ضمير الفطرة يصرخ بأصوات المتحوّلين جنسياً: نحن تعساء 30 عملية لم تجعل البريطاني كورياً.. واللبناني عبدالوهاب تعب من "جويل"

القطيف: أمل سعيد

في تجربة البريطاني أولي لندن، واللبناني عبدالوهاب بدر الدين؛ صرخة صاخبة للفطرة الإلهية، بحنجرة المكتوين بجمر العبث في خِلقة الله. كلا الرجلين صارا من الجنس اللطيف، عبر عمليات تحويل جنسي. لكنّ تلك الرغبة الجامحة في التحوّل “تحوّلت” ـ هي الأخرى ـ إلى ندم عمر كامل. 

أولي لندن في وضعه الذكوري الأصلي

أولي لندن أصبح أيقونة في عالم المتحولين جنسياً، ومن مشاهير التواصل الاجتماعي بعد خضوعه لـ 30 عملية تجميل، بحسب بريطانيا بالعربي، وأنفق فيها ما يزيد على 250 ألف دولار.

أولي الرجل الأبيض، بريطاني الجنسية (32 سنة)، أغرم بالفرقة الكورية BTS، وعلى وجه الخصوص بأحد أعضاء الفرقة (بارك جيمين)، تحول حبه إلى هوس فبالغ في عمليات التجميل في محاولة للحصول على وجه يشبه وجه جيمين، وعلى جسد امرأة.

وفي 4 سبتمبر عام 2021 انتشر بوست كُتب فيه ” أولي لندن رجل (بريطاني) أنفق 100000 جنيه إسترليني على الجراحة ليبدو مثل بارك جيمين (مغني كوري) من BTS. ثم ذهب أولي لندن إلى كوريا وذهب إلى الأماكن المفضلة لجيمين، في محاولة للعثور عليه. أولي لا يشبه جيمين على الإطلاق. يصنع الموسيقى ويطلق على نفسه فنان K-pop. (فنان بوب كوري). OLI LONDON أنت لست كوريًا ولا أنت جيمين”، فرد أولي في حسابه في تويترعلى البوست بجملتين تفضحان مدى اضطراب شخصية الرجل “نعم أنا كوري، نعم أنا أشبه جيمين”.

هكذا كان أولي لندن إلى وقت قريب، إلا أنه فاجأ متابعيه على قناة فوكس نيوز، قبل أيام قليلة، بمناهضته لعمليات التحول الجنسي، وأجرى حواراً ساخنا، اتهم فيه بعض المدارس ووسائل التواصل الاجتماعي بأنها تتبنى أجندات متطرفة وتدفع الأطفال نحو تغيير جنسهم.

وفيما يلي نص الحوار الذي انتشر له مع مقدم البرامج الشهير تاكر كارلسون:

  • لماذا قررت أن تصبح امرأة كورية ومن الذي أخبرك بإمكانية تغيير جنسك؟
  • لقد كنت أجد صعوبة في تحديد هويتي الجنسية، وكنت أعيش صراعاً دائماً ولم أكن سعيداً، فبدأت التغيير، وبدأت العيش كفتاة، ولكني أدركت كم كنت مخطئاً، والآن لا أريد سوى أن أكون رجلاً.

ليس مستغرباً أن أرغب أنا أو المراهقين أو صغار السن فهذا ما يخبروننا به دائماً عن تلك الأفكار في مدارسنا وفي بلدنا، يخبرون الأعمار الصغيرة أنه لا بأس في تغير الجنس أو ارتداء التنورة، وما إليه من الأشياء التي تخص البنات.

المدارس تعلمنا عن الذكورية السامة وعن الرجال الخارقين وهكذا يدخل الطفل المدرسة وهو مدفوع نحو أفكار معينة، فبيئته المدرسية تمنحه حق تغيير الجنس بل وتدفعه لذلك وهو ما يعرف (بريديكالية الإيديولوجيا)، وهذا ما يخلق الرجل الضعيف.

لماذا يحدث كل هذا؟، لقد وقعت كضحية أنا ومن هم مثلي، كنا ضحايا لذا انحرفنا عن جادة الصواب بمحاولة التغيير وإجراء العمليات.

أنا الآن بالغ ولا يمكنني الاستمرار في هذا، ولكن هؤلاء الأطفال الصغار لا يمكنهم اتخاذ القرار المناسب.

أنا ممتن إذ أستطيع أن أتحدث من الجانب الآخر للموضوع، أنا ممتن إذ وجدت الرب، وأريد أن أتحدث لجميع الصغار والمراهقين الذين لديهم نفس تلك المشاعر حيال تحديد جنسهم (الاضطراب في تحديد الهوية الجنسية).. هذا لم يكن موجوداً قبل 20 سنة، ولم تكن هذه الأفكار تدرس أو تدرج في نظام المدارس.

-هل تسمح لي بسؤالك؟.. هل شعرت بالسعادة؟ وهل أعطاك التغيير، التحول الجنسي كامرأة، سلاماً داخلياً؟

-لقد كنت في صراع دائم مع ما يبدو عليه مظهري، والحقيقة هي: لم أشعر بالسعادة.

