الأخوان العسيّف يجمعان 28 صنفاً من نخيل القطيف التاريخية في 50 سنة "بريم" و "جنِّيس" و "مِحْيجهْ".. و "ميدَهْ".. وأخرى لم يعد لها وجود
متحف نخيل نموذجي لا يوجد مثله في محافظة القطيف
منظر النخل من الخارج في بلدة التوبي
صُبرة: خاص
لم تتجاوز مساحته 3 آلاف متر مربع بكثير. مع ذلك؛ يصطفُّ في جنباته 30 صنفاً من النخيل، بينها أصناف نادرة جداً، وبعضها لم يُعثَر على مثله في غيره من نخيل القطيف، حتى الآن.
باب اسْبَيْنَهْ
في انحناءة قصيرة من طريق التوبي الغربيّ؛ يقع النخل الصغير المعروف بـ “باب”. و “الباب” ـ كما في الاصطلاح الزراعي ـ يعني جزءاً من النخل مرتبط بشبكة ريّ صغيرة. البساتين الكبيرة؛ كانت تُقسَّمُ إلى “بيبان”، ويحمل كل “باب” اسمه الخاص، وقد تختلف ملكية كل باب عن غيره. و “باب اسْبَيْنَهْ”؛ مملوكٌ لورثة المرحوم منصور الشمّاسي. ويعمل فيه الأخوان مهدي وعلي العسيّف، منذ أكثر من 50 سنة.
بدأت قصتهما مع “الباب” منذ نشأتهما، برفقة شقيقها الأكبر “حجي سعيد”، صانع سلال “الجيرزان” المعروف.
سعيد العسيف الشقيق الأكبر للأخوين اشتهر
بصناعة سلال الجيرزان وكرّمه الملك في 2016
وحسب التفاصيل التي سردها “الحاج مهدي” لـ “صُبرة”؛ فإن عمهم الحاج حسن سلمان العسيف استأجر النخل، وشاركه والدهم الحاج عبدالله المعروف في التوبي بـ “عبدالنبي”. قبل 50 سنة؛ كانت المقاييس مختلفة كثيراً عن حال اليوم. النخل الصغير كان واقعاً ضمن ظروف تجارة النخيل في ذلك الزمن. غالبية النخيل التي كانت موجودة تتركز في 3 أصناف. البكيرات، الخنيزي، خصبة رزيز.
تلك أصناف تجارية تماماً في وقتها. الأول والثالث مصدرٌ مهم للدبس، فيما الثاني يحمل ثلاث سلع: رطباً وتمراً وسلوقاً. والسلعة الأخيرة هي الأكثر جدوى تجارياً، حين كان “السَّلُوق” يُصدّر من القطيف بكميات هائلة.
لكنّ هذه المقاييس التجارية انقلبت رأساً على عقب خلال نصف القرن الماضي. انهارت تجارة السلوق تماماً. وتراجع إقبال الناس على رطب الخنيزي، وقلّت جاذبية تمره.
تخليف
الأخوَان العسيّف؛ فلّاحان محترفان، ورثا عن أسلافهما مهارات العمل الزراعي وبعض الصناعات اليدوية المرتبطة بها. عملا مع والديهما وعمّهما في البداية واستمرّا حتى وفاتهما. ثم آل العمل في “الباب” إليهما. ولديهما جدول عمل واضح، يبدأ منذ مطلع الشمس إلى مغيبها. مضى على هذا الجدول أكثر من نصف قرن، وكلا الرجلين يكدح في النخل، على طريقة الأسلاف في الزراعة.
طريقة الأسلاف ما زالت ناجحة في تجديد النخيل. كلُّ عام يحلّ ما يُعرف بـ “التخليف”. وهو إسقاط نخلة مُسِنّة، وإحلال فسيلة جديدة مكانها. في الموروث الزراعي القطيفي؛ لا يجوز إزالة نخلة إلا بـ “تخليفها”. وهذا ما حرص عليه الأخوان العسيّف في “باب اسْبينه”.
نخلة “بريم” النادرة جداً في القطيف
أصناف نادرة
وعلى امتداد 50 سنة؛ قلّ عدد نخيل الأصناف الثلاثة الأولى “البكيرة، الخنيزي، خصبة رزيز”؛ وحلّت محّلها أصناف أخرى. بعد كل هذه السنوات؛ صار في “الباب” 30 صنفاً. كلها من أصناف القطيف التاريخية، باستثناء صنفين من نخيل الأحساء “أم رحيم” و “شهل”.
بعض الأصناف نادرة جداً، ولم يتمّ العثور عليها إلا في “باب اسبينه”، على مستوى القطيف. مثل “بريم”، و “ميدة”. وبعضها نادرٌ ولم يعد موجوداً إلا في أماكن قليلة، مثل “مِحْيَجهْ”، “شبيبي”، “لولو”، “قريقر”، “جَنّيس”.
خُوشْ أوادمْ
من جهة أخرى؛ قال سعيد بن المرحوم منصور الشماسي إن علاقتهم بـ “العسيف” قديمة جداً، أباً عن جد. وأوضح أن “باب اسْبينة” لديهم منذ عشرات السنين، وهو ملك قديم لآل الشماسي، منذ أيام جده المرحوم “حجي رضي”. وأضاف “منذ نشأنا ونحن نعرفهم.. “خوش أوادم”.
الأصناف الموجودة في باب اسْبَيْنَهْ
الصنف | وجوده في القطيف |
1. أم رحيم | صنف أحسائي |
2. برحي | وفير |
3. بريم | نادر جداً |
4. بكيرة | وفير |
5. بنت بقُّوص | متوسط |
6. جنّيس | نادر |
7. حلاّوْ أبيض | وسط |
8. حلّاو أحمر | وفير |
9. خصبة حمّام | نادر |
10. خصبة عسيف | صنف جديد |
11. خصبة عصفور | وفير |
12. خلاص | وفير |
13. خنيزي | وفير |
14. رزير | نادر |
15. شبيبي | نادر |
16. شهل | صنف أحسائي |
17. شيشي | وفير |
18. صَبُوْ | متوسط |
19. عوينات | وفير |
20. عيون بقر | نادر |
21. غرة | وفير |
22. فَوفَل | نادر |
23. قريقر، چبچاب | نادر |
24. لُوْلُوْ | نادر |
25. ماجي | وفير |
26. مِحْيَجَهْ، خصبة الدشّة | نادر |
27. مكتوم أبيض | نادر |
28. ميدة | نادر جداً |
29. نُوق | وسط |
30. هلالي | وفير |
نخلة مِحْيَجَهْ
نخلة لُولُو
نخلة شَبيبي
نخلة خصبة العسيّف
رطب برَيم
رطب جنَيس
رطب قريقر
رطب عيون بقر
مكان نشر التمر في باب اسبينه
علي العسيّف يعرض بسرة من صنف مجهول
الأخوان يقفان أمام نخلة فوفل (تصوير: فيصل هجول)
رطب فوفل
شارك في الجولة والتصوير
- حبيب محمود
- فتحي عاشور
- صبحي الجارودي
- محسن الخضراوي