الدهان طلب من زوجته “كذبة بيضاء” حتى لا يعلم أحد بموضوع التبرع بكليته "إذا سأل أحدٌ عني فقولي عملية مرارة"
عاد إلى منزله البارحة.. والزيارة ممنوعة إلى ما بعد أسبوعين


القطيف: صُبرة
حتى يوم العملية؛ لم يكن يعلم أحد بموضوع التبرع بالكلية. قال لزوجته “إذا سأل عني أحد؛ فقولي إنه منوّم لاستئصال المرارة”. لكن القائمين على حملة “نعمات” ألحُّوا على إشاعة الموضوع ونشره، بهدف تحفيز الآخرين على عمل الخير.
وهكذا تحوّل اسم فاضل الدهان ـ عضو المجلس البلدي ورئيس لجنة “كل من عليها فانٍ” ـ إلى قصة تُروى وتُحكى، لتكون من قصص الإيثار التي يترجمها العمل.. قبل الكلام.
تأجيل الزيارة
الدهان؛ عاد إلى منزله مساء البارحة، وهو مرحلة النقاهة، وحسب ما ذكره لـ “صُبرة”؛ فإن الزيارة ممنوعة حالياً لأسباب وقائية. لن تكون الزيارة مسموحة إلا بعد أسبوعين. الوضع الوقائي يفرض عدم تعرّضه إلى أي نوع من أنواع العدوى، لأن الخطر المحتمل يكمن في ارتفاع الحرارة، أو الضغط، أو التعرض لالتهابات في جرح العملية.
نجح أخيراً
وقال الدهان إنه سعيد لأنه نجح “أخيراً” في تحقيق رغبة قديمة واجه الإخفاق أكثر من مرة. وقال شارحاً إنه سبق أن سجّل اسمه ضمن الراغبين في التبرع بجزء من الكبد، وتجاوز الفحوصات الأولية، لكنه رُفض بسبب وجود عيب خلقي، وهو وضع شرايين الكبد بشكل معكوس.
وأضاف أن رغبته في التبرع بدأت حين عرف قصة تبرع المسرحي محمد الحلال بتبرعه بواحدة من كليتيه لزوج أخته. وتشجع أكثر بعد تبرع جابر العلي وياسر الراشد. وقال “بعد رفضي للتبرع بجزء من الكبد في مستشفى الملك فهد التخصصي؛ عرض عليّ الأطباء التبرع بالكلى”. فـ “”سجلت اسمي في قائمة الراغبين في التبرع، وخضعت للفحوصات الأساسية، وانتهت النتيجة إلى إمكانية التبرع.
انتظار
ويكمل الدهان قصته “مضت مدة طويلة دون أن أتلقى استدعاءً أو معلومات عن وجود محتاج إلى كلى. وكنت أراجع المستشفى؛ فيُطلب مني الانتظار والبقاء مستعداً”. و “قبل عيد الأضحى بأيام اتصلت بي إدارة المستشفى، وطلبوا الحضور، وبالفعل راجعتهم يوم الأربعاء الماضي، فأبلغوني بوجود مريض مطابق. وهنا بدأت الفحوصات مجدداً، وبعد تجاوزها؛ أكد لي الأطباء أن هناك إمكانية للانسحاب”.
يضيف “أبلغت الأطباء برغبتي في المضيّ قدماً في الموضوع. عندها سُئلتُ: هل هناك مريضٌ بعينه ترغب في التبرع له؛ فأخبرتهم بعدم تحديد أي مريض. فأبلغوني عن حاجة طفل لم يُفصحوا عن هويته؛ فأكدت طلبي ورغبتي المضي في الموضوع ليستفيد الطفل”.
ويؤكد الدهان أنه لا يعرف الطفل الذي تبرع له، وهو سعيد لذلك. وقال إنه لم يكن يرغب في الإعلان عن موضوع التبرع، لكن إلحاح القائمين على حملة “إنعام” أقنعه بأن في نشر الموضوع فائدة لمرضى الكلى الذين ينتظرون المساعدة”.
وهذا الهدف هو الذي منح “صُبرة” إذن الدهان بنشر القصة. ففي ختام سرد القصة قال ما معناه “إذا كنت قادراً على العيش طبيعياً بكُلى واحدة؛ فما المانع من التبرع بإحدى كليتيك لمريض حياته مهددة”..؟”