الانقاذ من رأسية عبد الاله العمري، الذي وقف حاجزاً أمام الكرة الأرجنتينية بعد أن سقط العويس أمام تسديدة سابقة تصدى لها، ليثبت الأخضر أن روحه حاضرة، وسيقاتل حتى النهاية، وهو ما حدث فعلاً أمام الاصابات التي لحقت باللاعبين، ومع ذلك، بقي التحدي والاصرار حاضرين، حتى نهاية المباراة، التي تخللتها نحو 13دقيقة بدل ضائع، وكان على إثرها خرج قائد المنتخب سلمان الفرج بعد إصابة شديدة، قد تتسبب في إخراجه من قائمة المنتخب لبقية المونديال، ومثله تعرض اللاعب ياسر الشهراني أيضاً لإصابة قوية، ومع التبديلات التي قام بها مدرب الأخضر، استطاع الصقور تجاوز المباراة، وتحقيق فوز تاريخي.
بعد مباراة الأرجنتين، تتبقى مباراتان لا تقلان أهمية، يواجه الأخضر في الأولى المنتخب البولندي السبت المقبل، وثم المكسيك الأربعاء بعد المقبل، ويحتاج الأخضر إلى فوز واحد، لضمان تؤهله لدور الـ 16 في البطولة.