إذا تجاوز الخطيب حدَّهُ.. فردُّوا عليه…!

جلال الجارودي

هل يمكننا الاعتراض على الخطيب..؟

يبدو أن إجابة هذا السؤال (وجدانية) أي تخضع لثقافة المرء ومدى امتلاكه لتجارب سابقة؛ وتصلح لأن تتناول على جلسة كورنيش، إذ قد لا يكون هناك (معيار) ثابت يمكن الاحتكام إليه في هذه الأمور، إلا والله العالم إن كان (باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) له مفاتيح يمكن الاستعانة بها في هذه المسألة.

ووجدانياً – فإن الاعتراض على الخطيب قد يكون من الأفضل بعد المحاضرة؛ حتى لا يربك تسلسل أفكار الخطيب والوقت المحصور له، خاصة إذ كان الخطيب قد وقع في خطأ مغتفر .. ولكن ماذا لو أن الخطيب تطرق إلى موضوع نرى فيه تشهير ونقل روايات وأحكام غير صحيحة، ألا يستدعي ذلك التدخل السريع وإلفات نظره.

أستحضر هنا موقف (من الذاكرة) منذ سنوات طويلة قبل وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت والقنوات الفضائية .. أن خطيباً أخذ يكيل الشتم والتقريع والحكم بالضلال على أحد المراجع، ونحن المستمعون لا ندري عمن يتحدث – إذ كما ذكرت لم يكن هناك وسائل تواصل اجتماعي أو كتب بهذه الكثرة المتوفرة اليوم. وبالمصادفة كان هناك شيخ يستمع للخطيب مثلنا حضر للاستماع طلباً للثواب وإدرار الدمعة؛ وعندما سمع الخطيب يتعدى على ذلك المرجع .. انتفض وقال غير صحيح ما تقوله، فقال الخطيب: هذه بيانات المراجع وأنا على اتم الاستعداد بعد القراية لأثبات ذلك، فقام الشيخ بإراد شهادتين من مرجعين بشأن ذلك المرجع دليلاً على مشروعية آراءه وسلامة طويته.

وعندما كان الجو على وشك التكهرب قال أحد المستمعين لنعد إلى موضوعنا الأصلي، وهكذا عاد الخطيب لموضوعه. وبعد خروج الخطيب، قال الشيخ بعد أن لامه بعضهم: أن الخطيب شهر بالمرجع أمام المستمعين فوجدت أنه لابد أن أعترض عليه وأصحح للمستمعين؛ إذ لا فائدة بعد أن ينفض المجلس وينتشر الناس..!

——–

* مهندس في وزارة الزراعة، ومهتم بالأدب والكتابة. المقال من صفحته “فيسبوك”، بإذنٍ منه.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×