الأديب الذي لم يكل ولم يمل..!! قراءة وتحليل في سيرة المنجزين

أحمد الخرمدي

مقدمة: “الإعلامي المثقف والأديب الأستاذ محمد رضا نصر الله”

عندما تريد أن تكتب عن شخصية إعلامية معروفة من رجالات الوطن قد تناولت سيرة حياته المهنية، قامات من رجال الفكر والأدب المشهود لها بالدرجات العلمية العالية والمناصب الإعلامية والصحفية البارزة – أديب لم تفرش له الأرض زهوراً ولم تلبسه الحياة حريراً وإنما واجهته عواصف ومحن حتى استطاع أن يكافح ويصنع في داخله كل ما هو مستحيل وبإصرار على ما هو يعتقد ومؤمن به حتى يصل.!!

 فمن هنا لابد لفكرك وحماسك يستوقفانك مرات ومرات، ليس خوفاً من أنك لن تكون قادر بأن تصل لما هو مطلوب، وإنما قد لا يصل مستوى الكتابة عندك وقلمك للوفاء..!!، فلا بد لك أن تحاسب نفسك وتتساءل.

فمن أبرز ما تسأله هل أنت بالفعل تعرف هذه الشخصية من قرب، التي سوف تتناول الكتابة عنها؟!

وما الدافع؟! وهل ما سوف يسطره قلمك سيرضي القارئ، والسؤال الأهم تسأل نفسك هل يحق لك ذلك؟؟ إذاً.. أحبتي لنرَ.

قال تعالى “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “

وقال تعالى “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”

 المثقف والأديب الأستاذ البارز محمد رضا نصر الله مواليد 1953 الميلاد، رجل الثقافة والإعلام، سيرة ذاتيه حافلة بالجمال والهدوء، ورقة في المشاعر ونبل وتسامح، سيرة عطرة من حياته، شجرة من العطاء أثمرت وصنعت الإنجازات المشرقة (ولن أقول المعجزات)، الإنجازات التي ساهمت في نشر الفكر وتطوير الوعي بالحوارات الوطنية الهادفة والمتميزة، باحث وكاتب وإعلامي قدير وهو واحد من أبرز القامات الأدبية والإعلامية، ليس على المستوى المحلي وإنما الخليجي والوطن العربي والإسلامي.

الأستاذ محمد رضا نصر الله – أبو فراس – فهو أخ وصديق ومُعلم للجميع، ومَعلماً للثقافة – قد نال حب الناس واحترامهم، فهو شخصية تربوية واجتماعية ووطنية بجانب ما يملكه من الخبرة الطويلة في مجال الإعلام والعلاقات العامة والنشر، فقد تقلد  مناصب ومهام متعددة، أهمها عُين عضو مجلس الشورى السعودي في بداية دورته الرابعة عام 1426 ولثلاث دورات متواصلة في المجلس لمدة ١٢ سنة –  وبكل اقتدار ونشاط، و أننا ومن خلال قراءتنا  للسيرة الذاتية العملية والخبرة والمعرفة للمسيرة الطويلة، فهو  حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الملك سعود بالرياض وباشر العمل الصحفي مباشرة منذ تخرجه،  حتى شغل منصب أمين عام الهيئة الاستشارية للثقافة والإعلام، وأسهم في تأسيس نادي الرياض الأدبي وهو إعلامي نال إعجاب واستحسان متابعيه من خلال حواراته وبرامجه التلفزيونية الراقية والمباشرة، وهو من أقدم الرجال الاعلاميين المتميزيين، قدم الكثير من البرامج المثمرة والبناءة وعلى الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون السعودي من تلك البرامج – الكلمة تدق الساعة وبرنامج – هذا هو – وغيرها العديد التي يتجاوز عددها المئات.

عندما نرجع قليلاً إلى الماضي، فلا نجد غرابة بأن مثقف الوطن ورفيق درب كبار الشخصيات المخضرمين من الكتاب، والأمراء الأدباء والشعراء، فقد بدأ الكتابة والنشر في زاوية (أصوات) بجريدة الرياض عام 1974 وفي جريدة اليوم بالدمام وجريدة اليمامة وترأس منصب مديراً للتحرير بجريدة الرياض الأسبوعي عام 1982   وعمل في نفس الجريدة مشرفاً على الصفحات الثقافية والرأي.

