حوراء القطان.. ابنة الثانوية تنشر “الدم البنفسجي”.. بالإنجليزية مشروع أديبة تتلمّس خطواتها بالقراءة المكثّفة
الأوجام: صُبرة
رغم أنها لم تُكمل عامها الـ16، إلا أن الطالبة حوراء القطان تبدو أكبر من سنها، في ثقافتها العامة، وقدرتها على التعبير عما يدور في نفسها باللغتين الإنجليزية والعربية، وترجمته في صورة قصص وكُتب متداولة.
مؤلفات حوراء، جعلت منها طفلة بدرجة “أديبة”، ألفت كتاباً باللغة الإنجليزية حمل عنوان “الدم البنفسجي”، وأتبعته بقصص للأطفال باللغة العربية. وتدرس حوراء في الصف الأول الثانوي، في مدرسة حكومية في الأوجام، وشاركت في مسابقة القصة القصيرة.
الثقة
الثقة التي تشعر بها حوراء، جعلتها تتحدث عن نفسها بأسلوب رصين، وعبارات منمقة، تكشف عن لباقة غير عادية، وقدرة فائقة عن التعبير بلغة سليمة وخالية من العيوب والأخطاء. وتقول عن بداياتها “منذ الصغر، أحببت القراءة أكثر من أي شخص حولي، ودائماً كنت أستعير كتبًا من زميلاتي وأقرؤها حتى أثناء حصصي المدرسية”.
ودفعت القراءة الحرة حوراءء إلى تأسيس مكتبة في سن مبكرة. وتقول في هذا الشأن “هو حلمٌ من أحلامي أن أؤلف كتابي الخاص، كنت متعلقة بفكرة صنع شخصياتي الخاصة وعالمي الأصلي، هذا هو ما فعلته في الصف السادس الابتدائي، بمساعدة وتشجيع معلمة اللغة الإنجليزية أمل المياد”.
وتُكمل “ألفت كتابًا قصيرًا، يحتوي على شخصيات متعددة، ومملكة خيالية، وتملكني شعور لا يوصف، عندما اكتشفت أنني أستطيع نشر عملي بين أصدقائي والعالم كله، وأدركت هنا أن حب القراءة لا يموت ويعيش معنا إلى الأبد”.
وتعود حوراء لتؤكد “تأليف كتاب ليس شيئًا سهلاً، أحيانًا تريد أن تستسلم، وأحيانًا تفقد الطاقة، وتفكر بترك مشروعك، ولكن بمساعدة أمي ومن حولي، أكملت المسيرة، ولم استسلم، استمعت لتعليقات الآخرين وطورت الكتاب”.
صورة وكلمة
وبعبارات الإطراء والفخر، تتوقع زكية الناصر (والدة حوراء) مستقبلاً مزدهراً لابنتها. وتقول عن البدايات “في عمر السنة الأولى، كانت تهوي قراءة الكتيبات الصغيرة التي تحوي صورة وكلمة واحدة فقط؛ وكانت تصغي باهتمام كبير، حتى حفظت الكثير من الكلمات، وفي عمر الثالثة، بدأتُ أشتري لها القصص ذات السطر الواحد، وكم كانت دهشتي حينما حفظت من خلال الصور قصة “الله معي” للكاتبة ناهد الشوا، وشيئاً فشيئاً بدأت تكون مكتبة خاصة”.
وتضيف “التفوق المبكر الذي كانت عليه حوراء، دفعني أن ألحقها بالروضة، وهي في عمر 3 سنوات، وخطت بقلمها البريء أول جملة من تعبيرها، حينما أنجبت أخاها، وهي في عمر 5 سنوات”.
اختيار الكتب
وتُكمل “في صغرها، كنت أختار كتب حوراء بعناية فائقة، وكبرت ابنتي على كتب الكاتبة ناهد الشوا، وغيرها من المؤلفين، وكنت حريصة على أن يكون لها شخصيتها المستقلة، ورأيها الخاص، لذا كانت تزور المكتبة، وتختار كتبها بنفسها، وفاضت مكتبتها بالكتب، ما اضطرنا لفرزها والتبرع بما صغر على عمرها، لإحدى المؤسسات الخيرية.
خربشات الخط
وتكمل الأم “علاقة حوراء بالقلم بدأت مبكراً كأي طفل يمسك بالقلم ويخربش يميناً وشمالاً، ومازلت احتفظ بهذه الخربشات التي خطتها، وهي في عمر سنة ونصف السنة؛ لأنني اعتبرتها رسومات، وبداية لعالم مزهر بالألوان، هذه الخطوط غير المفهومة، سرعان ما تحولت فيما بعد إلى ملخصات قصص، واليوم هي كتبت قصة بقلمها”. وقالت “كم أشعر بالفخر وأنا أرى كتاباً لابنتي بين يدي القراء”.
مساندون بارعون
وساهم التحاق حوراء بالمدرسة العالمية، في انخراطها أكثر في عالم القراءة بأكثر من لغة. وتقول الأم “كانت المدرسة ضمن منهجيتها تشجع الطلاب على القراءة السريعة، ففي كل أسبوع، هناك نص ضمن الكتاب المدرسي، يجب أن يقرأ ويدون الأهل زمن القراءة، وعدد الأخطاء، وكانت ابنتي تتقدم بسرعة هائلة في النتائج المسجلة”.
القارئة الذكية
وواصلت المدرسة العالمية برنامج الاهتمام، عبر المعلمتين أمل المياد معلمة اللغة الإنجليزية، وليلى الجميع معلمة اللغة العربية.
