الأمير سعود بن نايف: علاج هدر الطعام يكون من خلال المجتمع

الدمام: صبرة
شدد أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، على عدم الإسراف وهدر الطعام والمبالغة فيه، مؤكداً أن هذا الأمر يجب أن يعالج وأن علاجه يكون منا كمجتمع، مشيراً إلى أن التباهي والتفاخر لا يكون في الموائد ويكفي الإنسان القليل.
جاء ذلك خلال استقباله أمس، أعضاء جمعية إطعام في المجلس الأسبوعي “الاثنينية” في ديوان الإمارة في الدمام.
وقال الأمير سعود بن نايف “نحن كمجتمع تعودنا على أن الكرم بلا جدال من الصفات الحميدة التي يتميز بها المسلم والإنسان العربي، ولكن عندما يتجاوز الكرم بالذات في الطعام إلى أن يكون هدر وإسراف فإن هذا ليس بكرم بل بطر، ولا أعتقد أن يرضى أي عاقل أن يكون من المسرفين ورب العالمين يقول في كتابه الكريم “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.
وأضاف “النعمة ولله الحمد متواجدة الآن بين الأيادي ولكن هناك شعوب وبلدان وأشقاء لنا مسلمين في مختلف أنحاء المعمورة لا يجدون قوت يومهم، وإن وجدوه اليوم لا يجدونه باليوم الثاني”، لافتاً إلى أن هذا شيء مؤلم ولذلك نأمل من إخواننا وأبنائنا وأخواتنا في هذه المنطقة وفي المملكة أن يراعوا الله فيما يعملوا خصوصاً ما نراه من إسراف في الحفلات وما شابهها.
وبين الأمير سعود بن نايف أن جمعية إطعام خطت خطوات متميزة منذ نشأتها وقامت بأعمال ليست مقدرة فقط ولكنها عظيمة عند الخالق وعظيمة عن المستفيدين وحفظت نعمة رب العالمين من التلف ومن الهدر غير المبرر, مفيداً أن حصول الجمعية على عدة جوائز هو مصدر دليل على أنها تسير بخطى واضحة المعالم بأهداف مدروسة بعناية على أسس تقنية حديثة تحرص على الجودة والنوعية وأيضاً إيصال هذه النعمة إلى المستفيدين وبالتالي تتحقق الغاية.
وطالب بأن تتوسع الجمعية لتشمل مناطق المملكة أجمع، وأن يكون هناك ثقافة لدى أبنائنا في الجيل الجديد, مؤكداً أن المملكة قائمة على أكمل وجه، ولكن هناك بعض المواد والأطعمة يكون حفظها لمدة أطول وهناك وسائل بالتقنية يمكن أن تحفظ بعض الأشياء فيها يمكن الاستفادة منها خصوصاً المواد التي لا تفسد بوقت قصير, متمنيا من أعضاء الجمعية إعطاء هذا الموضوع حقه، مقدماً شكره نيابة عن المجتمع لجمعية إطعام على هذه الفكرة الرائدة التي نشأت في المنطقة الشرقية العزيزة.
واستطرد قائلاً: “إنه مع بداية العام الهجري الجديد تأتي فيه ذكرى عزيزة على قلوبنا وهي هجرة رسول الهداية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عليه أفضل الصلاة والسلام وعندما يتبصر الإنسان ويشاهد على مرور هذه الهجرة 1440 سنة يجد أن ديننا الإسلامي قائم بقوة وبعزة وبرفعه ويزدد انتشاراً كل يوم ولابد أن نفتخر كمسلمين بديننا وأن نعمل جاهدين على العمل بما أنزله الله على رسوله في كتابه بمحكم التنزيل وأيضاً الأخذ بالأحاديث الصحيحة والسنن الثابتة بكل الأعمال وفي الطعام بالذات نزل العديد من الأحاديث والآيات التي تحث على ما تقومون به بالجمعية”.
وأضاف: “لنتذكر أيضاً ولله الحمد أننا ننعم بالأمن والأمان والاطمئنان وهذه إحدى النعم فواجب علينا أن نحافظ عليها فهي نعمه لا يعرف قيمتها إلا من يفقدها وندعو الله أن يأمننا في أوطاننا وأن يوفق ولي أمرنا وولي عهده بما يحبه ويرضى وأن يسدد خطاهم وأن يجعل هذه البلاد موفقه في كل أمر”.
ورحب الأمير سعود بن نايف خلال اللقاء بطلاب مدرسة الحارث بن حاطب المتوسطة بمحافظة الخبر المتميزة، مقدماً لهم كل الشكر التقدير والعرفان على ما وصلوا إليه من تميز في مدرستهم، مؤملاً أن يشمل هذا التميز باقي المؤسسات التعليمية.
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة جمعية إطعام عبدالله الفوزان، أن العمل الجاد المتسارع الذي حرصت عليه الجمعية منذ الانطلاقة جاء بدعم من أمير المنطقة الشرقية وبوقفة مباركة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وشركاء النجاح كافة، وهو الأمر الذي ساعد على تأسيس جمعية خيرية مستدامة لحفظ النعمة بمعايير وجودة عالية في الإدارة والتشغيل.
وقال “نتيجة لذلك فإننا اليوم نعمل في 6 مدن سعودية، وقد حفظنا 2.265.000 وجبه تقريباً خلال النصف الأول من هذا العام، حيث استفادت منها أكثر من 5000 الأف أُسرة، إضافةً إلى المشاركة في 124 فعالية تثقيفية للأسر والأجيال لأهمية التوعية بشكر النعم وحفظها”.
وأضاف أن الجمعية حصلت على جائزة المشروعات الرائدة بمجلس التعاون الخليجي، وجائزة الأمير خالد الفيصل للاعتدال في المؤسسات الخيرية، وجائزة السبيعي للتميز الخيري، وجائزة ارابيان بيزنس كأفضل مبادرة خيرية بالمملكة، ونعدكم بالاستمرار بالعمل بكل عطاء وشفافية.
وتخلل اللقاء مشاركة مدير تعليم المنطقة الشرقية الدكتور ناصر الشلعان، تحدث خلالها عن الدور الكبير الذي تقوم به جمعية إطعام في الحفاظ على النعمة من الهدر وإيصالها لمستحقيها، مؤكداً حرص تعليم الشرقية على غرس هذه الثقافة لدى الأجيال في المدارس وجعلها واقعاً ملموساً.