الجمعية نعَته اليوم.. آل درويش أكرم موتى تاروت لأكثر من 20 سنة
القطيف: صُبرة
بعبارات الحزن والترحم، ودعت جمعية تاروت الخيرية موظفها على آل درويش، الذي وافته المنية هذا الأسبوع، إثر نوبة قلبية أصابته.
وأجمع مسؤولو الجمعية على أن الفقيد كان نموذجاً يُحتذى به في العمل الاجتماعي، والبر بأفراد أسرته بعد رحيل والده، والمبادرة بخدمة الجميع.
وقضى آل درويش 20 عاماً في خدمة إكرام الموتى في الجمعية، سائقاً لسيارة الإسعاف، التي ترجل منها سائقاً، ليكون أحد ركابها، في طريقه إلى مثواه الأخير.
وانضم الراحل للعمل إلى الجمعية عام 1425، عاملاً في حافلة الروضة، ثم سائق حافلة، وسائق إسعاف، قبل تعيينه موظفاً تابعاً لبلدية تاروت، في قسم إكرام الموتى.
الخلق الجميل
ونعى رئيس مجلس إدارة الجمعية زهير الوحيد الشاب الراحل وقال: “ببالغ الحزن والأسى واللوعة والألم، تلقينا نبأ رحيل الدرويش، وكان أشبه بالصاعقة التي فطرت قلوبنا وهزت مشاعرنا”.
واستذكر الوحيد بعضاً من ذكريات آل درويش قائلاً “لقد عاش فينا حبيباً سعيداً، وكان دوماً معنا وفياً ودوداً، وفي تعاملاته حنوناً، ورحل عنا غالياً حميداً، وخلّد لنا ذكرياتٍ مفعمة بالحب، ومُكللة بالخلق الجميل”.
وأضاف “هذا ما نتذكره من مسيرته الحافلة بالعمل، وسيرته العطرة بحسن الخلق، وسماته النيرة المكللة بحب الخير والصلاح وبث روح الأمل في نفوس الآخرين والتفاني في خدمتهم”.
خدمة المجتمع
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة الجمعية السابق محمد الصغير “رحم الله آل درويش عزيزاً علينا، كان دمث الأخلاق باسم الوجه، يخدم كل من حوله، وعمل على خدمة مجتمعه بكل حب وتفانٍ، وقد رحل إلى الحياة الابدية منعماً”. وقال “الفراق هو حال هذه الدنيا، والموت أصعب الفراق، رحمك الله يا أبا حسن”.
جزيرة تاروت
وأكمل الصغير “الشاب آل درويش تحمل أعباء الحياة في سن مبكرة، بعد وفاة أبيه، وبقي بارًا بأمه، ومتعاوناً مع إخوانه، محبًا لعمله، خلوقاً مع زملائه”.
واستعرض نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية عبد السلام الدخيل بداية معرفته بالراحل “عرفت الفقيد منذ عشرين سنة تقريباً، وهو يعمل ضمن كادر مكرمي الموتى في جزيرة تاروت، حيث عمل في إسعاف نقل الجنائز”.
ومضى يقول “عرفناه طوال هذه المدة حسن الخلق، مع التعامل النبيل مع زملائه ورؤسائه وأهالي المتوفين، وكان يستجيب لطلبات نقل الوفيات في جميع الأوقات دون كلل أو ملل”.
التفاني في العمل
وقال عضو مجلس إدارة الجمعية سابقاً المهندس محمد النابود “الفقيد عاش عفيفاً، طيب الأخلاق، مخلصاً في عمله، أميناً على ما أؤتمن عليه”، مضيفاً “أحب العمل في الجمعية، وتفانى في الاخلاص لإنجاز أي مهمة تسند إليه”.
وأكد أن الراحل كان يحترم جميع المسؤولين وزملاءه في العمل، متعاوناً معهم، وراعياً لأخوانه وأهله، تحمل المسؤولية بعد وفاة والده، وقام بها على أحسن وجه”.