في أولى فعّاليات شهر الرجل.. حضر الأطباء وغاب الجمهور مركزي القطيف ينشر التوعية.. المشكلات تبدأ من الطفولة

القطيف: أمل سعيد

تصوير: أحمد حبيب

هل هو التوقيت الذي صادف أيام الاختبارات؟ أم لأن الفعّالية مرتبطة بالرجل؟ أم هو ضعف في الإعلام؟ أيّاً كان السبب؛ فإن أطباء مستشفى القطيف المركزي ومختصّيه الذين بذلوا وقتهم لخدمة التوعية؛ لم يلتقوا ما يكفي من الجمهور في مجمع القطيف “سيتي مول”، مساء البارحة ومساء الليلة، في فعالية “شهر صحة الرجل” الذي افتتحه الدكتور رياض الموسى، المدير التنفيذي لشبكة القطيف الصحية.

ومنذ بداية الفعالية في الـ 5 مساءً؛ لم يكد يُرى في ردهة المجمع التجاري إلا الآتون من المستشفى، الذين جلسوا إلى طاولتين، لتقديم التوعية المعروفة عن شبكة القطيف الصحية، في فعّالياتها المشهودة بالحضور النوعي والكمي، ومشاركة فرق الصحة المتخصصون.. وهي عادة هذه المؤسسة الصحية المهمة.

لا يبالى بصحته

وأيّاً كان سبب الضعف الشديد في الحضور؛ فإن الفعّالية جديرة بالزيارة، ليس من قبل الرجال فحسب، بل ومن أجل العائلات أيضاً، فالرجل هو الأب والابن والخال والعم والجد.. ووو.. وهو له مشاكله “الصحية” ايضاً، وتستحق مشاكله “ثقافة” لدى الأسرة كلها، تماماً كما هي صحة الأم والطفل. لأن الرجل لا يُظهر اهتماماً بصحته، ويركز اهتمامه على من حوله، بحسب رأي الدكتور محمد العسكري، استشاري المسالك البولية في المستشفى. يضيف “الرجل مشغول بالحياة كادحاً من أجل أسرته، يهتم بعائلته وينسى نفسه، وربما الموروث الشعبي يفرض على الرجل أن يكون صلباً لا يشكو، في حين إن صحة الرجل مهمة للغاية، ولو انكسر الرجل فسوف تنكسر المرأة، وتنكسر العائلة، وينكسر الوطن.

د. محمد العسكري

منذ الطفولة

“مشاكل الرجل تبدأ منذ سن الطفولة”، هذا ما أوضحه الدكتور محمود عنتر اختصاصي المسالك البولية الذي التقته “صُبرة” في الموقع الليلة..

وأضاف “أول مرض خلقي يصيبه هو الخصية المعلقة، والغريب أن الأم لا تنتبه لهذا العرض المرضي، رغم كونه واضحاً، وتمضي السنوات دون أن يتنبه أحد، وهناك العديد من الحالات تأتي بهذه الشكوى وهم على أبواب سن الـ 20”.

يضيف الدكتور عنتر “ولا أهمية لاكتشاف هذه الحالة في سن متأخر، حيث لا فائدة مرجوة من إعادة الخصية إلى مكانها، والسن الأمثل لإصلاح الخصية المعلقة هو السنة الأولى من عمر الطفل، حيث إن درجة الحرارة داخل الجسم أعلى من الدرجة الملائمة لتصنيع الحيوانات المنوية، وخلال سنة تفقد قدرتها على تصنيع الحويمنات إذا بقيت داخل الجسم. ولا بد من الكشف على الطفل مبكراً في الأيام الأولى من ولادته، وتقع مسؤولية اكتشاف المرض على كل من الأم وطبيب الختان”.

ويقول عنتر “والمشكلة الأخرى من مشاكل الذكورة هو موضع فتحة البول، فيجب أن تتأكد الأم أن تكون هذه الفتحة في مقدم الذكر، وهناك حالات مرضية يكون فيها الفتحة سفلية أو أن تكون في منتصف العضو الذكري للطفل، أو أن تكون فتحة الإحليل عند كيس الصفن، وهو عدد غير قليل، والفترة المثلى لتصحيح هذا العيب تكون بين 4 إلى 6 سنوات من العمر، وأيضاً هذه الحالة يتم اكتشافها عادة عند طبيب الختان، أو بواسطة الأم، وربما كان السبب في تأخر اكتشاف هذه الحالات هو أن الأطفال تجرى لهم عمليات الختان خارج المستشفى، وربما تكون الخلافات العائلية سبباً في إهمال هذه المشاكل رغم توصية الطبيب على المتابعة”، بحسب كلام الدكتور.

الدكتور محمود عنتر

مشاكل بعد الأربعين

وفي صيغة تحذير أكد الدكتور عنتر “ويجب الإلتفات إلى أن المتابعة بعد عملية الخصية المعلقة مهم جداً، فمع أنها عملية سهلة وبسيطة فإن نسبة حدوث الأورام الخبيثة في الخصية المعلقة، حتى بعد التصحيح تصل إلى 3 أضعاف نسبتها في الخصية الطبيعية، وعلية تكون المتابعة مهمة جداً وضرورية، وتزيد هذه النسبة في الفترة العمرية بين 20 إلى 40 سنة”.

وقال “هذه الأمراض تبدأ منذ الولادة والطفولة المبكرة، أما الأمراض الأخرى فتبدأ في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات وأهمها التضخم السني في غدة البروستاتا، وهي غدة بحجم حبة الجوز، يتراوح وزنها بين 20 إلى 25 جم وتقع تحت عنق المثانة وتخترقها قناة مجرى البول، ثم تكمل القناة طريقها في العضو الذكري، وظيفتها الأساسية هو إفراز السائل المنوي المسؤول عن تغذية الحيوانات المنوية، حتى تكون قادرة على القيام بوظيفتها في عملية التلقيح والإخصاب”.

وأضاف “في عمر الخمسين تبدأ هذه الغدة بالتضخم في كل الرجال، ولكنه بدرجات متفاوتة كما وزمناً، وهذا أمر طبيعي ولا قلق منه عادة إلا إذا وصل إلى درجة أن يؤثر على قناة مجرى البول، فيبدأ الرجل بالشكوى من كثرة التبول، ضعف في تدفق البول، التقطيع في البول أثناء التبول، عدم إتمام إفراغ المثانة من البول، وتأتي بدرجات متفاوتة وتختلف من شخص إلى آخر”.

وفي سن الخمسين؛ هناك تضخم البروستاتا الذي كان علاجه الوحيد حتى التسعينيات يكاد ينحصر في الجراحة، لكن العلاج الدوائي بدأ استعماله بعد ذلك. وتضخم البروستاتا مشكلة شائعة، لكنّ الأخطر من التضخم سرطان البروستاتا”.

يضيف الدكتور عنتر “الجميل في سرطان البروستاتا تقدمه بطيء جداً جداً، ويصل إلى عشرات السنين، ولا توجد أسباب واضحة لسرطان البروستاتا، ويساعد الاكتشاف المبكر له على توفير فرصة أفضل للعلاج.

افتتاح البارحة

 

‫2 تعليقات

  1. اعتقد بأن السبب الرئيسي في قلة حضور هذه الفعالية وهو ضعف الاعلام حيث انني لم اسمع بهذه الفعالية الا هذه اللحظة من هذا الخبر في صحيفتكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×