نعم فالأستاذ أبا فراس – له من البصمات والمساهمات الجميلة، مما جعل العديد من الكتاب والمثقفين والإعلاميين البارزين – والمشهود لهم بالصدق والإنصاف، ومشار لهم بالبنان بأن يذكروه في كل مناسبة ومحفل – فهو إعلامي وطني ومفكر وكاتب وأديب ذا تفكير عقلاني ورأي سديد، وهو من ساهم في نشر الثقافة السعودية كما ساهم في تقديم طلب إنشاء نادي الشرقية الأدبي سنة 1974، وكما نقل من أحد الكتاب المعروفين – من هؤلاء – الكاتب والإعلامي بجريدة الجزيرة الأستاذ الموقر عبده الأسمري – والذي أطلق على عنوان مقالته – محمد رضا نصر الله –  المحاور والمناور والإعلامي العصامي وقد أوجز وأجاد في مقالته الوطنية الرائعة، بحروف من نور تمتع القارئ بما سطر من حسن وجمال، وسأترك لك أيها القارئ الكريم الرجوع للمقالة للشاب المتواضع، بالعنوان المشار إليه (محمد رضا نصر الله  المحاور والمناور ) بصحيفة الجزيرة، ليتمتع حسك بما هو رائع.

وكما جاءت به المواقع الإلكترونية، ممن أسهب وأفاد، من هذه المواقع المشهورة مُلهم نت (المصري نت) بعنوان – من هو محمد رضا نصر الله متناولاً الكاتب والأديب الدكتور عبد الله مدني عن (شخصيتنا المحترمة) بنافذة مضيئة من حياته العملية والمهنية موضحاً بأن هذه الشخصية الوطنية المحبوبة – الأستاذ محمد (أبا فراس) بأنه أول من فتح نوافذ الفكر المعاصر التلفزيوني، ومعبراً عنه أنه من الشخصيات الإعلامية الذين تركوا بصمة في حياته العملية لا تمحوها الأيام ولا طول السنين.

ولعلنا نوضح القليل مما لمسناه وعايشناه من قرب مع الأستاذ محمد، فترة إقامتنا بمدينة الرياض (العاصمة) لسنوات طويلة تجاوزت الـ (22) عاماً وحيث العديد من اللقاءات الودية والأخوية التي جمعتنا حينها مع شخصيته الفذة و مجموعة خيرة من الشباب المثقفين من الأطباء وأساتذة الجامعات والمعاهد والطلبة الجامعيين والعاملين بجميع القطاعات، وحيث استفذنا الكثير كما استفاذ الآخرون من عطاءه وفكره المتبحر في الأدب والثقافة والشعر والتراث، و بتحفيزه وتشجيعه الجميع على كسب المزيد من العلم والحرص على العمل الجاد مع الإخلاص، مؤكداً أن المستقبل للجميع و من يعمل بجد واجتهاد يكون له الفوز والرقي، وأن الوطن غالي ويستاهل منا كل تضحية وتفاني مؤكداً ومستشهداً بالتاريخ وما كان عليه الآباء والأجداد، وبالرغم من انشغاله وكثرة مسؤولياته، كان حضوره المشرف للجميع منارة وسعادة، وكان يحرص في التواجد من أجل التواصل الاجتماعي والثقافي، ودائماً يثري الجلسات الأدبية والثقافية، بحواراته الهادئة والهادفة والشيقة في نفس الوقت، وتقبله للنقاش حتى وإن وجد تباين في وجهات النظر، فديدنه حرية التعبير والرأي والرأي الآخر، وهذه ليست بشهادة وإنما هي حقيقة لمسها الجميع ممن عرفوه وتابعوا ما لديه من قرب، كان أديباً ومعلماً وموجهاً وأخاً متعاوناً، يحرص على الجميع من أي شائبة أو كدر لا  سمح الله، وتشديده القول للكبير قبل الصغير، كونوا قدوة للأجيال القادمة، كونوا صورة حسنة وخير خلف لخير سلف، ولم يكتف بذلك – حفظه الله – بل شجع الجميع على المزيد من القراءة وطلب العلم والعلوم المعرفية من الثقافة الأدبية ومن التاريخ وخاصة تاريخ الوطن المملكة وتراثها، وكما شدد في زياراته ولقاءاته الميمونة بأن يقتني كل فرد مكتبة ولو صغيرة لتكون دارة علوم ومعرفة له ولأفراد أسرته، حرصاً واهتماماً بالأدب العربي واللغة والنهضة الثقافية بمظاهرها وخصائصها الحديثة والمتنوعة.

