تعليم البنات في القطيف بدأ بـ 6 فتيات من حسينية أوائل الطالبات يسردن لـ "صُبرة" تفاصيل البدايات قبل 66 سنة
القطيف: شذى المرزوق
بـ 6 طالبات فقط؛ بدأ تعليم البنات في القطيف. والمكان الأول الذي جلست فيه الطالبات الأوائل على كراسٍ؛ كان حسينية.
فوق ذلك؛ لم يكن التعليم مجانياً، بل برسومٍ دفعها عدد من الآباء، لمعلمة مصرية جاءت مقيمة في القطيف مرافقة لزوجها المهندس.
حدث ذلك قبل 66 سنة، وأغلب من خضن التجربة ما زلن على قيد الأحياء. وصرن، لاحقا، من سيدات مجتمع القطيف.
الوضع الحالي لحسينية العوامي في القلعة
حين قرّر الآباء تعليم بناتهنّ على الطريقة الحديثة؛ لم يجدوا مكاناً مناسباً إلا حسينية العوامي في قلعة القطيف. لكن المجتمع اعترض، وحسب رواية السيد عدنان العوامي؛ فإن القائم على الحسينية، السيد باقر العوامي، تحرّج من استخدام الحسينية في ذلك، على الرغم من أن اثنتين من حفيداته، بتول بنت السيد حسن، وبهجة بنت السيد علي، ضمن الفتيات الست..!
نقل الآباء بناتهم إلى حسينية “الزريب” في القلعة أيضاً، لكنّ الاعتراضات لم تتوقّف أيضاً. فنُقلت الفتيات إلى منزل شعبي في “باب الشمال”.
وتقول إحدى طالبات التجربة الأولى، بتول السيد حسن السيد باقر العوامي؛ إن البيت كان يُسمى بيت “القفّاص”، وكنّ يدرسن في “الحوي”، أي فناء البيت. وفي ذلك المنزل الشعبيّ تطوّر المشروع، واتّسعت دائرة الآباء الذين ألحقوا بناتهم بالـ “مُديرسة” الناشئة، لتنتقل بعد ذلك إلى المبنى المعروف بـ “عمارة القطري” في باب الشمال.
قبل “الرئاسة”
ظهرت فكرة تعليم البنات في القطيف، سنة 1378هـ، أي قبل إقرار تعليم البنات رسمياً في المملكة بسنة واحدة. وقتها؛ كانت هناك مدرسة بنات واحدة فقط في كلّ البلاد السعودية، هي مدرسة دار الحنان في جدة. وقد أسّستها الأميرة عفت الثنيان عام 1375هـ الموافق 1955م.
وقد سعى بعض شخصيات القطيف إلى المطالبة بمدرسة بنات، لكنّ الطلب لم يجد قبولاً في الدوائر الرسمية، لأنّ تعليم البنات لم يُقرَّ رسمياً إلا في شهر شعبان 1379هـ، تحت إدارة عُرفت باسم “رئاسة مدارس البنات”، ثم تطوّرت إلى “الرئاسة العامة لتعليم البنات”.
وبدافع حماسة الآباء؛ طلب مجموعة منهم إلى زوجة مصرية مقيمة في القطيف، وقد كانت متعلمة ومرافقة لزوجها المهندس، أن تدرس بناتهم في منزلها أولاً. ثم تطوّرت الفكرة إلى تأسيس ما يُشبه فصلاً دراسياً داخل حسينية، ضمّ كراسي وطاولات.
البنات الست هن:
بتول بنت السيد حسن السيد باقر العوامي
واصلت دراستها، إلى مرحلة البكالوريوس، وعملت معلمة للغة الإنجليزية، ثم تقاعدت.
وقد تزوجت من ابن عمها الجرّاح الدكتور ماجد محمد العوامي. وأنجبت منه: طبيبة العيون الدكتورة أمل، والمصرفي حسين.
بهجة السيد علي السيد باقر العوامي
أكملت دراستها، وتعينت معلمة روضة أطفال مركز الخدمة الاجتماعية أولاً، ثم انتقلت إلى روضات الجمعيات الخيرية. وبقيت فيها حتى تقاعدها.
تزوجت من من عبدالرسول العلقم، وأنجبت: المعلمة أماني، وبسمة، والمهندس وائل، والمهندس أمين، والمهندس وافي.
المرحومة سعاد حسن الجشي
أكملت دراستها حتى وصلت إلى منصب مديرة روضة القطيف الأولى التابعة لمركز الخدمة الاجتماعية.
تزوجت علوي الهواشم. وأنجبت منه: المرحوم هاشم، هادية، هادي.
فردوس محمد سعيد الخنيزي
ابنة الشاعر المعروف. أكملت دراستها، ثم تعينت في التعليم، ووصلت إلى منصب مدير مدرسة. ثم تحولت إلى العمل الإداري في إدارة التوجيه في القطيف، ثم تقاعدت.
تزوجت من المعلم سعيد سلمان عبد الهادي الحبيب الذي وصل إلى منصب “مدير مدرسة”. وأنجبت منه: الدكتور حسام، الدكتور سائد، بسام، محمد. إضافة إلى البنات غادة، شذى، ندى، أنوار، والأربع يعملن في القطاع الصحي.
المرحومة فوزية محمد سعيد الخنيزي
شقيقة فردوس، تزوجت كامل سلمان عبدالهادي الحبيب، وأنجبت منه: هند، هاني، عبدالهادي، فراس.
منيرة عبدالله الجشي
شقيقة الدكتور جميل الجشي عضو مجلس الشورى والسفير السعودي في إيران سابقاً. وشقيقة رجل الأعمال محمد حسن الجشي.
تزوجت من ابن عمها كاظم عبدالرسول الجشي. وأنجبت ابنتين: نوف، مشاعل.
بعد الثانوية التحقت بجامعة الملك سعود، وتخرجت بالبكالوريوس علم اجتماع.
ومارست التعليم في الرياض، حتى تقاعدها.
القصة في بدايتها.. تابعوا تقارير “صُبرة”
اقرأ أيضاً
شهادات أول وثاني ابتدائي لـ 16 طالبة من القطيف سنة 1380 ـ 1960