المشكلة الحقيقية هي في تلك البرامج كـ تيك توك وغيرها التي تؤثر على أبنائنا وتوجه أفكارهم؛ فلو كنت هنا قبل 40 سنة لما كنت قد قررت عمل كل هذه التغييرات، لأن البيئة لم تكن داعمة لمثل هذه الأفكار والتوجهات”.

حوار أولي لندن مع فوكس نيوز

 بعد بث اللقاء جاءت الردود متباينة على تصريحات أولي لندن بين مؤيد لطرحه ومشكك في هدفه من إحداث هذه الضجة، ومن بين تلك التعليقات:

علق حساب باسم AJ360

” أعتقد أنه من الرائع أن تطرح أولي هذا الموضوع إلى الأمام! يحتاج الناس إلى معرفة الحقيقة وراء كل هذه الإيديولوجيات “المستيقظة”! شكرًا لك على عرض قصتك ليراها العالم، وأثني عليك لهذا سيدي! باركك الله!

واعلم فقط أنك مثالي بالطريقة التي خلقك بها الله، كلنا خلقنا على صورة الله الجميلة..!!”.

وكتب Faith Michelle معلقاً على أحد الذين اتهموا أولي بأن هذا اللقاء ما كان إلا لأجل تحقيق مكاسب شخصية له..

“نعم ، سأعلق مرتين على هذا الفيديو لأنني أشعر أنه بغض النظر عن آرائك الشخصية حول Oli وسأكون صادقًا، لم أكن معجبًا به في المرحلة الأولى وكنت أنتقده، ولكن هذا الموضوع يحتاج إلى المناقشة، إذا كنت تعتقد أن أولي يفعل هذا فقط لتحقيق مكاسبه الشخصية، ففكر في ما تريده، لكنني أحد الآباء لقد مررت بهذا الأمر مع طفل وكان من الممكن أن يفسدها مدى الحياة. كم هو لطيف عندما يريد صبي صغير أن يكون أميرة ويسمح لشعره أن ينمو أو أن فتاة صغيرة لا تريد ارتداء الفساتين أو اللون الوردي بعد الآن وتريد قص شعرها بالكامل في سن الخامسة. حاصرات سن البلوغ في سن العاشرة هي شكل من أشكال إساءة معاملة الأطفال. عندما يكون عمرك 18 عامًا ويكون دماغك أكثر تطورًا، فاستمر في ذلك، لقد غيرت تخصصي في الكلية 6 مرات وكان عمري حينها من 18 إلى 19 عامًا. الانتقال ليس مثل الحصول على وشم أو شراء أريكة، فأنت تقوم بتغيير الماكياج الكيميائي والمكياج الجسدي بشكل دائم والأطفال الذين يؤمنون بسانتا وجنية الأسنان يحتاجون إلى علاج وليس حاصرات الهرمونات !!!!!”.

عبدالوهاب ـ جويل

هذه قصة أخرى لمتحول جنسياً، أشعل وسائل التواصل الاجتماعي بصراخه نادماً ومحذراً قبل سنتين.

كان يومأً عبدالوهاب بدرالدين، المذيع ومقدم البرامج، وأصبح فيما بعد جويل بدر من مشاهير السوشيل ميديا ومن أبرز المتحولين جنسياً في عالمنا العربي.

ظهرت جويل في مقطع فيديو مدته 12 دقيقة و45 ثانية، في حالة غاضبة ونادمة، ووجهت حديثها لمتابعيها  “لكل من يفكر في أن يتحول ويغير هويته الجنسية، خذوني عبرة لكم، فكروا ملياً قبل أن تقدموا على خطوة تدمروا بها حياتكم، ولا يخدعنكم مشاهير المتحولين، ليست هناك عملية لتحويلك للجنس الآخر، كل العمليات فاشلة، شكل خارجي خادع فقط، والحقيقة هو لحم ميت، والوهم فقط هو ما يقوله المتحولون، وهو كذب كذب” وأضافت “إلى أين تسيرون؟، أنتم تتجهون للدمار، انتبهوا فالتحويل دمار، وبدل أن تصرفوا الألوف لتتحولوا إلى نساء خلال 3 سنوات، اذهبوا للأطباء لتعالجوا حالتكم النفسية وابقوا رجالاً بكل معنى الكلمة”، وأكدت مرة أخرى على الذين يفكرون في هذا الإجراء “لا تنجرفوا وراء القول: إن عملية التحويل تجعلكم متصالحين مع أنفسكم، فالحقيقة إن عملية التحويل تجعلكم مدمرين نفسياً”.

كانت مقابلة أولي لندن ومقطع جويل بدر في مضمونها صرخة الحقيقة، ويقظة ضمير الطبيعة، لم تكن الصرخة الأولى فقد سبقهما الكثير من المتحولين جنسياً، ولن تكون الأخيرة، ففي ظل الإعلام الموجه، وغسيل الدماغ الممنهج، الذي أشار له أولي في لقائه، والذي تسعى أياد إلى جعله عادياً بل ومقبولاً عند الأهل والأصدقاء والمجتمع بتبريرات مختلفة منها اضطراب الهوية الجنسية والتصالح مع الذات، لم يعد مفاجئاً أن تسمع بين حين وآخر عن متحولين لا يبعدون عنك كثيراً .

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×