مع الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز يتبادلان إهداء الكتب

فيض من غيض، سيرة ذاتية تحمل بين طياتها كنز من العلوم والمعرفة والخبرة الطويلة وقد صدرت له عدة كتب ومجلدات ثقافية وسلسلة من التراث، يتمتع أديبنا وأستاذنا الموقر بروح عالية وصبر وسعة صدر، كما يتمتع بشغف وحماس وطموح وإصرار حتى تحقيق ما يصبوا إليه ومن دون كلل أو ملل ولم يجعل للاستسلام أو اليأس، لا قدر الله، طريقاً في حياته، كل حياته، وقد أقتبست فقرة من كلماته بمعنى أوجزته وكأن لسان الحال يقول “لا تكون مع اليأس فالأمل لا بد وأن يأتي”.

موهبة من الله سبحانه وتعالى حباها له، وحببها لقلبه حتى أصبحت الثقافة ” نبض حياة ” روحاً تحاكي عقله قبل جسده، فالبحث العلمي الذي يساهم في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية كان محل طموحه واهتمامه وإن كتاب ما أسماه وفاءً لماض أحبّه (حوارات القرن) الذي وثق فيه وبكل تميز حواراته ولقاءاته التلفزيونية مع أكثر من مئة وخمسين (150)  شخصية مؤثرة منذ سنة 1978 وحتى سنة 2012 الميلادية والذي كتب ملخص عن عدد أجزاءه الكاتب والإعلامي المميز الأستاذ ميرزا الخويلدي  – الشرق الأوسط –  واصفاً الإصدار الجديد للأستاذ محمد  ” بالكتاب الضخم” سجلاً ثقافياً وتوثيقاً لتاريخاً زاخراً بالمعاني والأفكار والمواقف والآراء والشخصيات كما عرَفها، ومعظمها من جيل الرواد في الأدب والنقد والفلسفة، غير تلك الكتابات الهائلة والحلقات المتعددة التي لم يتسنّ الوقت بعد لجمعها، وإن دعواته في إقامة ملتقى أو أكثر للمثقفين لرسم إستراتيجية وطنية للثقافة السعودية تليق بالمستوى الذي وصلت إليه المملكة سياسياً واقتصادياً على المستوى الإقليمي والدولي فهي لأكبر شاهد ودليل.!!

الصبر والإرادة والعزيمة وكفاحه المتواصل ورحلاته وتنقلاته حول العالم العربي والإسلامي طلباً للتبصر والتوثيق الثقافي والأدبي التي كانت في تلك الحقبة وما زالت اثارها حية حتى اليوم وممن كتبوا واشعروا وعددهم كبير قد لا يسع المجال لذكرهم ولكن نكتفي بما هو آتِ:

الدكتور أحمد محمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود السابق، الشاعر السعودي جاسم الصحيح، الشاعر العراقي عارف الساعدي، المفكر محمد علي المحمود، الكاتب ابراهيم الألمعي، الشاعر اللبناني الراحل محمد علي شمس الدين، الكاتب ابراهيم التركي، الكاتب حمد القاضي، الكاتب علي القحطاني، وكتاب واعلاميين من الجنسين، ومواقع إلكترونية مشهورة منها، المرساة، البيان وغيرها العديد لا يسع المجال لذكرها.

شخصيتنا الوجيه في (ديرته) ومجتمعه الكبير ويحق لنا القول – هو هذا الأديب المفتون – بوطنه وبرسالته الأدبية والثقافية التي بفضل الله وكرمه ثم بإخلاصه وتفانيه أنارت له الطريق، ولم ينتظر يوماً من الأيام دعماً يؤخره عن مراده ويثنيه، ولم يوقفه يوماً نقداً وإن كان جارحاً، وإنما جعله تحفيزاً وأخذ منه ثقافة زادت من حماسه وشغفه وقوة طموحه وحبه لرسالته ولوطنه ومجتمعه.