وتكشف الأم عن تفاصيل برنامج “القارئة الذكية” الذي كان مخصصاً لطلاب الصف السادس. وتقول “هو عبارة عن مسابقة باللغتين العربية والإنجليزية، وكان مطلوباً في النسخة العربية أن تقرأ المتسابقة 30 قصة على مدار عام، وتقدم ملخصاً يتضمن بيانات القصة، وعناصرها، وفكرتها الرئيسة، وهدفها، مع رسمة معبرة، وكانت فرصة سانحة لحوراء لتنطلق أكثر، فقرأت حتى عن نيلسون مانديلا”.
شغف القراءة
وتنقل الأم صورة عامة عن يوميات حوراء “في كل مكان وزمان، تمارس الصغيرة القراءة؛ في السيارة، في أوقات الفراغ داخل المدرسة، في السفر، في النزهات، الكتاب هو رفيقها في أغلب الأحوال، ونحن كأسرة، حاولنا أن يكون الكتاب في متناول يدها، فقمنا بتوزيعه في زاويا المنزل”.
باكورة التأليف
وتطرقت الأم إلى قصة “الذئب الجائع” المكتوبة باللغة العربية. وتقول “هي باكورة التأليف لدى حوراء، وكانت آنذاك في الصف الثاني الابتدائي، حيث شاركت في مسابقة القصة القصيرة في المدرسة؛ ولكن الشغف اتجه شيئاً فشيئا ناحية القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية، لتأتي قصة “الدم البنفسجي”، التي كتبتها وهي لم تُكمل الـ12 ربيعاً بعد، حيث كانت في الصف السادس الابتدائي، واليوم هي في الصف الأول ثانوي.
أديبة مبدعة
ومن جهة أخرى يرى الكاتب والناشر حسن آل حمادة أن تجربة حوراء مشروع أديبة سعودية مبدعة في قلب القطيف، وسيكون لها شأن بدعم من رؤية 2030.
ويقول “لم يعد مستغربًا أن نجد في المحافظة أطفالًا وهم يقدمون مسوداتهم الكتابية الأولى، رغبة منهم أن يجدوها تأخذ مكانها على أرفف المكتبات ومتاجر الكتب”. وأضاف “بلدنا يشهد رعاية كبيرة للإبداع في ظل رؤية 2030 التي لم تغفل عن تقديم ما من شأنه الأخذ بأيدي الناشئة، ليكونوا في صدارة المشهد الثقافي والأدبي”.
ويتطرق حمادة إلى الحديث عن معرفته بحوراء “بداية الأمر، حين حدثتني مشرفة اللغة العربية زكية آل ناصر والدة حوراء، تصورت أن كتاب ابنتها كُتب باللغة العربية، ودُهشت حين أخبرتني أنها كتبته باللغة الإنجليزية، ثم توالت الصدمات، حين قالت إنها وقت كتابته، كانت تدرس في أواخر المرحلة الابتدائية”.
ويواصل حمادة “نحن في بسطة حسن، سعداء بأن نسهم في تقديم حوراءء القطان للمشهد الأدبي، لتضيف اسمها ضمن قائمة طويلة من كُتّاب الوطن، والجميل أننا نعيش في هذه الأيام ضمن أجواء الحفاوة باختيار القطيف لتحتضن المهرجان الدولي للأدب”.
ويقول حمادة “الأمنية الآن أن نلتفت إلى حوراء الآن، ونأمل أن يكون كتابها هذا محطة لتقديم الأجمل مع عنايتها بزيادة حصيلتها من القاموس اللغوي والأدبي والثقافي”.
واختتم حمادة حديثه “أبارك لحوراء هذا المنجز الجميل، كما أبارك لأسرتها التي أحاطتها بالحب وبالكتب، لتصنع في روحها، هذا الشغف بعوالم القراءة والكتابة”.
وهنا تنشر “صُبرة” قصة
الذئب الجائع
في الغابة البعيدة والواسعة، كان هناك ذئب جائع يريد طعامًا، فصرخ وهو يمشي: طعام! أليس في هذه الغابة طعام؟!
يجب أن أجد طعاماً وبسرعة، وفي هذه الأثناء رأى غزالاً صغيرًا يشرب الماء من بركة صغيرة، فصرخ في وجهه: الآن سآكلك مثل الدجاجة. قال الغزال و هو خائف: أرجوك، لا تأكلني أعلم أنك طيب.
فكر الذئب في كلام الغزال وعزم على عدم أكله، وذهب يبحث عن فريسة أكبر بكثير !!
وهنا رأى حملاً صغيراً جالساً على العشب الأخضر .
فقال له : أيها الحمل الصغير، هل تريد اللعب معي؟
قال الحمل: ماذا ؟ ألا تريد أن تأكلني؟!
قال الذئب في نفسه: هذا الحمل ذكي جدًا.
ثم قال الذئب للحمل: بالطبع أريد أن آكلك!
قال الحمل وهو خائف: أرجوك لا تأكلني، أعلم أنك طيب.
فكر الذئب قليلاً، وعزم أيضاً على عدم أكل الحمل.
وهناك وراء الشجرة اختبأ الغزال يراقب الحدث
فالتقى الحمل، وقال له: لقد تعلم الذئب درساً.
قال الحمل الصغير: بالفعل .
وهكذا بقي الحمل و الغزال سعداء بذكائهما الكبير!