أديب وكاتب بارع وصاحب كلمة ووجيه اجتماعي، مدرسة ونموذج ثقافي فريد من نوعه، كتب عنه العديد في المقابلات الصحفية القصيرة والطويلة، منها ما أجرته الصحفية المتميزة الأستاذة الإعلامية القديرة ليلى العوامي والأستاذ الشاب المبدع محمد الخنيزي وغيرهم، في إعطاء الفرصة لمجتمعنا للاطلاع على سيرة الأديب، وكما جاء من تصنيف دقيق للأستاذة العوامي  – صبرة الإلكترونية – بأن أبا فراس، الذي هو من الأشخاص الباقون على ما هم عليه من تفكير وخطى ثابته بقولها – صانع الحوارات المثقفة.. محاور العمالقة.. وصديق الساسة، والمقابلة الجميلة والمركزة من القناة العربية السعودية في معرض الكتاب بالرياض لهذا العام 2022.

المئات من الكتابات والمئات من المقابلات والحوارات الصحفية والتلفزوينة التي أستضيف فيها المثقف والأديب، وأننا أو غيرنا إن حاول جمعها أو حتى فهرست ما جاء فيها لاحتجنا الآلاف من الصفحات والعديد من الشرائح الإلكترونية – فلا يسعنا في هذا المقام حيزه المحدود، سوى ذكر اليسير مما حظى به من تكريم، الأكبر والأسمى – هو التكريم الذي جاء بالمرسوم الملكي الكريم عام –  2004 م  – بتعيينه عضواً في مجلس الشورى، والتكريم السخي من بعض الدول العربية من دور ومراكز ومؤسسات  الثقافة والأدب التي ترعاها، والقنوات الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة (الحاسة السابعة)  ومن أبرز الشخصيات من مثقفين وإعلامين وأعيان، ونحن أبناء المجتمع من تلامذته ومحبيه وكل صرح ومنتدى ثقافي يجمعنا، إذ نرفع آيات الشكر والامتنان العميق محاكاة منا لسعادته – وبتهنئتنا القلبية له و المخلصة بمناسبة إصداره الجديد (كتاب حوارات القرن) وعلى كل الجهود الجبارة الذي قام بها ومنذ نعومة أظافره وفي وقت مبكر من حياته، تلك التطلعات والكتابات والحوارات الثمينة، ومن حياته العملية الموجزة..  (عضو مجلس الشورى، سابقاً).

عضو الهيئة الاستشارية لمنتديات الشباب السعودي بوزارة الخارجية.

عمل مستشاراً ثقافياً في مكتب التربية لدول الخليج العربي.

أمين عام الهيئة الاستشارية للثقافة في وزارة الثقافة والاعلام.

أمين عام ملتقى المثقفين الذي تنظمه وزارة الثقافة والاعلام.

رئيس لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية بمجلس الشورى (السنة الثالثة من الدورة الخامسة).

عضو لجنة رسم السياسات والخطط العالمية بمجلس الشورى.

شارك في اجتماعات وزارة التخطيط في الخطة الرابعة للتنمية الثقافية.

عضو لجنة المشورة الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة منذ تأسيسه.

عضو وفد مجلس الشورى في اجتماعات مجلس اتحاد المجالس البرلمانية العالمية، في القاهرة 2008 ومجلس اتحاد المجالس البرلمانية الخليجية 2011م… وغيرها الكثير).

وهو ما لفت الأنظار حتى أصبح الحديث يتداول بين النخب والرواد من الأدباء والمثقفين ومن العامة، شخصية كما عُرفت حياته بتحمل المسؤولية الاجتماعية وراثة أباً عن جد تجاه وطنه ومجتمعه، نموذج من العطاء والتواصل، بمشاركة أبناء مجتمعه في كل مكان، أفراحهم وأتراحهم بكل حب ومودة واحترام..

 حفظك الله يا أبا فراس وأطال عمرك وحفظ أفراد أسرتك الكريمة، ولمواقفها الجياشة والفياضة، المصاحبة لمسيرة حياتك النبيلة، أطال الله عمرك ومتعك بالصحة والعافية وجعلك ذخراً وعوناً للجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×